أصدرت السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين بيانا من أجل مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني ضد التجزئة والتفكيك، دعت فيه إلى "الرفع من مستوى دعم المقاومة في العراق وفلسطين من أجل التحرير والكرامة". و"المواجهة الصارمة لكل أشكال التطبيع مع الصهاينة". و"تأسيس هيئة شعبية من كل المكونات السياسية والنقابية والجمعوية من أجل صيانة الوحدة الوطنية".. كما دعت إلى "تنظيم مسيرة الشعب المغربي من أجل الوحدة الترابية والبناء الديمقراطي والنماء الاقتصادي والاجتماعي". وهذا نص البيان: في ملحمة تاريخية رائعة، تستمر المقاومة العراقية في توجيه الضربات للاحتلال وعملائه وفي إفشال كل المخططات الهادفة إلى تشويهها وخلق الفتنة الطائفية وتبرير استمرار الاحتلال وتسويغ تقسيم العراق، من خلال العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين العزل ورموزا دينية ودور عبادات. في الوقت الذي تتقدم فيه حكومة الاحتلال بطلب لمجلس الأمن بإصدار قرار ببقاء قوات الاحتلال على أرض العراق، كما تشارك في الإبادة الجماعية التي تخوضها القوات الغازية ضد أبناء العراق، والتي لم تكن الفلوجة والنجف والقائم إلا نماذج منها، وفي الاعتداء المتواصل على أبناء العراق وترويعهم بحملات الدهم المستمرة وبالاعتقالات العشوائية التي شملت لحد الآن عشرات الآلاف من العراقيين. هذه الحرب القذرة التي يخوضها الغزاة وعملاؤهم مما يسمى بالحكومة المؤقتة، يرتفع جنونها وهمجيتها بارتفاع وثيرة وقوة مقاومة الاحتلال وبإحباط كل مؤامرات الفتنة الداخلية، وبانكشاف عمالة من نصبوا على كراسي ما يسمى بالحكومة المؤقتة، إلى أن بدأ الغزاة يقتنعون بفشلهم وبدأت أصوات من داخلهم، في مرحلة أولى، تطالب بالانسحاب من المدن، ثم بعد ذلك بوضع جدول زمني للانسحاب من العراق، بل وبفتح باب التفاوض مع المقاومة أو ما يسمونه بالمسلحين. وعلى أرض فلسطين، يستمر الإعداد للإجهاز على المسجد الأقصى وتهجير المقدسيين من أراضيهم وبيوتهم واستكمال الطوق على القدس، وتوسيع المستوطنات وتجريف الأراضي وبناء الجدار العنصري. كما لا يكاد يمر يوم واحد دون ارتكاب جرائم جديدة من طرف قادة الاحتلال الصهيوني ضد أرض وشعب ومقدسات فلسطين، لكن الشعب الفلسطيني يثبت، كل لحظة، قدرته على الصمود وعلى التصدي، واستعداده المتواصل لمقاومة الاحتلال وللاستشهاد من أجل التحرير والكرامة، وعلى التمسك بالثوابت الفلسطينية في التحرير والعودة وإخلاء المستوطنات والإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس. إن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، وهي تحيي أبناء العراق وفلسطين المقاومين من أجل الحرية والكرامة وتؤكد اعتزازها بنضالهم واستماتتهم، وهم يقاومون الاحتلال، في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف مكونات الأمة مجتمعة في إطار خارطة جديدة للمنطقة تبني على تجزئة دولها والاستيلاء على مواردها واستعباد شعبها، والذي لا يشكل مشروع تجزئة المغرب والنيل من وحدته الترابية من خلال مخطط بيكر والضغوط الأمريكية، إلا إحدى حلقاته وفصوله والتي تبرز من خلال التطورات الأخيرة التي ليست بعيدة عن خدمة المشروع الأمريكي الرامي إلى تجزئة وتفكيك المغرب، كما بقية الدول العربية أو أغلبها على الأقل. إن مكونات مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين: تنحني خشوعا أمام أرواح شهداء معركة التحرير في العراق وفلسطين ومعركة الوحدة الوطنية في المغرب. تناشد الشعب المغربي وأبناء الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، الرفع من مستوى تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة في العراق وفلسطين وعدم السقوط في فخ الإعلام الأمريكي الصهيوني المخدوم الذي يحاول الإيهام بأن العراق قد أصبح بلدا يمتلك قراره الوطني، وبأن قضية فلسطين قد انتهت ولم يعد يوجد مشكل بين الفلسطينيين والصهاينة. تحذر الشعب المغربي من المحاولات المسمومة للتطبيع مع الصهاينة، والتي تسهر عليها أياد عميلة للصهيونية منصهرة في تنفيذ المخططات الأمريكية الضهيونية، مما يتطلب حيطة مضاعفة ومواجهة صارمة لكل محاولات التطبيع مع الصهاينة. تدعو إلى تأسيس هيئة وطنية من مختلف المكونات السياسية والنقابية والجمعوية، من أجل صيانة الوحدة الترابية، اعتبارا من أن قضية الوحدة هي قضية الشعب المغربي برمته قبل أن تكون قضية حكامه، وأنه يجب أن يكون لكل المغاربة قولهم فيها ودورهم الواعي في الذوذ عنها، في إطار من الشفافية والمساواة في الحقوق والواجبات، ونبذ الأخطاء المتواصلة في تعاطي المسؤولين المغاربة والحكومات المتعاقبة مع هذه القضية، والتخلي عن الهاجس الأمني، والعمل على إطلاق الحريات وترسيخ حقوق الإنسان والبناء الديمقراطي الحقيقي. تدعو المجموعة هذه الهيئة الوطنية إلى تنظيم مسيرة الشعب المغربي من أجل الوحدة الترابية والبناء الديمقراطي والنماء الاقتصادي والاجتماعي.