نبه محمد الحمداوي، رئيس منتدى الوسطية لإفريقيا، إلى خطورة استدراج المغاربة للقتال في سوريا، محذرا المتحمسين من إمكانية تعرضهم للاستدراج والابتزاز، حيث بمجرد مغادرة الشخص لوطنه يصبح في وضعية هشة تجعله لقمة سائغة في يد العديد من الأجندات الإقليمية والدولية وكذا العديد من أجهزة المخابرات، خاصة يضيف الحمداوي، أن وسائل إعلام تتحدث عن أن استقبال أولئك المقاتلين وتدريبهم يتم من طرف أطر «وخبراء» من دول أجنبية منها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأردف الحمداوي أن «المقاتل» حتى في حال عودته يكون عرضة لنفس الوضعية. وقال الحمداوي، الذي كان يخاطب قيادات منظمة التجديد الطلابي بمجلسها الوطني الرابع السبت الماضي بالرباط، إن المجيشين للقتال بسوريا عند دخولهم إليها قد يتحولون إلى عبء وعالة على الجيش السوري الحر الذي أعلن أن حاجته الأساسية هي للسلاح والدعم وليس للمقاتلين. وأشار الحمداوي إلى تجارب العديد من الحركات التحررية أو المناهضة للاستبداد والتي تتعرض إلى ارتباك الأجندة والأولويات بفعل دخول الأجانب إليها، ولو من تحت غطاء الدعم والإسناد بالقتال إلى جانبها، وذكر بهذا الصدد تجارب كل من العراق وأفغانستان وحتى حرب البوسنة والهرسك في وقت من الأوقات. وأكد الحمداوي على أن الدعم الحقيقي المفروض أن يوجه للشعب السوري الحر هو الدعم المادي وبالسلاح والخدمات ذات الصبغة الاجتماعية والإنسانية والطبية، وهي إمدادات يتابع الحمداوي سيكون لها تأثير إيجابي كبير على الجيش السوري خاصة وثورة الشعب السوري كاملة، المتطلعة للحرية والديمقراطية والكرامة في إطار نظام يعكس مختلف مكونات وتيارات الشعب السوري. واعتبر الحمداوي في جواب عن سؤال حول ضرورة ترسيخ المنهج الوسطي أمام ما يحدث، أنه من الواجب التنبيه إلى خطورة تجييش الشباب وتحميسهم للقتال بسوريا وكذا ضرورة انتشال وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصير المجهول والمحفوف بأكثر من خطر .