عقدت شهر يونيو 2013 أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت والمملكة المغربية بمقر وزارة الخارجية الكويتية،حيث ترأس الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح فيما ترأس الجانب المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور سعد الدين العثماني. وتم خلال أعمال الدورة إجراء المباحثات الرسمية المشتركة واستعراض مجمل أوجه التعاون بين كافة القطاعات في البلدين الشقيقين حيث استهل الشيخ صباح الخالد أعمال الاجتماع بكلمة استعرض فيها مسيرة العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين مؤكدا أنها تحظى بالرعاية الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وصاحب السمو أمير الشقيقة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله.وأضاف الشيخ صباح الخالد "أن تلك الرعاية تتواصل بمعين عطاءاتهما الخيرة الساعية دوما إلى سمو وارتقاء هذه العلاقات المباركة مضيفا أن هذه العلاقة تعود في بواكيرها إلى الزيارة التي قام بها الملك محمد الخامس طيب الله ثراه الى دولة الكويت في شهر يناير من عام 1960 ليشكل ذلك اليوم التاريخي انطلاق المسيرة المظفرة بين البلدين والتي شهدت أبرز محطاتها بدء أول شراكة تنموية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام 1965 أعقبها في عام 1976 البدء في الشراكة الاستثمارية والتي مازالت متواصلة خيرا عميما على بلدي الشعبين العزيزين".كما تطرق إلى مواقف الملك الحسن الثاني مع الحق الكويتي إبان الاحتلال العراقي عام 1990 "والتي تعبر تعبيرا حقيقيا عن أصالة هذا القائد ومناقبه الخيرة وتجسد مبادئ الحق والعدل التي يؤمن بها المغرب الشقيق تلك المواقف التي استمرت إلى جانب الحقوق الكويتية العادلة خلال عضوية المغرب في مجلس الأمن عام 1996 كما أن الكويت وممارسة لدورها العربي والدولي ما فتئت التأكيد على دعمها لوحدة التراب الوطني المغربي مترجمة ذلك في نصرة ودعم المملكة الشقيقة في جميع المنتديات والمحافل الدولية.وأشار الشيخ صباح الخالد في هذا السياق إلى الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لأخيه الملك محمد السادس نصره الله في 12 أكتوبر 2010 والزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى الكويت في 23 أكتوبر 2012 بالقول إن هاتين الزيارتين "تعبران وبجلاء عن الطبيعة الأخوية التي تجمع أسرتي الحكم في البلدين وتؤكدان مجددا على ما يحمله شعبا البلدين من أواصر الترابط العميق منوها في هذا الصدد بأن التعاون المتواصل بيننا لا ينحصر في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياحية فحسب بل إن القاسم المشترك الأكبر الذي نفخر به ونعتز به هو الشراكة الإستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي كمنظومة مشتركة وبين المملكة المغربية فمبادئ وعناصر السياسة الخارجية لكلا الجانبين تتسم بالتروي والحكمة في علاقاتها الإقليمية والدولية وتسترشد العقلانية والاتزان والاعتدال في تعاطيها مع أزمات المجتمع الدولي وتحدياته مستثمرين هذا اللقاء لنؤكد مجددا على الالتزام المطلق بهذه المبادئ والمقاصد النبيلة". كذلك وجه التهنئة الى الشعب المغربي الشقيق على ما شهده من تطور ملموس في مسيرة الديموقراطية بالقول "في خضم هذه التحولات المفصلية التي تشهدها بعض أقطارنا العربية وتداعياتها الخطيرة على حاضر ومستقبل شعوبنا وشعوب المنطقة يبرز صوت العقل والحكمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي قاد وبتفاعل شعبي إيجابي بناء مسيرة إصلاح ديمقراطي مثالي نقل المغرب الشقيق نحو مزيد من الرفعة والتميز ورسخ أسس الأمن والاستقرار في ربوعه ".