حيرة وتخوف شديدين تنتاب في الآونة الأخيرة العاملين في قطاع الدواجن بالمنطقة الشرقية، جراء انتشار ظاهرة تهريب الكتكوت «الفلوس» من الجزائر نحو المغرب بشكل مكثف لا سيما مع اقتراب موعد الصيف وشهر رمضان، حيث يتم الإقبال على اللحوم البيضاء بوتيرة زائدة من طرف المواطنين، تؤدي إلى ارتفاع ثمن هذه المواد داخل الأسواق، وهي الفترة ذاتها التي تشهد أيضا إقامة الأفراح والأعراس وإحياء المواسم والعادات. محطات تستهلك بدورها كمية كبيرة من لحم الدجاج الذي صار مادة غذائية أساسية في كل موائد الأسر المغربية ولا سيما الفئة التي لا تقو على مجابهة ومقاومة ثمن اللحوم الحمراء والسمك الأبيض وباقي الأصناف والألوان. عوامل وظروف أسالت لعاب العديد من شبكات التهريب، التي تنشط عبر الشريط الحدودي البري الفاصل بين المغرب والجزائر، ودفعتها إلى التكثيف من أنشطتها في هذا المجال، لما يدره من أرباح عالية ومضمونة في ظل وجود طلب متزايد. وتكمن التخوفات التي عبر عنها أحد مربي الدواجن بالمنطقة في الخطر القادم من الجزائر، المتمثل في عملية تهريب «الفلوس» نحو المغرب التي تمر في ظروف غير مواتية وغير صحية تأثر بشكل ملحوظ على سلامة هذه الكائنات الحية، التي لا تملك المناعة الكافية لمقاومة بعض الفطريات والأمراض التي قد تنتقل عدواها لبعض الضيعات الفلاحية، التي لا تتوان في التعامل مع المهربين من أجل اقتناء «الكتكوت» بثمن أقل بما هو معمول به في السوق الوطنية، والعمل على إعادة تربيته في انتظار أن يصبح جاهزا للاستهلاك لبيعه وترويجه في الأسواق، دون أن يدرك هؤلاء المخاطر التي قد تترتب عن تربية «الفلوس» المهرب. ولم يقف المهربون عند حد الاكتفاء بشأن «الفلوس» فقط بل عملوا على تهريب مستلزماته من أعلاف وأدوية وكذا بعض الحاجيات والأدوات التقنية التي يتم الاعتماد عليها أثناء عملية تربية الدواجن. ويستشهد المتخوفون من مخاطر هذا النوع من الهريب بالحالة التي وقفت عليها المصالح المختصة مؤخرا بضيعة فلاحية موجودة بضواحي مدينة العيون الشرقية، بعد نفوق المئات من الطيور لأسباب غامضة، كشفت عن سرها المصالح المختصة بعدما فتحت تحقيقا معمقا في الواقعة، أفضى إلى كون عملية نفوق الدجاج جاءت نتيجة أمراض انتقلت مع الفلوس المهرب من الجزائر، كما أسفرت الأبحاث والتحريات إلى الوصول إلى أحد الممولين الرئيسيين بالفلوس المهرب، حيث تم اتخاذ في حقه الإجراءات اللازمة والجاري بها العمل بهذا الخصوص، فيما تم التخلص من الدواجن المهربة عبر إتلافها مع اتخاذ الحيطة والحذر خوفا من تسرب الإصابة لضيعات أخرى بالمنطقة ومدى تأثير ذلك على صحة المستهلك، خصوصا عندما تم تسجيل عدة حالات تسمم غذائي ببعض المدن الجزائرية بسبب تناول مادة الدجاج أفضت إلى وفاة أحد الأشخاص بإحدى المدن الجزائرية.