اختتمت فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي احتضنته تونس على مدار خمسة أيام بمشاركة آلاف الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم. وختم المنتدى فعالياته بمسيرة جماهيرية كبيرة انطلقت من شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة انتهت أمام سفارة فلسطين، تعبيرا عن تضامن الحركة الاجتماعية العالمية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة تخليد الذكرى 37 ليوم الأرض. وسجل المنتدى تجاوزات خطيرة لعناصر جزائرية وأخرى من الانفصاليين، استهدفت المغاربة المشاركين، وخاصة الصحافيين. وتقدم ثلاثة مشاركين مغاربة في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس 2013 ليلة الجمعة الماضية بشكاية إلى المصالح الأمنية بتونس العاصمة ضد شخص جزائري الجنسية، اعتدى عليهم بالسب والقذف والتهديد بالانتقام، وتم تسجيل الشكاية تحت رقم 138 بتاريخ 29 مارس 2013. وكان المعتدي مدعوما بعناصر من المخابرات الجزائرية، وعناصر من البوليساريو. المشتكون، وهم النقابي عبد الإله دحمان عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب و الإعلاميان خالد السطي وهشام المدراوي، أوضحوا لرجال الأمن التونسيين أن المعتدي قام بسب واستفزاز المشتكين وهددهم في سلامتهم الجسدية كما حاول منع الصحفي المدراوي من التصوير حينما كان يقوم بعمله الصحفي خلال حلقية نقاش عادية ومفتوحة في الهواء الطلق حول الصحراء المغربية. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أوضح حمودة صبحي، عضو بالمجلس الدولي للمنتدى، أن السفير المغربي في تونس محمد فرج الدوكالي أبلغ السلطات التونسية بالأمر. ومن جهتها نددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالاعتداء على الصحافيين المغاربة، و أشار بلاغ النقابة إلى أن الصحفي عبد الهادي الجحفي من القناة الاولى للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، كان قد تعرض ايضا، يوم الخميس 28 مارس، لاستفزاز وتهديد من طرف عنصر من البوليساريو وجزائري. كما ذكر البلاغ بأنه وبالموازاة مع هذه الاعتداءات والهجومات على الصحافيين، تعرض شاب مغربي ومشاركتان، تنحدران من الاقاليم الجنوبية، لاعتداء على ايدي نفس الاشخاص. و في نفس السياق أعرب رئيس فدرالية الصحافيين الأفارقة، عمر فاروق عصمان، أمس الأحد بالدار البيضاء عن إدانته للاعتداء الذي تعرض له الصحفيون المغاربة المشاركون في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس من قبل عناصر جزائرية ومن البوليساريو. وقال عصمان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش انعقاد المؤتمر القاري الثالث لفدرالية الصحافيين الأفارقة، «إننا لا نقبل ما حدث بتونس، لأن زملاءنا المغاربة تعرضوا لاعتداء لأسباب غير معقولة»، داعيا «كل النقابات الممثلة للصحافيين الأفارقة إلى التعبير عن تضامنهم مع الصحفيين المغاربة والتنديد بمثل هذه الأفعال». وعرف المنتدى طيلة أيامه الخمس أنشطة سجل فيها ملف الصحراء المغربية حضورا لافتا. و وجهت الفعاليات الحقوقية المنضوية تحت لواء «الحركة العالمي لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية» نداء إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بجنيف، تناشدها فيه الالتفات إلى الأوضاع المزرية التي توجد عليها ساكنة مخيمات تندوف، وكذا الوضع الإنساني للمناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود وعائلته. وأوضح النداء أن سكان هذه المخيمات يعانون من «ممارسات الرق والعبودية وتنتزع غصبا عنهم فلذات أكبادهم للزج بها في المعسكرات الجزائرية والكوبية، إضافة إلى حالات الاغتصاب من طرف قيادات هذه المخيمات «، و دعا النداء المفوضية العليا إلى التدخل الفوري من أجل «تمكين مصطفى ولد سلمى من جواز سفر يمكنه التمتع بحقوقه المشروعة والالتقاء بعائلته بالمغرب وتسوية وضعيته من خلال منحه وثائق السفر تضمن له الدخول للالتقاء بأفراد عائلته ومنهم أبناؤه ، وذلك وفق ما ينص عليه الفصل 28 من القانون الدولي المتعلق باللاجئين». و شكلت قضية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر محور ورشة عمل نظمت الجمعة بالمنتدى الاجتماعي العالمي بتونس، تم خلالها تسليط الضوء على جوانب من عملية الطرد الجماعي التي أقدمت عليها السلطات الجزائرية سنة 1975 في حق 45 ألف أسرة مغربية (ما يناهز 500 ألف شخص) كانت تقيم على التراب الجزائري بعد اندماجها في المجتمع منذ عشرات السنين. وأوضح المشاركون خلال هذه الورشة، الظروف المأساوية التي جرت في ظلها عملية الطرد ضدا على كل الاعتبارات الإنسانية والدينية في حق آلاف المغاربة الذين «شكلوا إلى جانب الشعب الجزائري النواة الأساسية لمقاومة الاستعمار وساهموا بشكل فعال في تنمية البلاد بعد الاستقلال». وأبرز المتدخلون خلال هذا الورشة أن ضحايا عملية الطرد يطالبون «بتحقيق العدالة ورد الاعتبار والإنصاف وجبر الضرر مع دفع الدولة الجزائرية إلى تقديم اعتذار رسمي والاعتراف بهذا الطرد»، موضحين أنهم يتوفرون على ملف متكامل قدموه إلى عدد من المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، وقالوا إنهم ينتهزون فرصة المنتدى الاجتماعي بتونس لإيصال صوتهم للعالم ولاجراء مزيد من الاتصال بالمنظمات الحقوقية وممثلي المجتمع المدني في مختلف البلدان للتعريف بقضيتهم.