الدمار الشامل للعراق وهي عبارة عن الملفات السوداء لاحتلال العراق وتدميره وهي سلسلة من المقالات أسلط فيها الضوء على جرائم الاحتلال وتدمير العراق دمارا شاملا تضمن الشعب و الأرض والحضارة و النسيج الاجتماعي من أجل نهب ثرواته و تحقيقا لأمن الصهاينة في فلسطين وتقاسما للأدوار القذرة مع الفرس الا أن الشعب العراقي بالرغم من عظم مصائبه كان عظيما في ردود افعاله وتحمل بكل اباء و شموخ كل الآلام وقهر بعذاباته و دمائه التي سفكت انهارا ودموع ثكالاه وايتامه كل عنجهية المحتلين وغدر الخائنين واليوم نتحدث عن ملف الاعتقال و السجون . فمن الناحية القانونية والانسانية لا يجوز لقوى الاحتلال احتلال أراضي الغير بالقوة الغاشمة ودون تفويض من مجلس الأمن فهي حرب ظالمة بكل المقاييس وكل ما يترتب عن ذلك فهو باطل وأما ما يقوم به الشعب العراقي بعد حل جيشه وتدمير دولته فهو مقاومة مشروعة وأما القوات المحتلة فهي المجرمة ما في ذلك شك وهذا هو الأصل في التوصيف القانوني للأطراف المتصارعة وبناء عليه فلا يجوز لقوى الاحتلال اعتقال المدنيين العزل وانما فقط تأسر العسكريين الذين يواجهونها في الميدان بطريقة حضارية راقية ولكن الاحتلال الأمريكي للعراق قدم للبشرية نموذجا غريبا في التعامل القاسي و الهمجي و الوحشي في طريقة اعتقال العراقيين بحيث كان يتم تقييد أيديهم بوسائل بشعة جدا تترك آثارها على يد المعتقل وربما تستمر لدى البعض منهم مدى الحياة ثم وضع أكياس بلاستيكية على رؤوسهم من شأنها منعهم من التنفس بطريقة طبيعية وهذا ما رأيناه على شاشات التلفزيون بشكل مباشر وما خفي كان أعظم ومن ذلك الاعدامات للمعتقلين في بيوتهم أو أمامها على مرأى ومسمع من ذويهم و جيرانهم بلا محاكمة و لا محاضر بحث فأي عدوان أبشع من هذا اضافة الى ذلك نقل المعتقلين في ظروف غير مناسبة حيث يتم الزج بهم في شاحنات وكأنهم حيوانات أو مجرد سلع والهدف من كل ذلك اذلال العراقيين الأباة و جعلهم يستسلمون لارادة المجرمين و لكن هيهات الذلة من شعب علم البشرية كل معاني الحضارة الراقية والكرامة . وعند الوصول الى المعتقل يبدأ فصل جديد من سوء المعاملة و أصناف من التعذيب الوحشي بطريقة غير انسانية لا يفعلها الا أراذل البشر حتى وصل الأمر الى اغتصاب الرجال و النساء على حد سواء فقد ثبت اعتقال عشرة آلاف امرأة عراقية ماجدة وقع اغتصاب خمسة وتسعين بالمآئة منهن وان هذا الأمر يعتبر في ثقافتنا العربية الاسلامية أكبر اهانة توجه لنا وهي المساس بالعرض . واقدم لكم ماورد في الدراسة التي أعدتها أسماء الحيدري و نشرها مركز صقر للدراسات الاستراتيجية وهو مركز محترم ويعتمد على احصائيات موثقة فيما يخص السجون والاعتقال حيث ورد مايلي 10. يشهد العراق أكبر عدد سجون في العالم فيه 36 سجناً عدا سجن أبو غريب الذي يعد الأرحم من بينها رغم فضائحه الفظيعة، وتضم هذه السجون 400 ألف معتقل منهم 6500 حدث و 10 آلاف امرأة}[9]. 11. كان لدينا 26 ألف معتقل ولدينا اليوم (23500) ألف معتقل (525) حدث دون سن أل (18) سنة، و (18) سيدة، وهناك (10%) من المعتقلين فقط يمثلون في قضايا أمام المحاكم العراقية}[10]. 12. أن 92% من المعتقلين أو ذويهم أصيبوا بالكآبة و أمراض نفسية أخرى مثل الفصام والذهان , فيما تراجع المستوى العلمي لأبنائهم بنسبة 82%، وأن 56% من ذويهم فقدوا معيلهم، وان 59% منهم دخلوا المعتقلات جراء خلافات شخصية ودعاوى كيدية}[11]. 13. 100% هي نسبة التعذيب في المعتقلات الحكومية وكما يلي: أ – تعرضوا جميعا لنوع واحد أو عدة أنواع من التعذيب. ب – لم بقدم أي منهم لمحكمة وان تم التحقيق مع البعض منهم. ت – إن 87% منهم لا يعرفون سبب اعتقالهم ث – إن مدة احتجازهم تراوحت بين ثلاثة أشهر وأربع سنوات. ج – إن 81% منهم لم يحظوا بأية زيارة من أقاربهم أو ذويهم}[12]. 14. (15,813) معتقل عدد ما تم رصده من اعتقالات طالت المواطنين خلال العام 2009 فقط}[13]. 15. (7334) معتقل في (903) حملة دهم وتفتيش؛ عدد ما تم رصده من خلال ما هو معلن من تصريحات بعض من الأجهزة الأمنية الحكومية وخلا ل خمسة أشهر فقط للفترة من 1/12/2009 وحتى 30/4/2010}[14]. 