بلاغ مشترك لجمعيات ناشطة في مجال الهجرة في المغرب من أجل سياسة وطنية موحدة للهجرة تحمي حقوق المهاجرين و الأجانب في المغرب و ترقى بحقوق المهاجرين المغاربة في الخارج وجدة ، طنجة ، العيون ، 26 شتنبر 2013 أعادت خلاصات وتوصيات التقرير الموضوعاتي للمجلس الوطني لحقوق الانسان حول وضعية المهاجرين واللاجئين بالمغرب طرح ملف السياسة المغربية في الهجرة، ووضَع على بِساط النقاش العمومي ضرورة تجاوز التعاطي الأمني الصرف مع الأجانب و المهاجرين، وخاصة أولئك المنحدرين من دول جنوب الصحراء. تشكل القرارات الملكية المتخذة في 10 شتنبر 2013 إلزامية للحكومة بالإسراع بوضع وتفعيل استراتيجية ومخطط عمل ملائمين بهدف بلورة سياسة متعددة الأبعاد و شاملة و إنسانية لقضايا الهجرة ببلادنا. ورغم بعض الملاحظات التي استخلصناها بعد اطلاعنا على هاته الخلاصات والتوصيات الصادرة عن المجلس، إلا أنه يبقى اشتغال الحكومة الحالية (والقادمة) في تنفيذ القرارات الملكية، على صياغة سياسة جديدة، الحدث الأبرز الذي يحضى بتتبع جميع الفاعلين و في مقدمتهم المهاجرون بداخل و خارج المغرب وعموم مكونات المجتمع المدني المغربي. إن بلورة سياسة هجرة جديدة مندمجة وشاملة و موحدة، يجب أن ترتكز على وضعية المغرب كدولة مصدرة ومستقبلة للهجرة و كبلد عبور، ويجب أن تتم بإشراك جميع الفاعلين المدنيين، من تمثيليات المهاجرين، الجمعيات المغربية الفاعلة في الميدان، الباحثون المختصون و النقابات المهنية، إلى جانب المهاجرين المغاربة في الخارج وتمثيلياتهم الديموقراطية. بهذا الصدد، نطالب بإلحاح مجموعة العمل الوزارية المكونة من وزارات الداخلية ، والشؤون الخارجية والتعاون، والعدل والحريات، والتشغيل والتكوين المهني، والتي أعلنت في 16 من شتنبر الجاري تشكيل ثلاث لجان وزارية ولجنتين مختصتين1 ب : تفعيل مرصد الهجرة التابع لوزارة الداخلية كفضاء للتشاور مع المجتمع المدني والباحثين المختصين في صياغة و متابعة السياسة الجديدة في الهجرة ؛ إشراك اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين في الخارج - المحدثة بمرسوم رقم 2.13.731 إبان الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 19 شتنبر 2013- في صياغة و تنفيذ السياسة الوطنية الجديدة للهجرة؛ إشراك وزارتي التربية الوطنية و الصحة في مجموعة العمل الوزارية لدورهما في تجسيد الحق في الولوج إلى الصحة للمهاجرين و للحق الولوج إلى التمدرس لأطفال المهاجرين ؛ الأخذ بعين الاعتبار مقترحنا بالدمج المستقبلي للمؤسسات المعنية بهجرة المغاربة في مؤسسة وطنية واحدة تعنى بالمهاجرين و الأجانب بالمغرب وبالمغاربة في الخارج و بخلق مؤسسة وطنية للجوء. إننا كجمعيات تشتغل منذ أكثر من تسع سنوات على هذا الملف ، نؤكد على ضرورة وضع استراتيجية واضحة المعالم في شأن النهوض بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و الدينية والسياسية للمهاجرين في المغرب. كما نشدد على ضرورة موضوعية و إنسانية وشفافية المعايير التي يجب أن تتسم بها عملية تسوية الوضعية الإدارية للمهاجرين في وضعية هجرة غير نظامية بالمغرب، بإشراك الجمعيات المغربية العاملة في الميدان و جمعيات المهاجرين والباحثين المختصين. كما نشجع الحكومة للتدخل لدى الدول المستقبلة للمهاجرين