تستقبل مدينة السعيدية الشاطئية، صيف كل سنة، ما يناهز 500 ألف مصطاف خلال شهري يوليوز وغشت، وحوالي 200 ألف سيارة خلال الأسبوع الواحد، وهي أرقام مرشحة للارتفاع كل سنة. ويحج إلى هذا الشاطئ الجميل ذي الرمال الذهبية مصطافون من جميع شرائح الجهة الشرقية ومن مدن عديدة من جميع أرجاء الوطن، يملؤون مخيمات المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية إضافة إلى المخيمات الخاصة. ومن جهة أخرى، يستغل عمالنا في المهجر عودتهم إلى أرض الوطن في قضاء عطلتهم الصيفية بمدينة السعيدية، سواء أولائك الذين يتوفرون على منازل أو الذين يكترون بعضها، فيما غالبيتهم يفضلون التنقل بين السعيدية والمدن المجاورة بالجهة الشرقية هروبا من الغلاء الفاحش الذي تعرفه جميع المجالات. وتعتبر مدينة السعيدية، التي يطلق عليها اسم «الجوهرة الزرقاء»، من أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط ويبلغ عدد سكانها حوالي 8 آلاف نسمة، كما يقطن بها 77 من الأجانب يمثلون نسبة 2,3%. وتغطي «الجوهرة الزرقاء» ما يناهز 4 كيلومترات مربعة بكثافة سكانية تفوق 908 نسمة في كل كلم مربع (بالنسبة للساكنة القارة). وتقع بالنقطة المحاذية للحدود المغربية الجزائرية على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مدينة وجدة من جهة الجنوب الشرقي بحوالي 60 كلم وعن مدينة بركان ب 25 كلم و24 كلم عن أحفير و114 عن مدينة الناظور و168 عن مدينة تاوريرت. ويمتد شاطئها ذو الرمال الذهبية على طول 20 كلم بعمق ما بين 30 و50 مترا. وتتراوح درجات حرارتها الدنيا ما بين 1 درجة شتاء و17 درجة فوق الصفر صيفا، أما العليا فتتراوح مابين 15 شتاء و30 درجة صيفا. أما معدل الأمطار فتسجل السنة 30 ميليمترا تقريبا. وتتوفر المدينة على مدرسة فندقية تستقبل عشرات الطلبة المتدربين لتعلم فنون الفندقة من الاستقبال إلى الطبخ، يتابعون دراستهم خلال سنتين كاملتين يوجهون بعدها إلى سوق الشغل وعلى رأسها المحطة السياحية فاديسا. وتتوفر المدينة على عدد من المخيمات بطاقة إيوائية تصل إلى 15 ألف شخص. ويوجد بها قصر المهرجان الذي يحتضن سهرات دورات المهرجان الذي يعرف هذه السنة نسخته التاسعة والعشرين، وأصبح من التظاهرات الوطنية المصنفة ويحمل اسما جديدا وهو «مهرجان الركادة» لاعتماده على الأغنية الشعبية المحلية والفلكلور، بمشاركة أعلام موسيقى الراي العالميين ونجوم الأغنية الوطنية، كما لم يعد يقتصر على الغناء فقط، بل أصبح يشمل أنشطة مهمة أخرى في مقدمتها ماراطون الجبال بتافوغالت بجبال بني يزناسن. مشاريع هامة تحولت مدينة السعيدية إلى ورش كبير، حيث انطلقت العديد من المشاريع بدءا ببرنامج استعجالي بغلاف مالي يقدر بحوالي 6 ملايير سنتيم تهم البنية التحتية للمدينة وصورتها السياحية، ويهم البرنامج تهيئة أربعة شوارع بوسط المدينة وإعادة هيكلة السوق وإحداث مركز تجاري. ورصدت اعتمادات بقيمة 369 مليون درهم لهذه المشاريع التي تهم التأهيل الحضري والسياحي للمدينة. وهمت هذه المشاريع أيضا بناء الطريق الدائري لمدينة السعيدية والمحطة السياحية الجديدة ومشروع حماية المدينة ومحطتها السياحية من الفيضانات، وتهيئة المحطة السياحية السعيدية وشارع الحسن الثاني وترميم القصبة وتهيئة مداخل المدينة عبر تثنية مدخلها الجنوبي، وتوسيع الكورنيش على أمل إيصالها إلى المحطة السياحية «فاديسا». ومن جهة أخرى، تم إنجاز مشروع ضخم ب10 ملايير درهم ويتعلق الأمر بالمحطة السياحية للسعيدية «فاديسا» التي تدخل ضمن المخطط الأزرق الذي يسعى إلى استقطاب 10 ملايين سائح في أفق 2010، حيث استقبلت المحطة أول أفواج السياح صيف سنة 2008. مجلس بلدية عاجز عن مواكبة تطورها لقد تناسل عدد المقاهي والمطاعم المتواجدة على الشاطئ (1200 متر مربع) بترخيص من وزارة التجهيز وولاية الجهة الشرقية، واستحوذت على الممرات نحو الشاطىء وزاحمت المصطافين إضافة إلى حجب الرؤية، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول طريقة منح الرخص لأصحابها. ومن جهة أخرى، تجلب المدينة الشاطئية خلال فترة الصيف عددا كبيرا من الظواهر الاجتماعية المشينة، حيث تكثر في بعض المخيمات وعلى الشاطئ الدعارة والفساد إذ تستقبل المدينة عددا من المومسات من جميع نواحي المغرب ل«الاشتغال» أمام مسمع ومرأى بعض المسؤولين، إضافة إلى المتسولين والمتسكعين والمشردين الذين يجدون في الغابة والمخيمات وحتى على رمال الشاطئ ضالتهم ومبتغاهم.