وحول أعمال الدورة الحالية أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح انها "تعتبر استكمالا للشراكة المميزة التي دخلت إطارها المؤسسي عبر تشكيل هذه اللجنة عام 2001 حيث شهدنا منذ ذلك التاريخ تطورا نوعيا مشهودا تمثل في التوقيع على 31 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية غطت قطاعات واسعة في مجالات التعاون الثنائي ليصبح العدد الكلي منذ أول اتفاقية 42 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا وسنقوم بإذن الله اليوم بالتوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم كما سيقوم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ووزارة المالية في المملكة المغربية بالتوقيع الأسبوع القادم على سبع اتفاقيات قروض في المجالات الإنمائية". من جانبه أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الدكتور سعد الدين العثماني في كلمته بانعقاد اللجنة المشتركة باعتبارها فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول أنجع السبل لإغناء مسيرة التعاون الثنائي بين الجانبين والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.كما نوه العثماني بالمساهمة القيمة لدولة الكويت في المشاريع التنموية بالمغرب قائلا "إن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قد صاحب المسيرة النهضوية في المغرب حيث وصل عدد القروض المقدمة حتى شهر مارس 2012 الى 37 قرضا بقيمة مالية بلغت 392 مليون دينار كويتي".وتناول في خطابه موضوع التعاون الاستثماري حيث وجه الدعوة لرجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في البلدين الى بلورة شراكة حقيقية وتنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع التشديد على ضرورة الرفع من حجم المبادلات التجارية التي ما زالت دون المستوى المنشود.كما عبر عن استعداد المغرب لبلورة شراكة استراتيجية فعالة ومندمجة مع دول مجلس التعاون الخليجي تساهم في تكريس مقومات نهضة تنموية متعددة الأبعاد ويتقاسم منافعها الجميع. وفي مداخلته تناول ممثل القطاع الخاص عضو غرفة التجارة والصناعة الكويتية أسامة محمد النصف موضوعات التعاون التجاري بين البلدين. قائلا أن ممثلي القطاع الخاص يتطلعون بشغف إلى مزيد من التعاون مع الأشقاء في المغرب وذلك لما تتمتع به المملكة المغربية من بيئة استثمارية خصبة في مجالات حيوية عديدة ذات جدوى اقتصادية كبيرة.وأضاف النصف أن دولة الكويت تمتلك أيضا قطاعا خاصا ذا خبرة وإمكانات مالية واستثمارية وجهازا مصرفيا رصينا ونظاما قضائيا عادلا مؤكدا أن القطاع الخاص في دولة الكويت على أتم استعداد للتعاون مع نظيره في المغرب في جميع الميادين الاقتصادية والاستثمارية. وفي هذا الإطار وقع الجانبان الكويتي والمغربي على خمس اتفاقيات تعاون وقعها عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وعن الجانب المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور سعد الدين العثماني.والاتفاقيات الخمس هي مذكرة تفاهم في مجال المعارض.وبروتوكول اضافي للاتفاقية بشأن المساعدة والتعاون المتبادل في الشؤون الجمركية.ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية (الأكاديمية المغربية للدراسات الديبلوماسية) ووزارة الخارجية في دولة الكويت (معهد الشيخ سعود الناصر الصباح الديبلوماسي الكويتي).والبرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي للأعوام (2013/2014/2015) .وبرنامج تنفيذي لمذكرة تفاهم في مجال الأوقاف والشؤون الاسلامية بين وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في المغرب للأعوام (2013/2014/2015) . من جهة أخرى،تم الإعلان كذلك عن توقيع مذكرة تفاهم بين نقابتي العاملين في مجلس المستشارين المغربي ومجلس الأمة الكويتي،تتعلق بتبادل الزيارات والخبرات بين الموظفين الاداريين في البرلمانين بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون المشترك بين النقابتين.ووقع المذكرة رئيس نقابة العاملين في مجلس المستشارين أسد الزروالي ورئيس نقابة العاملين في الأمانة العامة لمجلس الأمة عبد الله سعود المطيري على هامش زيارة وفد برلماني كويتي للمغرب برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي علي الراشد.