«اللؤلؤة الزرقاء»، «جوهرة المغرب الزرقاء»... أسماء تطلق على مدينة السعيدية، التي تقع في إقليمبركان في الجهة الشرقية، والتي عرفت بناء أول محطة سياحية، في إطار المخطط الأزرق «أزور». يمتد شاطئ المحطة على مسافة ست كيلومترات، بالقرب من محمية طبيعية تابعة لإدارة المياه والغابات.. تجمع محطة «ميديتيرانيا السعيدية» بين مختلف ألوان الطبيعة: البحر والوادي والجبال، وتتيح لكل زائر أن يستمتع بالطبيعة الجميلة بين أشجار «الأوكاليبتوس» و«الميموزا». تقع المحطة السياحية على بعد ست كيلموترات من مدينة السعيدية، وقد يكون ضمن خدمات الوحدات الفندقية النقل مباشرة من مدار وجدة أنكاد إلى المحطة، غير أن هناك، في كل الأحوال، حافلة انطلاقا من مدينة السعيدية إلى المحطة لا يتعدى ثمن تذكرتها درهمين ونصف. قَدِم جون بول، وهو طبيب متخصص في أمراض القلب أول مرة إلى محطة السعيدية ليمضي إجازته هناك، رفقة بعض أصدقائه.. هذا المواطن الفرنسي الجنسية سبق له أن زار مدينة السعيدية، منذ سنوات مضت، لكنها أول مرة يحل فيها ضيفا على المحطة السياحية، بعدما اطلع على مقالات تُعرِّف بها. أُعجِب «جون» كثيرا بمياه بحر السعيدية التي قال إنها جميلة جدا ودافئة، وقال إن المناظر الخلابة والطبيعية تستهويه. يقول «جون»: «أُفضِّل الهدوء والابتعاد عن صخب المدن الكبرى، لقد وجدت كل ما أرغب فيه هنا في المحطة، وما أعجبني بشكل كبير هو معمار المدينة، إنه يبرز الفن المغربي الأصيل الذي يستهويني كثيرا، وهذه المدينة تشبه العديد من المدن السياحية المغربية». يرافق المواطن الفرنسيَّ عدد من أصدقائه الذين عبَّروا بدورهم عن إعجابهم بالمحطة السياحية وبمَرافقها، خاصة بناء الفندق الذي لمسوا فيه الأصالة المغربية، حسب تعبيرهم، لأنه متميز عن باقي الفنادق الموجودة في بعض المدن الأخرى التي تكون على شكل بنايات شاهقة. «أنطونيو»، مواطن إسباني، قال إنه يزور المغرب باستمرار ويحب التعرف على الثقافة المغربية وعلى العادات والتقاليد التي تميز المغرب عن باقي البلدان. قدوم «أنطونيو» إلى محطة السعيدية كان ما باب رغبته الأكيدة في التعرف على ما تزخر به المنطقة الشرقية من تراث. يقول «أنطونيو»: «المغرب بلد جميل يستحق الزيارة باستمرار، وقد أتيحت لي فرصة التعرف على محيط السعيدية، فقد ذهبت إلى وجدة وتعرفت إلى بعض تاريخها، لأنني من هواة سبر أغوار تاريخ المدن العتيقة». وبخصوص المقارنة ما بين السياحة في إسبانيا والمغرب، يقول المواطن الإسباني: «أجد أثمنة المغرب مناسبة جدا، إضافة إلى الخدمات المتميزة». من بين العوامل التي ساعدت على استقطاب المحطة للسياح موقعها الاستراتيجي، إذ تقع على الواجهة المتوسطية، على بعد أقل من 40 دقيقة من المطار الدولي وجدة –أنكاد، وعلى بعد ساعتين فقط من معظم العواصمالغربية، إذ تكفي ساعة عبر الطائرة من مدريد وساعتان من روما وباريس وثلاث ساعات انطلاقا من لندن وبرلين. ويتردد على المحطة سياح من مختلف الأعمار، إلى جانب الأسر التي تلجأ إليها، لما توفره المحطة من مرافق خاصة بالأطفال. قدِمت «كولون»، التي تحمل الجنسية البلجيكية، رفقة زوجها وطفلها من أجل الاستمتاع بمياه البحر والتجول في المنطقة.. تقول «كولون» إن المكان مناسب لكل الفئات العمرية. كانت هذه المرةَ الأولى التي تزور فيها «كولون» شرق المغرب. تقول في هذا الصدد: «هذه ثاني مرة أزور فيها المغرب، فقد سبق لي أن زرت مدينة أكادير، وبعدها علمت بهذا المكان الجميل، من خلال وكالة أسفار، فقدِمتُ رفقة زوجي». من بين الوافدين على المحطة أيضا، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، المغاربة، إذ يختار العديد منهم قضاء هذه الفترة هناك، ومنهم أزواج يأتون رفقة زوجاتهم وأبنائهم. وهناك صديقات يفضلن التنسيق بينهن، ومن أمثال هؤلاء «السعدية بنكيران»، التي فضَّلت، رفقة صديقاتها الست، التوجه نحو «ميديتيرانيا السعيدية» من أجل قضاء ليلتين. تقول السعدية: «أتيت رفقة صديقاتي الست، اثنثان منهن فضلتا القدوم رفقة زوجيهما، وكانت هذه أول مرة نزور هذه المحطة، ونتمنى أن نكرر التجربة». لكن ما أزعج السائحات المغربيات هو تأخر إقلاع الطائرة في العودة نحو الدارالبيضاء، انطلاقا من وجدة.. وسبب التأخير، وفق ما علمنا، لم يكن سوى تأخر التحاق الربانيين بعملهما (أحدهما يحمل الجنسية الكولمبية والآخر لبناني)... ولعل ما يثير الاستغراب أنه رغم تأخر موعد الطائرة لم يتلق الزبناء أي اعتذار يُذكَر وكأن تأخر إقلاع الطائرة بأزيدَ من ساعة شيء عادي. استياء المسافرين دفع بعضهم إلى الحديث إلى بعض العاملين في الطائرة والذين أكدوا أنهم كانوا في الموعد وأن الخطأ لم يكن خطأهم... لا تقتصر المحطة على استقبال السياح، بل إن بعض الجمعيات التي تنشط في منطقة الشرق وجدت في المحطة متنفسا للأطفال المنخرطين فيها، إذ تنظم رحلاتٍ سياحيةً للأطفال، من أجل التعرف على المحطة ومؤهلاتها، ومنها جمعية «فضاء الطفل»، التي نظمت جولة سياحية إلى الميناء الترفيهي، من أجل أن يستمتع الأطفال في يوم عطلتهم.(المساء) ................................................................ فما رأي السي بنعطا المدافع الشرس عن البيئة في مرور الصحافية خديجة علموسى بجريدة رشيد نيني مرور الكرام على المحمية الطبيعية "بالقرب من محمية طبيعية تابعة لإدارة المياه والغابات..