بقرب وضع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بالمغرب والتوقيع بالرباط على مخطط عمل للتعاون في مجال البيئة وقع المغرب والولاياتالمتحدة، البارحة الثلاثاء بالرباط ، على مخطط عمل للتعاون الثنائي في مجال البيئة برسم الفترة 2010 -2012، يروم حسب وكالة المغرب العربي للأنباء على الخصوص المحافظة على البيئة والنهوض بالتنمية المستدامة.ويهدف هذا المخطط، الذي وقع عليه كل من كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود، وسفير الولاياتالمتحدة بالرباط السيد صامويل كابلان، بحضور مساعد كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بالبيئة والتنمية المستدامة السيد دانييل رايفسيندر، إلى تحقيق التعزيز المؤسساتي للسياسة البيئية من أجل تنفيذ فعال للقوانين وتطبيقها في هذا المجال، والمحافظة على التنوع البيولوجي وتحسين تدبير المناطق المحمية والنظم الإيكولوجية الهامة. كما يروم مخطط العمل، الذي تم توقيعه على هامش اجتماع فريق العمل المغربي- الأمريكي حول التعاون البيئي، تحسين الأداء البيئي للقطاع الخاص، والتربية البيئية ومشاركة العموم في عملية إعداد القرارات وتنفيذها. وقال السيد زهود في كلمة بالمناسبة، إن هذا الاجتماع يأتي "في الوقت الذي يشهد فيه المغرب دينامية غير مسبوقة في السياسة التي ينهجها على المستوى البيئي والتنمية المستدامة".وأشار إلى أن المغرب عازم على السير قدما لتحسين مؤشراته المتعلقة بالتنمية المستدامة وذلك بفضل سلسلة من البرامج في مجال التأهيل البيئي. وأكد السيد زهود أن "الدعوة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش (30 يوليوز الماضي) من أجل إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة، يأتي ليعزز أكثر مختلف الاجراءات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي سبق القيام بها". من جهته أشار السيد كابلان إلى أن مخطط العمل هذا يعزز أكثر الشراكة "النموذجية" بين واشنطن والرباط ، مشددا على ضرورة حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية. بدوره أعرب السيد رايفسيندر عن "إعجابه" بالتقدم الذي تحقق في إطار فريق العمل، والذي مكن من توسيع وتعميق تعاون فعال حول القضايا البيئية. كما حرص على الإشادة بوضع الميثاق الوطني للتنمية المستدامة، مبرزا المشروع الضخم المتعلق بالطاقة الشمسية الذي أعلن عنه المغرب، والرامي إلى إنتاج حوالي 40 في المائة من حاجيات المملكة من الكهرباء سنة 2020 . وقد تم تطوير مخطط العمل في مجال البيئة على إثر التصريح المشترك حول التعاون المتعلق بالبيئة، الذي تم التفاوض بشأنه في الوقت نفسه إلى جانب اتفاق التبادل الحر بين البلدين. وفي نفس السياق، أشادت واشنطن بقرب وضع الحكومة المغربية للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وقال مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالبيئة والتنمية المستدامة السيد دانييل رايفسيندر، البارحة الثلاثاء بالرباط، خلال لقاء مع الصحافة، "إننا نشيد بإحداث الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي يضع الخطوط العريضة للسياسة البيئية بالمملكة". ووصف المسؤول الأمريكي، الذي يقوم حاليا بزيارة للممغرب للمشاركة في اجتماع فريق العمل المغربي-الأمريكي حول التعاون البيئي، المبادرة المغربية الرامية إلى إشراك المواطنين في مشاريع حماية البيئة ب"الممتازة". وأضاف أنه "من المهم جدا إشراك فعاليات المجتمع المدني في عملية اتخاذ القرارات ذات الأثر المباشر على حياتهم وبيئتهم"، مؤكدا أهمية إرساء شراكة دائمة بين الحكومة والمجتمع المدني في هذا المجال. وطبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقد تم تكليف لجنة وطنية، تضم ممثلي عدد من القطاعات الحكومية، بإعداد ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة. وأبرز السيد رايفسيندر أنه "بفضل هذا الميثاق سينخرط المواطنون بشكل أكبر، وسيتحملون مسؤولية أكبر في حماية البيئة"، مشيدا بفكرة إحداث مراصد جهوية للبيئة بالمغرب. وحسب المسؤول الأمريكي، فإن الأمر يتعلق "بمبادرة ممتازة"، معربا عن ثقته في مستقبل هذه المراصد المدعوة إلى المساهمة في حماية البيئة في إطار مقاربة تشاركية مندمجة. وبعدما أكد أن الولاياتالمتحدة تتوفر على تكنولوجيات متقدمة في مجال حماية البيئة والطاقات المتجددة والتحكم في الطاقة، أعرب السيد رايفسيندر عن استعداد بلاده لإفادة المغرب من تجربتها في هذا المجال.