لأول مرة برواق المغرب العربي في وجدة والجهة الشرقية عبد القادر كترة يعرض الفنان الواعد محمد أمين قدوري برواق المغرب العربي للمعارض في وجدة مجموعة من اللوحات الفنية في فنّ الإنتارسيا والتي هي عبارة عن بورتريهات لسياسيين أو أبطال أو حيوانات وحتى مناظر طبيعية تترجم على الخشب بطريقة الأبعاد الثلاثية انطلاقا من صورها على الورق، وهو المعرض الأول بالنسبة لهذا الفنان الشاب، وأول معرض لهذا الفن بمدينة وجدة وبالجهة الشرقية، والذي جاء بعض مسار طويل جدّا للفنان منذ صغره بعد ان تفتقت موهبته في الرسم. "بدايتي مع هذا الفن أنني بحثت عنه ودرسته عبر الإنترنيت وتعرفت على تاريخه وعلى مدارسه في أوروبا، منذ اشتغالي في مهنة النجارة التي كانت هي الوسيلة التي دفعتني لإبداع هذه اللوحات من الخشب بالرسم والتقطيع واللصق"، يقول الفنان الواعد محمد ربيع قدوري من مواليد 1982، عاشق لأي قطعة مصنوعة من الخشب. وأشار إلى أنه، إضافة إلى الموهبة الفنية، من الضروري ضبط صنعة النجارة ودقة الاشتغال فيها والتحكم في الأبعاد والمقاييس. ويتطلب إبداع هذا المنتوج الفني الجميل كثيرا من الصبر بحيث إن اللوحة تتشكل من مجموعة من القطع قد يتجاوز عددها الخمسين أو الستين قطعة قبل استعمال الألوان الخاصة بالخشب وتحفيفها ولصقها وتلميعها،"فن الإنتارسيا فن جديد معروف في أوروبا، أعمل على إدخاله إلى مدينة وجدة والجهة الشرقية، وآمل أن أعرف به عبر المغرب بأكمله"، وتمنى أن تكون التجربة ناجحة ويلقى التشجيع لإنجاز معارض أخرى. لاحظ والد الفنان، الأستاذ محمدين قدوري أن ابنه كان مهووسا بالرسم منذ صباه وكان كلما عاد من المدرسة إلا التجأ إلى أقلامه وأوراقه والتعبير عن موهبته برسم كلّ شيء،" كنت أشجعه للانخراط في الأندية طيلة المراحل الدراسية، بحكم أنني رجل تعليم، وكنت أعلم جيدا أنه لإبراز هذه المواهب لا بدّ من المرور عبر هذه الأندية وكان يستجيب لتوجيهاتي مع العلم أنه إنسان رقيق مسامح ومسالم...". برزت مواهبه أكثر، في مرحلة الثانوي، خلال مشاركته في النادي البيئي والنادي الثقافي بالثانوية التأهيلية زيري بن عطية، وتابع دراسته بالجامعة ولم يكملها لوجهه والده إلى حرفة النجارة خاصة أن عمه نجار ويتوفر على ورش نجارة ، مع العلم أن مدينة وجدة لا تتوفر على معاهد للفنون. احتك بعمّه وامتهن الحرفة وتعلم فن النجارة ليصقل مواهبه، ويقرر بتشجيع من والده فتح مرسم فني متواضع بالمنزل أين فجّر موهبته وأبدع لوحاته الفنية تجاوز عددها 64 لوحة، وقرر بمساعدة مديرية وزارة الثقافة تنظيم أول معرض من 15 إلى 20 يونيو 2010. يصنف هذا الفن ضمن فن "إنتارسيا" بفرنسا ويعود إلى تاريخ الملوك لويس الرابع عشر ولويس السادس عشر حيث هناك مدارس معروفة ومشهورة، وتؤثت هذه اللوحات والقطع الفنية في تزيين وجميل الصالات والقاعات...