المغاربة للنهوض بحقوقهم و لتسوية وضعية أولئك الذين يوجدون في وضعية هجرة غير نظامية. كما نحذر عموما من ضرورة تفادي "استنساخ" السياسة الأوروبية في ميدان الهجرة في المغرب، هذه السياسة التي كانت محط انتقاد العديد من منظمات المجتمع المدني المغربي والأوربي، ولم تساهم إلا في تفاقم عدد الضحايا على الحدود وفي الصعود المطّرد للجماعات والأحزاب اليمينية والعنصرية. وإذ نذكر بأن المغرب مجتمع متعدد الأعراق، متنوع المشارب الثقافية واللُّغوية والمعتقدات الدينية، و بمساهمة المهاجرين في النمو اﻻقتصادي والتنوع الثقافي والحضاري للمغرب، نؤكد على بذل الجهود لتفادي ظهور " فكر عنصري" في المغرب. وفي هذا الباب، ننوه بالمبادرات التشريعية الرامية لإصدار قانون لمحاربة العنصرية في المغرب، و نوجه نداءنا للفرق البرلمانية بغرفتي البرلمان لاتخاذ مبادرات في منحى تحسين وضعية المهاجرين. يقع على عاتق الحكومة الانكباب عاجلا، تماشيا مع ضرورة وضع سياسة جديدة، على مراجعة القانون رقم 03-02 المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير المشروعة و بأنسنته و ملائمته مع المواثيق الدولية، و بالاعتماد على قواعد إنسانية لتنظيم حق البقاء في المغرب و حق الهجرة وعدم تجريم الهجرة و التضامن مع المهاجرين، مع التأكيد على الاستناد إلى أفضل الممارسات في المجال. في انتظار الاشراك الفعلي والعاجل للمجتمع المدني في عملية الإصلاح، و انفتاح اللجان المحدثة على مقتراحاته والأخذ بها بجدية، فإنه على رئاسة الحكومة أن تحرص على حماية المهاجرين وعائلاتهم إلى حين صدور القوانين المنظمة التي تسمح لطالبي اللجوء والمهاجرين بالعيش بكرامة في المجتمع والتمتع بحرية التنقل. إننا و إذ نحذر من التلاعب و التضخيم في أرقام المهاجرين المتواجدين بالمغرب لتبرير طردهم، ننتظر أن تكون السياسة المغربية تجاه المهاجرين واللاجئين في المغرب و الجالية المغربية بالخارج، إنسانية و تحترم حقوق الإنسان. بهذه الطريقة، يمكن لهذه السياسة أن تكون تجربة رائدة في شمال إفريقيا وفي الشرق الأوسط وعلى المستوى القاري. وأخيرا، للمساهمة في نجاح هذه السياسة، يجب على الدول الأوروبية أن توقف ضغطها على المغرب لمنع موجات المهاجرين ولتوقيع اتفاقيات إعادة القبول في إطار مشروع الشراكة من أجل التنقل الذي يدعو له الاتحاد الأوروبي. ............................... 1 يتعلق الأمر بلجنة مختصة أولى مكلفة بدراسة 853 حالة معترف بهم كلاجئين من قبل ممثلية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالرباط، و لجنة مختصة ثانية ستحدد معايير دراسة، حالة بحالة، للوضع القانوني لبعض فئات الأجانب الموجودين في وضعية إدارية غير قانونية بالمغرب، وستتكلف لجنتان وزاريتان ، على التوالي ، بتأهيل الإطار القانوني والمؤسساتي للجوء، ومحاربة الاتجار في الأشخاص، وستتكلف لجنة وزارية بالعمل الدبلوماسي، بتحديد مقترحات المملكة المغربية في أبرز المنتديات التي تعالج قضايا الهجرة وإعادة إطلاق التعاون الإقليمي والدولي. هشام بركة، رئيس جمعية بني زناسن للثقافة و التنمية و التضامن (ABCDS) وجدة عبدالله الحيرش، رئيس جمعية الجنوب للهجرة والتنمية (ASMD) العيون سعيد بوعمامة، رئيس جمعية اللقاء المتوسطي للهجرة والتنمية (ARMID)