والسيارات "المقاتلة" المخصصة للتهريب يحولها الماجرون السريون ل"مقاتلات انتحارية" تمكنت عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بوجدة،بعد تحقيقات ماراطونية معمقة أكدت مرة أخرى مهنية عناصر الدرك الملكي التي استطاعت فك لغز وفاة زميل لهم من طرف سيارة "مقاتلة" مجهولة الهوية ترقيما وسائقا،من إلقاء القبض على المهرب (في الثلاتينيات من العمر ولد بوجدة،ويمتهن التهريب) الذي دهس بواسطة سيارة تهريب "مقاتلة" يوم 15 يوليوز المنصرم دركيا كان يقوم بواجبه المهني قرب الشريط الحدودي المغربي الجزائري في طريق "الراموز".وقد اعترف في محضر الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية للدرك الملكي بوجدة أنه لم يشاهد الدركي ولم يتعمد قتله.. وكان الدركي ذي 45 سنة المنحدر من إقليم تاونات، متزوج و أب لطفلين،قد فارق الحياة في حدود الساعة الثانية فجرا يوم الإثنين (22 يوليوز 2013) بالمستشفى العسكري بالرباط،بعدما كان الدركي قد أصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس والصدر والأطراف،عندما تم دهسه بواسطة "المقاتلة" التي يعتقد أنها كانت تهرب البنزين الجزائري،بينما كان المرحوم يقوم بعملية المراقبة في إطار واجبه المهني،في حين تمكن سائق "المقاتلة" من الهرب نحو وجهة مجهولة (أنظر عدد "المنعطف" رقم 4630 تحت عنوان "سيارة مقاتلة تدهس دركيا قرب الشريط الحدودي المغربي الجزائري").وقد خلف هذا الحادث الخطير حزنا عميقا لدى زملاءه و معارفه،وتم تشييع جنازة شهيد الواجب الوطني في محفل مهيب مباشرة بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء 23 يوليوز الجاري بمقبرة الشهداء بمدينة وجدة.وبهذه المناسبة الأليمة تقدم جريدة "المنعطف" خالص تعازيها ومواساتها لعائلة المرحوم الكبيرة بالدرك الملكي في كامل التراب الوطني وخاصة بقيادتي الجهة الشرقية وإقليموجدة،ولعائلته الصغيرة بتاونات وداخل وخارج التراب الوطني. وعلاقة بالسيارات "المقاتلات"،فقد عمد أواخر الشهر المنصرم حوالي 21 مهاجرا سري إفريقي،إلى اقتحام البوابة الحدودية الفاصلة بمليلية المحتلة،بواسطة سيارات "مقاتلة" كسَّرت بها الحواجز والبوابات المانعة واجتازت بها الأسوار الحدودية ،حيث اخترقت "مقاتلتان" واحدة بها 12 مهاجرا سريا والثانية تضم 9 آخرين البوابة الفاصلة دون أن يسجل أي إصابة في صفوف رجال الأمن أو الجمارك،لتتحول بذلك تلك السيارات المجهولة الهوية من "مقاتلات للتهريب" في يد ممتهني نقل البضائع المهربة من مليلية المحتلة والجزائر،إلى "مقاتلات للانتحار" في يد المهاجرين السريين الأفارقة للعبور نحو مليلية المحتلة.وتبقى الإشارة،إلى أن تدفق هؤلاء المهاجرين الأفارقة نحو التراب الوطني تزايد بكثرة في شهر رمضان الكريم كما عاينت ذلك "المنعطف" في مختلف طرق وجدة المؤدية للشريط الحدودي المغربي الجزائري. ويرى أحد المسؤولين الأمنيين أن القضاء على المقاتلات المزورة يجب أن يبدأ من نقط انطلاقتها "ويبقى ضمير سائق السيارة المقاتلة والوازع الديني أساسيين في حقن دماء المواطنين الأبرياء،ما دامت وضعية المهرِّب خارج القانون وخارج المراقبة..هؤلاء المواطنون،رجالا ونساء وأطفالا،الذين لا ذنب لهم إلا تواجدهم في ذلك المكان وفي تلك اللحظة التي مرت فيها المقاتِلة".