الشهر القادم ... حماس تُسَّلم شاليط إلى أهله ، وببساطة شديدة يعود " شاليط " إلى أهله دون أن يعود الأسرى الفلسطينيين إلى أهلهم ، وهذا لن يكون من خلال عملية عسكرية تقود لخطفه وتحريره من آسريه ، أو في إطار صفقة تبادل أسرى . وإنما الأمر أبسط من ذلك بكثير ، حيث سيرافقه أحد ممثلي حركة " حماس " إلى معبر بيت حانون ( ايرز سابقاً ) على الحدود الشمالية لقطاع غزة ، وسيقدمه كهديه ودون مقابل للجانب الإسرائيلي ، وستستقبله هناك إحدى الفرق الموسيقية لتعزف بعض المقاطع الموسيقية ابتهاجاً بعودته . وأخيراً تتكشف نهاية فصول حكاية بدأت منذ أربع سنوات ، و " شاليط " يرى النور في منام العازفة الإسرائيلية " شيلي ديفيتس " في الخامس من يوليو القادم ، إنها نهاية في " الأحلام " كما نشرتها بعض الصحف والمواقع العبرية بالأمس تحت عنون " الشهر القادم ... حماس تُسَّلم شاليط إلى أهله " . نعم .. نهاية سعيدة ولكنها في " الأحلام " كما رأتها "شيلي ديفيس" إحدى عازفات الفرق الموسيقية في إسرائيل في منامها في إحدى الليالي ، وبعد استيقاظها من نومها ومن شدة سعادتها ، توجهت مسرعة إلى إلى خيمة الاحتجاج وأخبرت والد الجندي "نوعام شاليط" بما رأته في المنام، وبدوره عبر عن اندهاشه من الأمر، وتساءل عن كيفية أن يكون الحلم أمرا واقعيا ؟ فيما اعتبرت العازفة الإسرائيلية "ديفيس" أن الأمر ليس بهذه الصعوبة، فقررت أن تُحوِّل هذا الحلم إلى حقيقة ، وتحدثت مع أحد أصدقائها، الذي تلهف للفكرة بشدة، واختارت "ديفيس" وصديقها تاريخ الخامس من يوليو القادم موعدا للتنفيذ، وبذلك ستكون الفرقة الموسيقية بعد أقل من شهر في منطقة "كفار عزة"، على حدود غزة من أجل تحقيق حُلم العازفة الإسرائيلية . ولقد بدأت بالفعل "ديفيس" " بتوزيع الدعوات عبر الإيميلات، وتم الاتفاق على أن يُحيي هذا الحدث حوالي 100 من العازفين، حتى أن شركة العال للطيران أيدت الفكرة، وستبدأ بتوزيع إعلانات على المسافرين الذي سيحضرون إلى إسرائيل في الشهر القادم، بالإضافة إلى شركات أخرى كثيرة . ويضيف فروانة في مقالته : لا شك بان العازفة " ديفيس " تستطيع أن تحول جزء من حُلمها إلى حقيقة ، ولكن أجزم بأنها لن تستطيع أن تترجم حلمها بكامله إلى أمراً واقعياً ... فهي وبالتأكيد يمكن أن تتواجد هي وفرقتها والمدعوين على حدود قطاع غزة وستعزف ما تشاء من المقاطع الموسيقية . ولكنها لم ولن تجد ممثلاً عن حماس أو عن الفصائل الآسرة ل " شاليط " أو حتى مواطناً فلسطينياً واحداً من قطاع غزة يمكن أن يقبل بمرافقته وتسليمه وفقاً لهذا السيناريو الذي هو أقرب للخيال . نعم .. هو أقرب للخيال ، فغزة التي دفعت ثمناً باهظاً عقب أسر " شاليط " ، وثمن أكبر جراء استمرار احتجازه لأربع سنوات متواصلة ، لن تقبل بعودته دون أن تدفع حكومته وشعبه ثمن دماء شهدائها وتضحيات أبنائها ومعاناة سكانها. وآسريه والأسرى وذويهم وأحبتهم وعموم الشعب الفلسطيني ، لن يقبلوا عودته إلا في إطار التبادلية وإطلاق سراح الأسرى القدامى ورموز المقاومة بمن فيهم أسرى القدس وال48 . وإذا كانت العازفة الموسيقية " ديفيس " قد حلمت ذات ليلة بعودة " شاليط " ، فان أمهات وزوجات وأطفال آلاف الأسرى ، يحلمون في كل ليلة بعودة أبنائهم القابعين في سجون الإحتلال منذ سنوات طويلة. والأهم بأن على " ديفيس " وأصدقائها ومن سيشاركها العزف والغناء في الخامس من يوليو ومن يقف خلفهم ويحلم هو الآخر بعودة شاليط ، أن يدركوا بأننا نتفهم معاناة شاليط وذويه ولسنا ضد عودته على الإطلاق ، ولكن عليهم أن يتفهموا بالمقابل معاناة أسرانا وذويهم وأطفالهم ، فلا عودة له دون عودة لأسرانا ، هكذا هي المعادلة . واعلمي يا " ديفيتس " لو أن حُلمك كان قد اكتمل واشتمل على الجزء الآخر من المعادلة ، لتوجهنا في الخامس من يوليو إلى حدود قطاع غزة في الجهة المقابلة لكم ولعزفنا وغنينا وصرخنا سوياً من أجل عودة " شاليط " وعودة مئات الأسرى الفلسطينيين في إطار صفقة تبادل مشرفة . ولكن حكومتكم ليست معنية بعودة " شاليط " وعليكم ان تدركوا جيداً بأنها هي السبب الرئيسي في تأخير عودته وهي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته بمماطلتها وتسويفها وتهربها من استحقاقات الصفقة وتنصلها من تفاهمات تم التوصل إليها في إطار المفاوضات غير المباشرة ، وهي الجهة الرئيسية التي تحدد مصيره ، وهي من تؤجل أو تعجل عودته . وأخيراً على " ديفيس " وأصدقائها وأصدقاء شاليط أن يضغطوا على حكومتهم للقبول بإتمام صفقة تبادل الأسرى والموافقة على عودة مئات الأسرى المعتقلين منذ عقود من الزمن ، وما دون ذلك ستبقى عودة شاليط في " الأحلام " يا " ديفيس ".