مواد تجميل مهربة منتهية الصلاحية بأثمان بخسة والوجديات يقترفن جريمة في حق أنفسهن ......................................................................... أغرق تجار سوق التهريب في المدة الاخيرة أسواق مدن الجهة الشرقية وعبرها يتم التصدير/التهريبي إلى كامل التراب الوطني،بمواد تجميل منتهية الصلاحية تحمل تسمية ماركات عالمية مغشوشة وقد اختفت منها الملصقات التي تشير إلى صلاحيتها.ورغم ذلك دأبت الزبونات المتعطشات للماركة تحت أي ظروف على اقتناءها رغم كل ما يسمعنه من صيحات التحذير التي يطلقها أخصائيو الجلد والعيون في كل مرة.نظرا لأخطار استخدام مواد منتهية الصلاحية على صحة المرأة. فهوس تلوين الوجه والظهور بشكل جميل فطرة جبلت عليها بنات حواء،لكنها هذه الأيام باتت تهدد صحتهن وجمالهن في آن.فالوجديات عموما ومعهن النساء من ساكنات وقاطنات المدينة،لا يتمتعن على ما يبدو بالوعي الكافي الذي يمنعهن من اقتراف جريمة في حق أنفسهن كالتي يقترفنها هذه الأيام التي تسبق رأس السنة الميلادية الجديدة.ويكفي أن تستطلع أحد أسواق أي مدينة من مدن أسواق التهريب بالجهة الشرقية،حتى تدرك أن كل ما يهم أغلبية الزبونات هو الأسعار بغض النظر عن تاريخ الصلاحية أو ظروف البيع.فالسلع تعرض لمدة طويلة للشمس رغم أن العام والخاص يدرك أن الشمس هي أهم عامل يتسبب في إتلاف مستحضرات التجميل التي يؤكد الأخصائيون على ضرورة حفظها في الظل. وجهتنا الأولى كانت ساحة بأحد الأسواق الجديدة والقريبة من سوق الفلاح الغني عن التعريف،السوق الذي يعرف إقبالا منقطع النظير للزبونات على مدار الأسبوع وهو مصنف من بين الأسواق الشعبية الكبرى في وجدة لعرضه منتوجات في أغلبها مهربة مختلفة ومتنوعة بأسعار زهيدة،لهذا يعرف هذا الأخير اكتظاظا وانتشارا لهذا النوع من التجارة التي يتفنن أصحابها في عرضها حتى تكون ظاهرة وجذابة تجذب العين إليها،حيث تجد مختلف أنواع المستحضرات من أحمر الشفاه من ''بورجوا '' كريمات للوجه ''دوڤ '' عطور''نينا اريتشي ''،طلاء الأظافر وغيرها من المواد التي تجذب المرأة. اقتربنا من بعضهن واخترنا أولئك الملتصقات بالطاولات من اللواتي كانت رؤوسهن منغرسة في السلع،فأجبن بأن الأسعار مغرية ولا يمكن مقاومتها.أما عن السبب فأغلبيتهن رجحن بأن أصحاب المحلات خارج السوق يبالغون في أسعارهم لأنهم يدفعون الضرائب أما في مثل هذه الأسواق (التي انتشرت كالفطر وتحقق يوميا أرقاما خيالية في معاملاتها وكذلك أرباحها) فبالإمكان الحصول على نفس السلع بأسعار رخيصة.وأكدت أغلبيتهن أنهن من الزبونات الوفيات لهذه الطاولات ولم يحدث أن أصبن بأي ضرر يذكر.وفي هذا الصدد ذكرت لنا أخصائي في الأمراض الجلدية بوجدة،بأن "تأثير المستحضرات التجميلية على البشرة لا يظهر في حينه إلا بالنسبة لذوات البشرة الحساسة.أو في حال إذا كان صلاحيته قد انتهت من مدة طويلة أو أن مكونات مستحضر التجميل رديئة ومضرة بالبشرة".لكنه أكد أن "التأثير يظهر على المدى الطويل ويساهم في ظهور بقع الحساسية والتجاعيد المبكرة أيضا".