فقدت القوات المساعدة أحد خيرة رجالها في حادث مرعب شهدته الطريق الوطنية رقم 15 الرابطة بين جرسيف والناظور في مقطعها الرابط بين صاكة و أفسو، عشية يوم الأحد 27 أبريل 2014.فقد كان الفقيد كان رفقة أسرته بمدينة فاس لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وكان في طريقه إلى مقر عمله بالناظور، حين اصطدم في حادثة سير مروعة بسيارته الخفيفة من نوع "ميرسدس 190 بإحدى السيارات من نوع "أوبل فيكترا" التي تبين أنها مجهولة الهوية "مقاتلة" كانت قادمة في الاتجاه المعاكس و كان على متنها شخصان من حاسي بركان.وأدى الحادث الخطير إلى مصرع المسؤول بالقوات المساعدة وزوجته وابنتيهما تبلغ من العمر تسع سنوات،فيما أصيب ابنهما الصغير ذو الست سنوات إصابة خطيرة وهو تلقى العلاجات الضرورية بمستشفى جرسيف على أن يتم نقله إلى المستشفى العسكري بمكناس لاستكمال العلاجات،بينما سائق السيارة "المقاتلة" ومرافقه لقيا حتفهما أيضا مباشرة بعد الاصطدام. وفور وقوع الحادث هرع إلى عين المكان،حيث عمل رجال الوقاية المدنية الذين هرعوا لعين المكان جاهدين لساعات مستعملين أدوات القطع من أجل إخراج الجثث من السيارتين التي كانت عبارة عن أشلاء ونقلها صوب مستودع الأموات بمستشفى جرسيف،في الوقت الذي عمل فيه عناصر الدرك الملكي لجرسيف على تنظيم حركة السير وتحرير محضر المعاينة. وسبق واستشهد شهر يوليوز الماضي بالمستشفى العسكري بالرباط،شهيد الواجب الوطني،رجل الدرك الذي تعرض للدهس من طرف سيارة تهريب الوقود قرب الحدود المغربية الجزائرية متأثرا بجراحه.فالاسعافات الطبية الأولية التي تلقاها بالمستشفى الإقليمي بوجدة وكذا العناية المركزة التي خضع لها بالمستشفى العسكري لم تمنعا الدركي من مفارقة الحياة نظرا للإصابات البليغة التي تعرض لها عند محاولة إيقاف سيارة تهريب "مقاتلة" كانت رفقة سائقها في حالة هيجان غير عادي. حيث قام سائق المقاتلة بصدم الدركي بشكل متعمد أثناء عملية مطاردة قام بها الدرك الملكي. يذكر،أن السيارات المستعملة في التهريب معروفة ومشهورة بجميع قرى ومدن الشريط الحدودي،وتفيد الإحصائيات أن عدد ضحاياها في ارتفاع كبير،ولعل أشهرها وأكثرها قتالا هي "بوجو 504" والتي ثمنها الآن يفوق ثمن "المرسديس 250" و"رونو 18". وغالبا ما يكون سائق السيارات المجهولة الهوية "مقاتلة" في حالة غير طبيعية،وهدفه الوصول إلى المكان المحدد لتسليم البضاعة المهربة،وأي عائق يتلاشى أمام قوتها وسرعتها، وطبعا لا يمكن لرجال الأمن مطاردة سائقيها داخل المدن وأحيائها الآهلة بالسكان،تفاديا لوقوع حوادث مؤلمة يكون ضحاياها قبل المهربين مواطنون أبرياء،علما أنها تحمل وقودا وسلعا أخرى يمكن أن تشعل النيران،وتتسبب في ما لا تحمد عقباه.والسيارة "المقاتلة" هي "إنتاج مغربي خاص،جعل من سيارات أشبه بقنابل تسير في الطرقات يقودها سائقون لو أتيحت لهم الإمكانية للمشاركة في بطولة العالم لسباق السيارات،لاحتلوا الصفوف الأولى بامتياز.هي سيارات صغيرة نسبيا وسريعة،وتسهل المناورة بها،دورها يتمثل في قطع الكيلومترات في سباق مع الموت وضد الساعة،وتحد كبير لجميع الحواجز الأمنية والطبيعة والقوانين،فهي العدو الأول لمدونة السير،وخسائرها البشرية تقدر بالمئات".ورحم الله المسؤول بالقوات المساعدة وزوجته وابنته وأشع مضجعهم بأنوار الرحمة والغفران وأسكنهم أفسح الجنان وألهم أسرته المهنية وعائلتهم الصغيرة وذويهم الصبر والسلوان وقوة الإيمان وكل نفس ذائقة الموت وإنا لله وإنا إليه راجعون.