ببصمة فنية متفردة، وقع الفنان الواعد محمد ربيع قدوري الأسبوع الماضي برواق الفنون المغرب العربي معرضه الأول، الذي يعد بمثابة تدشينه لأولى درجات سلم الإبداع الفني، على غرار فنانين شباب تعاقبوا على هذا الفضاء الذي جاء كحاجة ملحة لفنانين هذه المدينة والمنطقة. المعرض استحسنه الجميع بما فيهم والديه وأقاربه الذين حضروا حفل الافتتاح إلى جانب نخبة من المثقفين وبعضا من رجال الصحافة والإعلام، وجمهور عاشق ومتتبع للشأن الثقافي والفني المحلي، كما جاء المعرض كذلك مناسبة سانحة للإطلاع الجمهور الوجدي على نمط جديد ومستحدث لم تعرفه مثله الأروقة الوجدية من قبل، نمط فني مادته الأساس تتكون من الخشب المختار الذي طوعه الفنان بأنامله الرهيفة إلى تحف فنية راقية، وذات جمالية متفردة تأخذ من الجانب التجريدي و”صنعة” الخشب قسطا وافرا من التميز و الإبداع والجمال، خصوصا في تقطيع ملامح البورتريهات وتزيين سحنات الوجوه عن طريق فسيفساء خشبية ملونة طبيعيا، وتكشف من الوهلة الأولى أن ذلك الجمال والإبداع كلما وقفت هنيهة أمامه تلخص معنى كل لوحة على حدى. وفي تصريح لأسبوعية “الحدث الشرقي” أكد الفنان الواعد محمد ربيع قدوري أن هذا النوع من التشكيل يعرف عند الأوربيين ب”الإنتارسيا INTARSIA ” وهو نمط فني غربي يعتمد في أدواته الأولية على الخشب كما مادة أولية للإبداع، وتعرفت عليه عن كثب يضيف قدوري من خلال الشبكة العنكبوتية، وعن طريق تعمقي في هذا الفن، ثم طورت مداري الإبداعية، وخلصت في الأخير لتوجهي المحلي: “صور لقادات الدول العربي”، بالإضافة لبعض العادات والتقاليد الوجدية الأصيلة: “الكراب- الصيادة” التي اندثرت مع توالي السنين والأعوام، لأن الفنان يؤمن بمبدأ المحلية التي تؤدي بطبيعة الحال إلى العالمية. وبخصوص المعرض دائما قال الأستاذ محمدين قدوري والد الفنان، أن وجدة الألفية لا يخل أي بيت من بيوتها من فنان في مجال من المجالات، وأن ابنه من هؤلاء الشباب الواعد، الذي استطاع أن يلبي حاجة ملحة كانت تأرقه، وشغف كبير اسمه الإبداع كان يشغله، حتى تحقق حلم الصبا من خلال هذا المعرض الفني التشكلي الأول بوجدة ، وهو نفس الشعور الذي عبرت بصدده والدته بصدق وأمل… محمد ربيع قدوري فنان واعد، يعد هذا المعرض الأول من نوعه وفي مساره الفني، ويطمح بكل تأكيد أن يحقق ذاته من خلال معارض أخرى، أولا: التعريف بنفسه كفنان عاشق “الإنتارسيا”، وثانيا: ليضع قدمه من بين عشرات الأقدام الشابة القادمة لا محالة في مجال تشكيل المشهد الفني ببلادنا، وتكون لها الكلمة بطبيعة الحال في مستقبل الأيام. ميلود بوعمامة —— ملحوظة: المعرض متواصل بقاعة مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال ونساء التعليم الكائن بشارع محمد الخامس و الى غاية 4 يوليوز