ندائي إلى الرفاق الذين أساءوا فهم مقالي المعنون ب "جديد بوعرفة الصامدة" هو أنني التمس منهم قراءة المقال المشار إليه حتى نهايته ،قبل إصدار أي حكم، و إلا فان أي حكم سيكون ذاتيا ومجانبا للصواب . ولتجلية الأمر أخبركم كما اخبر كافة الرفاق، أن هناك اقتراح تقدمت به السلطة الإقليمية ببوعرفة يقضي بان تساهم عدة أطراف في أداء فواتير الماء المتراكمة لمدة تفوق السنتين على اثر مقاطعة ساكنة بوعرفة للأداء . على أساس أن يساهم المجلس بنسبة رمزية – واشدد على كلمة رمزية – فيما تتكلف جهات أخرى مركزية وإقليمية وجهوية بتسديد الباقي .وهذا المقترح تم الترويج له في اللقاء الذي جمع عامل الإقليم بالمستشارين الجماعيين مؤخرا ، كما تم الترويج له من طرف والي الجهة على اثر الزيارة ،واللقاء التواصلي الذي عقده مع سكان المدينة بعد الفيضانات الأخيرة . إن من واجبي كمتتبع ،أن اشرح أسباب نزول هذا المقترح لرفع أي التباس أو غموض .إن السلطات الإقليمية والجهوية والمركزية تريد تصفية مشكل مقاطعة أداء السكان لفواتير الماء ببوعرفة والذي استمر لأزيد من سنتين لسببين : السبب الأول إن المقاطعة لم تعد حبيسة ببوعرفة بل أصبحت تمتد إلى تالسينت وبني تدجيت و ربما مدن أخرى داخل وخارج الإقليم ، أما السبب الثاني فيرجع لكون المشكل أصبح يتعقد بشكل عويص أكثر من ذي قبل، وتناسلت عنه تبعات لا حصر لها . فالسلطات تريد وضع حد للمقاطعة الشعبية بأية وسيلة وكيفما اتفق، لتصفية الأجواء وتوفير شروط السلم الاجتماعي بالمنطقة ،تهيئا للزيارة الملكية : فمن المرتقب حسب تصريحات للعامل والوالي أن يزور محمد السادس المدينة لتدشين بعض المشاريع (سد الصفيصيفة والمركب الرياضي بفجيج –ومطار ومسجد الإمارات – و500منزل ببوعرفة . وهلم جرا....) إن هذا المقترح الذي تقدمت به السلطات، ترجمه المجلس إلى قرار، وسترفع المقترحات إلى الجهات المركزية باعتبارها طبعا ستساهم بحصة الأسد في تسديد الفواتير . إن التنسيقية لم تقل كلمتها إلى حد الآن بخصوص هذا المقترح ، فستعقد اجتماعا لأجهزتها التقريرية عما قريب لدراسة هذا المستجد، وستقرر بشكل ديمقراطي الموقف السديد والذي سيراعي في نهاية المطاف المصلحة العليا للجماهير الشعبية . فلحدود ألان ليس هناك موقف رسمي للتنسيقية من هذا المقترح . وسنعمل على تنوير الرأي العام بأي مستجد طبعا . ككلمة أخيرة ،هل يظن بعض الرفاق أننا مبتدئون في النضال حتى ننخدع أو تنطلي علينا الحيل . ففي أي معركة تخاض يتم استحضار ثنائية الربح والخسارة .فكم هي المعارك التي كسبناها ببوعرفة وكل الإقليم، لان الجماهير الشعبية في صفنا ،ولان الإطارات الجماهيرية المناضلة تعتبر أصعب معادلة في الصراع الاجتماعي .وتستحضر دائما منطق الربح كما سماه احد الرفاق في إحدى رسائله.فتبعا لهذا المنطق فقد حققت النضالات الاجتماعية بالإقليم للساكنة مكاسب مادية وديمقراطية هامة لا احد يمكنه نكراها ومنها : - مجانية الخدمات الصحية بعد معارك طاحنة ضد منشور وزير المالية ووزير الصحة 2004 والقاضي بالاجهاز على الحق في الصحة تحت مبرر التسيير الذاتي للمراكز الصحية . - تشغيل عدد مهم من حاملي الشهادات بعد معارك بطولية لهذه الفئة في إطار جمعياتها الديمقراطية . - فتح اوراش الإنعاش الوطني لتشغيل حملة السواعد على مدار السنة وان كانت هذه الاوراش هي مجرد حلول جزئية . -تعطيل قانون الحريات العامة السئء الذكر بكل مدن وقرى ومدا شر الإقليم ، فعلى امتداد كل الإقليم ،يتم فرض تنظيم الأشكال النضالية من مسيرات ووقفات واعتصامات بدون التقيد بالإجراءات المكبلة للحريات التي يتضمنها قانون 1959كالترخيص مثلا . - إثارة الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالإقليم عبر خلق مشاريع تنموية حقيقية للنهوض بأوضاع الساكنة .وقد سجلنا مؤخرا اهتماما من قبل وكالة تنمية الأقاليم الشرقية .كما سجلنا تخصيص 80 مليار سنتيم لإقامة بعض المشاريع بالإقليم، وهذه نعتبرها طبعا مجرد مصالحة محتشمة من طرف الجهات الرسمية مع إقليم فجيج الذي عانى سكانه من الأضرار الجماعية الجسيمة في سنوات الجمر والرصاص. - فرض تنقيل بعض العمال الذين تناوبوا على الإقليم لكونهم اختاروا المقاربة الامنية في التعاطي مع مشاكل سكان الإقليم ، وقد نظمت لهذه الغاية مسيرات ضخمة في كل مدن وقرى الاقليم سنة 2005 . - تشبع المواطنين بسلوك الاحتجاج والدفاع عن الحق بدون خوف أو تردد ، وهذا ما نلمسه يوميا، فالمواطنون أصبحوا ينظمون أشكالا احتجاجية سلمية وحضارية ولم تسجل أية انفلاتات أو خروج عن ضوابط الاحتجاج الديمقراطي الراقي . فهذه نبذة مختصرة عما حققته الديناميكية الاجتماعية بإقليم فجيج ككل وببوعرفة خاصة ، فتحية اكبار واجلال لكل مدن الاقليم وجميع المواقع الصامدة بالمغرب التي تناضل من اجل الكرامة ومغرب الحريات ، وتحية لكل من يتوق إلى الحرية والغد الجميل .