بعد الضجة الإعلامية التي خلفتها "عملية تفويت قطعة أرضية بسيدي سليمان شراعة لأحد الخواص" أود أن أوضح للرأي العام الحقائق التالية : في سنة 1967 اقتنيت بقعة أرضية فلاحية بالجماعة القروية مذاغ مساحتها 50 هكتارا، و في سنة 1973 تم استرجاعها من طرف الدولة باعتبارها ملك لأجنبي، و منذ ذلك الحين و أنا أطالب باسترجاع الأرض عبر مختلف المحاكم و الإدارات حتى سنة 2013 ، أي40 سنة من الانتظار، و خلال هذه السنة استطعت الحصول على حكم قضائي لصالحي – بعد أن قطعت كل المراحل من المحكمة الإدارية الابتدائية مرورا بالاستئنافية وانتهاءا بالنقض- يقض باستعادة هذه الأرض مع تحميل الدولة كل الآثار القانونية المترتبة عن ذلك. و بما أن تنفيذ الحكم اصطدم بعدة صعوبات لكون الدولة كانت قد اكترت البقعة لإحدى الشركات لمدة طويلة بموجب عقد شراكة ، كون الجهة المكترية قامت بتشجير هذه الأرض و تجهيزها بتجهيزات كبرى كحفر الصهاريج و التنقيط بالري الخ... مما سيكلف الدولة مبالغ مالية باهضة لتعويض المكتري و مبالغ أكبر لتعويضي عن الاستغلال مدة 40 سنة. أمام هذه الصعوبات لجأت الدولة إلى البحث عن حل للتسوية بالتراضي تفاديا لإرهاق الميزانية، و بعد إجراء عملية تقويم 50 هكتار موضوع الحكم من طرف لجنة مختصة ، استقر رأي اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة لأراضي الدولة على تعويضي بست قطع أرضية فلاحية في مكان آخر بجماعتي زكزل القروية وسيدي سليمان شراعة و البالغ مساحتها 53 هكتارا منها 36 هكتار توازي قيمتها الأرض موضوع الحكم و هي فلاحية كما تثبت ذلك الشواهد المستخرجة من المحافظة العقارية. و ذلك شريطة التنازل عن متابعة الدولة و عن مبلغ 600 مليون سنتيم ، ناتجة عن عملية التقويم و تم إبرام العقد بيني و بين الدولة على هذا الأساس. و بخصوص الاحتياط الاستراتيجي، فقد تمت مراعاة كل المرافق و المشاريع المزمع إنشاؤها هناك، بحيث أن المساحة الإجمالية للاحتياط هي 133 هكتار. كما أن المساحة المخصصة لبناء نواة الجامعة (10 هكتارات) و السجن المدني (12 هكتارا) ومدرسة كرة القدم(6 هكتارات) وعدة مرافق أخرى لم يتم مسها، علما أن المساحة المتبقية بعد خصم تلك المخصصة للمرافق و المشاريع تفوق 45 هكتارا حسب تصميم العقار. و عليه فليس هناك أي ترام على أراضي الدولة ، بل هناك حق ضاع سنة 1973 و تمت استعادته لصاحبه الذي سلك المساطر الإدارية و القانونية، و بالتالي فإن الضجة الإعلامية التي عرفتها عملية تفويت شابتها بعض المغالطات للرأي العام المحلي و الجهوي و حتى الوطني و التي كان وراءها أشخاص لم يتثبتوا من الموضوع و ملابساته.و فحسبي الله و نعم الوكيل.