رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية من طهران، القلب النابض للرجعية والتحجر، بدأ أخطبوط التطرف يمد أذرعه الملوثة بالدماء إلى الدول والمجتمعات الإسلامية في كافة أنحاء العالم، مستغلاً العقيدة الدينية لأكثر من مليار مسلم التي يروج من خلالها لمطامعه التوسعية وليصدر الفوضى والأزمات... إن السياسة الخارجية لحكام إيران تقوم على التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الإسلامية، وإصدار الفتاوى بقتل المواطنين الأجانب وشن الحملات الإرهابية في الخارج... كما أنهم يبددون أموالاً هائلة في شراء الأسلحة من كل لون ونوع، خاصة أسلحة الدمار الشامل الكيمياوية والجرثومية والنووية... إن سياسة خارجية بهذا الشكل لا تعدو كونها من نتائج طبيعة المتطرفين... إن هذه الحقائق تظهر بوضوح كيف يهدد شبح الفاشية المتسترة بغطاء الدين السلام العالمي، وهي تستدعي ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وتصديه لهذه الظاهرة الخطرة والقضاء عليها... إنني أكرر هنا أن هؤلاء الرجعيين الذين يقهرون الشعب الإيراني وخاصة النساء بدعوى الانتساب بالدين، لا علاقة لهم بالإسلام، إنما هم محتالون باسم الدين يستغلون الإسلام لتحقيق مآربهم غير المشروعة... إن الإسلام هو دين السلام والحرية والتحرر والمساواة والحب والرحمة، بينما عقلية حكام إيران المتعصبين تقوم علي البطش والعداوة والجهل وهي عقلية نقيض وعلى حرب مع مبادئ الإنسانية وسلام العالم، بل إنها تمادت في ذلك وتجاوزته إلى أمور أثارت قلق العالم. ففي عام 1993 عارض النظام الإيراني في مؤتمر حقوق الإنسان في فينا مبدأ عالمية حقوق الإنسان... كما عارض حق المرأة في استخدام موانع الحمل في مؤتمر تنظيم السكان الذي انعقد في القاهرة عام 1994 ... وعارض مبدأ المساواة بين الجنسين في مؤتمر المرأة الذي انعقد في بكين عام 1995 ... وحتى الآن لا يزال النظام الإيراني مصرّاً على مواصلة الإرهاب وإثارة العدوان ومعاداة السلام... النساء... حماة التحالف الدولي ضد التطرف لقد أخفق المجتمع الدولي طويلاً في إظهار الحساسية الواجبة ضد خطر المتلاعبين بالدين والإرهابيين الطغاة الذين يحكمون إيران ويواصلون استغلال كل فرصة ممكنة للاستفادة من هذا التسامح، ويجعلون، من خلال الإرهاب، سياسات الدول بل ومواقفها المبدئية رهينة لهم الأمر الذي يجعل من الحزم السبيل الوحيد للتعامل مع نظام بهذا الشكل، إن ذلك لا يمثل التزاماً أخلاقياً وإنسانياً فحسب، بل إنه ضرورة سياسية وتاريخية أيضاً... إن مستقبل الديمقراطية والتقدم والسلام في العالم يحتاج بشدة إلى مثل هذه السياسة الحازمة. ونحن هنا بحديثنا عن المرأة وحركتها نحو المساواة وجهادها ضد التطرف، نؤكد أنها ليست فقط حاملة لواء الكفاح من أجل المساواة، بل وهي القوة الدافعة خلف التقدم والسلام والعدالة الاجتماعية... وفي هذا المضمون نجد أن توصيات مؤتمر المرأة العالمي في بكين تؤكد أن أهداف المساواة والتطور والسلام لا يمكن لها أن تتحقق بغير المشاركة الفعّالة للمرأة ومساهمتها بالرأي علي أعلى المستويات القيادية... نعم إنني أؤيد هذا الرأي القائل بأن الإنسانية لن تتخلص من شبح التطرف الجاثم عليها قبل أن يتاح للمرأة لعب دورها القيادي اللائق في مواجهة هذا التحدي العالمي، واستخدام كافة الوسائل الديمقراطية للقضاء على أعداء المرأة أي الحاكمين في إيران وأذنابهم، إن هذا هو جوهر القضية لأن التطرف أولاً وأخيراً يمثل الخطر السياسي الرئيسي الذي يهدد الدول الإسلامية وأهم المشكلات الدبلوماسية التي تواجهها العديد من البلدان. لذا أهيب بشقيقاتي نساء العالم بالنهوض وتكوين تحالف دولي ضد التطرف... على أن يضم هذا التحالف كافة دعاة الإنسانية من الرجال والنساء الذين سيسارعون بغير شك إلى عون النساء الإيرانيات، الضحية الأولى لظلم حكام إيران وبطشهم... إن وجود جبهة موحدة في مواجهة التطرف يخدم أهداف السلام العالمي وسوف يحول دون تكرار التجارب المريرة مع الفاشية التي انتشرت قبيل الحرب العالمية الثانية... لعل من المفيد هنا ذكر أن الدور القيادي للمرأة في مواجهة التطرف يقدم خدمة مزدوجة لفكرة المساواة والجهود الخاصة باستئصال التمييز الجنسي... إن السبيل الوحيد لدفع هذه الحركة هو ربطها بالتيار السياسي التقدمي، لأن غياب المرأة عن المشاركة في العمل السياسي وتخلفها عن لعب دور قيادي يتضمن القيادة وصناعة القرار في الأمور الاجتماعية والتأثير المتكافئ في إدارة الاقتصاد، أو إحجامها عن لعب دور فعال وبارز في مجالات السياسة الدولية، يعني أن الحديث عن المساواة بين المرأة والرجل لا يزيد عن مجرد الكلام الأجوف... فالمساواة الحقيقية لا تتأتى إلا إذا لعبت النساء أدواراً رئيسية في مواجهة التحديات الأساسية التي يواجهها العالم.