وزارة الداخلية قامت بواجبها تجاه الرحل من ساكنة العالم القروي ولم يبقى لها من عمل غير هدم "قبر جماعي" لعائلة أحد الكسابة الرحل في الوقت الذي كان ينتظر فيه دعمه بتوفير مستلزمات كسبه ورعيه ليشارك في الدورة الفلاحية المحلية لإنتاج اللحوم الحمراء،أو مساعدته على إعالة أسرته المتكونة من عشرة أفراد ضمنهم ثلاثة بنات معوقات،والتي تعيش في "عَشَّة" عبارة عن جزء خيمة ب"القَشّ والميكَا" أو ما بناه عشوائيا بعلم السلطة المحلية من غرفة لإيوائها (طولها ستة أمتار على ثلاثة أمتار)...تفاجأ أحد الرحل المعروفين بمنطقة لبطم بجماعة أولاد غزيل (قيادة لمريجة التابعة لدائرة عين بني مطهر في إقليمجرادة الحدودي) بقائدة لمريجة يستدعيه لمكتبه ليعطيه مهلة أربعة أيام ليفرغ هو وأسرته تلك الغرفة التي تأويهم ولا تقيهم قساوة الشتاء وقيظ الصيف "أربعة أيام تخرج وتْخَرَّجْ حْوَايْجَكْ،سآتي للهدم"،سبحان الله.. في دولة الحق والقانون وفي منطقة كلها بناء عشوائي،لا يجد أعوان وزارة الداخلية المفروض فيهم رعاية حقوق المواطنين ومصالح الوطن،وخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة والأخذ بيد الفلاحين البسطاء،غير تشريد فلاح من الكسابة رفقة أسرته التي تعيش وضعا خاصا بامتياز. القائد السابق ترك الكساب مسعودي مسعود يبني تلك الغرفة أو القبر الجماعي ليأوي عائلة تعيش الحرمان والمعاناة،ولم تمد يدها لأي كان كما أنها لم تستفد يوما من كل زخم المشاريع التي تصرف عليها أموال طائلة من المال العام،ويشاع عبر وسائل الإعلام وفي اجتماعات السلطة أو المنتخبين بأنها تهدف خدمة ومساعدة المواطن الفقير والفلاح البسيط والكساب الصغير أو ذوي الاحتياجات الخاصة..كان جميع المسؤولين المتعاقبين على قيادة لمريجة يتعاملون مع الساكنة من مقيمين ورحل بمنطق إنسانية القانون،وحاليا يتم التعاطي مع شؤون المواطنين بمنطق القانون الأعمى الخالي من الرحمة. وحسب مصدر موثوق بمقر قيادة لمريجة أفادنا بهذه الواقعة الغريبة،فالقائد الجديد يمارس التمييز بين المواطنين،وإلا كيف أشعر مواطنا واحدا بهدم غرفة واحدة والمنطقة تعج بكاملها بالبناء العشوائي. وأخيرا،ما موقع الرحل ككل ورحل إقليمجرادة الحدودي في برامج وزارة الفلاحة في مخططاتها المختلفة؟ وأي نصيب يحضون به في برامج وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية؟ أو حتى ضمن أجندة وزارة الداخلية لحمايتهم من المضايقات المختلفة التي يتعرضون لها حيثما حلوا وارتحلوا؟ ومتى كان الرحل نقطا من نقط جدول أعمال مدبري الشأن المحلي سواء على مستوى الجماعات المحلية القروية التي ينتمون إليها أو يتحركون في مجالها؟ أو على مستوى المجالس الإقليمية والجهوية؟،أم هم مجرد طبق سياحي يوظف من قبل مختلف الفاعلين في القطاع لاستقطاب المزيد من هواة السياحة القروية والجبلية دونما التفاتة من أحد؟.. ومتى كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الموكولة تنفيذ برامجها ومشاريعها تعني طرد أسرة بثلاث معوقات من غرفة لا يجوز فيها حتى اسم قبر الحياة؟