ونصح بتجنب كل "المستحضرات المشكوك فيها والتي لا تطابق المعايير العالمية من حيث المكونات والصلاحية وظروف البيع أيضا كأن تعرض لمدة طويلة في الشمس". في حين أكدت لنا إحدى النساء اللواتي صادفنهن بنفس السوق،بأن حتى طريقة منادات الباعة للإشهار لسلعهم وكذا تعاملهم ونصائحهم حول طرق الإستعمال أو مساعدتهم في اختيار الماركة والنوع الذي يناسب كل امرأة زبونة،يساعد في جلب الزبونات اللواتي يصدقن كلما يلقى على مسامعهن ليتجهن صوبا نحو كل سلعة تباع بأثمان رخيصة و يباشرن في اختيار ما يلزمهن من تلوين للجفون أخضر،روز،بنفسجي وأصفر وهي الألوان التي تلقى رواجا كبيرا.كونها تتماشى مع الموضة لما تبقى من السنة الحالية وبداية (دخلة) السنة القادمة،وبذلك يزيد الطلب عليها ويسجل نفاذ الكمية في وقت قياسي.الأمر الذي يجعل النساء يقبلن عليها تطبيقا لمقولة ''التالي ما يلحقش'' لأن مثل هذه المواد باتت ضرورة عصرية في نظر البعض يتهافتون عليها رغم التناقض الصارخ الذي نلحظه فالماركات فرنسية وإيطالية أما البلد المصنع فهو في الغالب اليابان أوالصين،والقليل منها يتم تهريبه عبر الحدود الوهمية لمليلية المحتلة،أما كثيره حتى لا نقول أغلبه فيهرب عبر الحدود المغربية الجزائرية. والإقبال الكبير من طرف النساء هي الفرصة التي لا يضيعها الباعة لتسريب سلعهم في زمن قياسي وتحقيق الربح السريع،وهو ما استنتجاه من تعليق أحد الباعة الذي يدرك جيدا أن سلعته فات موعد انتهاء صلاحيتها منذ مدة وعند طرحنا السؤال عليه أجابنا '' دائما تقع على رأس الفقير لأن المرأة المثقفة والعاقلة والتي تخاف على بشرتها من الهلاك لا تفكر أبد في شراء هذه السلعة بل لا تقترب من الطاولة حتى من أجل إلقاء النضرة عليها.وهذا واقع نعيشه ونلاحظه منذ عرضنا لهذه السلعة ".أما عن سبب انخفاض السعر فالتبرير كان من أجل أن تباع كل الكميات في وقت قياسي،وبدلا من تسجيل الخسارة فإنها تعود عليهم بالربح. ونحن نواصل جولتنا لفت انتباهنا التفاف عدد من النسوة حول طاولة لبيع مثل هذه المستحضرات،وهن منهمكات في اختيار لون أحمر الشفاه المعروض بسعر خيالي يقدر بأقل من خمسة دراهم، وهي الفرصة التي لا تفوتها العديد من النسوة،إذ عبرت إحداهن قائلة أن تواجدها اليوم بالسوق ضربة حظ لا تعوض.تركنا الطاولة والبائع منشغل بالنظر يمينا وشمالا في محاولته للسيطرة على الوضع حتى لا يقع ضحية سرقة من طرف نساء احترفن مثل هذه المهمات في مثل هذه الاسواق والأسواق الموازية والفوضوية وكذا لدى الفرَاشة. وعلى رغم الإقبال الذي تعرفه هذه التجارة،هناك من النساء من ترفض بصورة قطعية اقتنائها وتعتبر ذلك تبذيرا للأموال وتهديد ا للصحة ،باعتبار أنها مواد تعرض للشمس طوال اليوم ولا تعرض في ظروف مناسبة تمنعها من التلف السريع،وهي الإجابة التي سمعناها من سيدة كانت مارة على مقربة من تلك الطاولات لتوصل كلامها :'' تصيبني الحيرة وأنا أرى هذا الكم الهائل من النساء يقبلن على مثل هذه السلعة ويتهافتن على اقتنائها بدلا من توفير أموالهن.وضربت لنا مثلا بما أصاب قريبة لها،ظهرت على كامل وجهها بثور استدعت ذهابها إلى طبيب الجلد،لاستعمالها لكريمة لتفتيح البشرة اشترتها من مثل هذه الطاولات.لتدعم كلامها أخرى مضيفة أن ابنتها اشترت "ماسكارا" رديئة سببت لها حساسية واستلزم الأمر تدخل طبيب عيون،ليخلصن في الأخير إلى أن شراء ماكياج باهظ الثمن أحسن من إنفاق المال لشراء الدواء، خاصة و أنها مواد تستعمل مباشرة على الجلد لا يجب التلاعب بها.