16. إن السجون الحكومية تكتظ الآن بالمعتقلين نتيجة استمرار الاعتقالات العشوائية التي تنفذها القوات الحكومية يوميا}[15]. 17. إن هناك حالات تعذيب نفسي وجسدي في المعتقلات؛ ومن خلال زياراتنا للمعتقلات رأينا أن هناك من يتعرض لأبشع أنواع التعذيب من اجل انتزاع الاعترافات منهم بالقوة وان القوات الحكومية التي تشرف على هذه المعتقلات تستخدم شتى أنواع التعذيب من بينها الرجات الكهربائية والتعليق من الخلف، إضافة الى الممارسات اللا إنسانية الأخرى}[16]. 18. إن من الأسباب الرئيسية لوفاة المساجين وانتشار المرض هو ضعف إدارة السجن وعدم توفيرها للمواد الصحية والغذائية المناسبة للمسجونين". كما إن إدارة السجن تتعامل بشكل "لا أخلاقي " مع المسجونين من كلام بذيء وعبارات طائفية وعدم الاهتمام بشكل عام بالسجناء}[17]. 19. أن السلطات الحكومية نفذت حكم الإعدام بما لا يقل عن 120 عراقيا خلال الفترة الماضية من العام 2009 فيما ينتظر 900 آخرون المصير ذاته، ومن بينهم 17 امرأة، وأن العديد من المحكومين بالإعدام أدينوا خلال محاكمات غير عادلة بناء على اعترافات انتزعت بالقوة أو ممارسة التعذيب، وكانت قد صدرت أحكام بإعدام نحو 285 شخصا خلال عام 2008، كما صدرت أحكام مماثلة عام 2007 بحق 199 شخصا، في حين تم إعدام 65 شخصا عام 2006}[18]. السجون السرية: 20. إن هناك "أكثر من "420 مركز اعتقال سري في العراق فضلا عن السجون المعلنة التي تقدر ب"37" سجنا.. تجري فيها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، من قبل قوات الاحتلال أو من قبل السلطات الحكومية بمختلف طوائفها}[19]. 21. هناك ما يزيد عن 3500" معتقل" في أماكن سرية تابعة لوزارة الداخلية، يمارس ضدهم التعذيب اليومي المبرمج، حتى أصبحوا مستعدين للاعتراف بأية جريمة خلاصاً من تعذيب لا يطاق}[20]. 22. إن لدي معلومات رصينة تفيد بوجود عدد من السجون السرية وإن آلاف العراقيين ما زالوا يُقتادون الى أماكن غير معروفة، استنادا إلى الشبهات وبغية الابتزاز من دون تهم أو أوامر "إلقاء قبض}[21]. 23. إن المحتجزين في مركز احتجاز سرّي في بغداد تعرضوا للتعليق من أرجلهم وحُرموا من الهواء وتعرضوا للركل والضرب بالسياط والأيدي، والصعق بالكهرباء والاغتصاب، في إجراء منهجي متكرر على أيدي المحققين، وقال الكثيرون منهم إنهم أُجبروا على التوقيع على اعترافات كاذبة}[22]. 24. إن ممارسات تعذيب السجناء وضربهم وهتك عرضهم كانت "ممارسات معتادة في سجن غير شرعي تابع لوحدة عسكرية تحت قيادة مكتب رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وإن الندوب والإصابات الحديثة التي أظهرها السجناء كانت نتيجة التعذيب الروتيني والمنظم الذي تعرضوا له على أيدي المحققين في المثنى}[23]. 25. ما حدث في سجن المثنى مثال على التجاوزات المروعة التي يقول زعماء العراق الجدد إنهم يريدون تركها وراءهم}[24]. وعموما فان الاعتقال يتم في ظروف مادية و نفسية غير مناسبة انسانيا من حيث الظروف القاسية جدا التي يقيم فيها المعتقلون حيث التجويع والحر الشديد في الغرف أو البرد القارس وعدم التهوئة الكافية وانعدام الرعاية الصحية فضلا عن التعذيب الذي يمارس بشكل منهجي . أما وسائل التحقيق و انتزاع الاعترافات للحصول على المعلومات فانها العملية الأقذر و الأكثر اجراما وايلاما للمعتقلين حيث تستعمل كل الوسائل الخبيثة واللانسانية وعندما نتذكر فضائح أبو غريب او المطارأو بوكر فان الأبدان تقشعر من هول الذي حصل و يحصل للأبطال من شعب العراق وخاصة اذا تذكرنا أن من يفعل هذا هم الأمريكان الدولة العظمى في العالم الا أنها بعد دخولها للعراق لم تعد كذلك الا في الجريمة و البطش و انعدام الانسانية ومع ذلك فالعراقيون لم يستسلموا بل قاوموا بكل اباء وعز وأفشلوا المشروع الاستعماري الخبيث الذي كان معدا للمنطقة ككل وبات الكيان الصهيوني الآن في أسوا حال له فلله درك من شعب عظيم يا عراق .