أعطى المؤتمر الأقليمي لحزب العدالة والتنمية بإقليم فكيك المنعقد يوم الأحد 18 نونبر الجاري بفضاء دار الشباب لمدينة بوعرفة، الَضوء الأخضر “لمحمود حداد لقيادة السفينة الإقليمية لحزب المصباح بإقليم فكيك. وهي المحطة التي انعقدت تحت شعار " النضال وتفعيل الدستور..ترسيخ للبناء الديمقراطي." وتزامنت مجرياتها مع ذكرى كبيرة لها دلالات عميقة ومعاني كثيرة في ذاكرة ونفسية المغاربة باعتبارها مرحلة انتقالية هامة في تاريخ المغرب المعاصر. ومن جهة أخرى فهذه المحطة تدخل ضمن البرنامج العام للحزب تماشيا مع مبادئ وأهداف القوانين المنظمة للحزب والتي تدعو بعض من بنودها لعقد المؤتمرات الإقليمية والجهوية، التي تبقى في حد ذاتها محطة للتباري والتنافس بين المناضلات والمناضلين في إطار الشفافية والنزاهة من أجل فرز قيادات إقليمية وجهوية بهدف إضافة قيمة مضافة للحزب الذي يحتاج في الوقت الراهن لكل مكوناته لكون بصدد الإقبال على محطات هامة وكبيرة وتتطلب تحديات قوية. وهذا نص بيان المؤتمر الإقليمي لحزب العدالة والتنمية انعقد المؤتمر الإقليمي الثاني لحزب العدالة والتنمية ببوعرفة يوم 18 نونبر 2012 تحت شعار " النضال وتفعيل الدستور..ترسيخ للبناء الديمقراطي" في سياق سياسي يتميز بقيادة الحزب لتجربة حكومية رائدة تؤسس لنهج التغيير و الإصلاح في ضل الاستقرار مع ما يتطلبه ذلك من مقاومة للتراجعات والعمل على جعل الدولة والإدارة في خدمة المواطن والمجتمع والتضييق على منطق الريع والتحكم والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي رغم المقاومة الناشئة عن المصالح المتراكمة دون إغفال لثقل التحديات والإكراهات الموروثة . كما ينعقد هذا المؤتمر في ظروف دولية وإقليمية متقلبة , أخرها الهجمة الصهيونية على فلسطين والتي نستنكرها وندينها بقوة , ونعلن تضامننا المطلق مع الشعب الفلسطيني, وندعو الدولة المغربية إلى إيقاف كل إشكال التطبيع والاختراق الصهيوني ، كما نعلن تضامننا المطلق مع الشعب السوري المضطهد وإخواننا في بورما وباقي بلاد المسلمين . يأتي هذا الانعقاد كذلك في سياق تنظيمي داخلي يتميز بتجديد الأجهزة التنظيمية المجالية وفق قواعد الديمقراطية الداخلية ومبادئ إشراك النساء والشباب في تحمل المسؤولية. والى جانب الاستحقاق التنظيمي شكل المؤتمر محطة لنقاش سياسي ساهم فيه المؤتمرون حيث اقروا ما يلي: على المستوى الوطني : تجديد الدعم للقيادة الحزبية الوطنية ومساندتها في مسار الإصلاح ومباركة انجازات الحكومة ونذكر منها :إرساء قواعد الشفافية وإعادة الاعتبار للسياسة ودور المواطن فيها وبداية الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد الوطني و تنزيل مشروع المساعدة الطبية،راميد، وإطلاق صندوق التماسك الاجتماعي وصندوق التكافل العائلي وإقرار قواعد الشفافية لولوج الوظيفة العمومية ورفع الحد الأدنى لمعاش المتقاعدين وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية والزيادة في منحة الطلبة الجامعيين. ومباشرة إصلاح الإعلام ... وقد عبر المؤتمرون عن الجاهزية النضالية واستمرار التعبئة لدعم التجربة والدفاع عنها للمساهمة في إنجاحها إلى جانب مكونات التحالف الحكومي وكافة القوى الديمقراطية بالبلاد . على المستوى الجهوي: بارك المؤتمرون نتائج المؤتمر الجهوي ونجاحه الكبير وهنئوا القيادة الجهوية الجديدة على تجديد ثقة المؤتمر فيها , مع ضرورة تقوية العلاقة والتواصل مع الكتابة الإقليمية ببوعرفة من اجل التكوين والتأطير . على المستوى الإقليمي : تناول المؤتمر قضايا الإقليم وسجل بخصوصها ما يلي: تدبير الشأن المحلي عبر المؤتمرون عن استيائهم من أداء المجلس البلدي وإهماله مصالح المواطنين والاهتمام بخدمة المصالح الشخصية والعائلية مما نعتبره من الريع السياسي والفساد الذي وجب محاربته . استنكر الجمع تفويت نظافة المدينة بشركة خاصة بمبلغ 500 مليون سنتيم سنويا دون مراعاة ما قد يسبب دلك من ثقل على المواطن وعجز مستقبلي في ميزانية المجلس . على مستوى السكن سجل الجمع ندرة الوعاء العقاري , وغياب مخططات التهيئة وعدم فتح مناطق جديدة للتعمير مما يؤدي إلى تفشي السكن العشوائي.. تساءل الجمع عن نصيب الإقليم من الميثاق الوطني لإعداد التراب ومن مشاريع المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التنمية والنجاعة الاقتصادية والتماسك الاجتماعي وتأهيل الموارد البشرية ومعالجة السكن... وغياب قنوات الصرف الصحي بمجموعة من مراكز الإقليم وتدمير النسيج الغابوي,و ما يعرفه الإقليمم من الترامي على الأراضي . تعذر الحصول على رخص البناء والكهرباء والماء وبطء المساطر بناء على التعليمات وطالب بحل عاجل وفوري للمشكل قطاع التعليم : أكد المؤتمرون أن هذا القطاع مازال يتخبط في مجموعة من الإشكالات التربوية والبنيوية , والنقص في الأطر التربوية خاصة في المستوى القروي واستشراء الفساد في تدبير الموارد البشرية التي تخضع للزبونية والريع النقابي وكدا عدم تفعيل القانون وتطبيق المذكرات الوزارية وإنعام الشراكة الحقيقية مع الشركاء . أشاد المؤتمر بإطلاق المدرسة الجماعاتية لكنه يدعو إلى مزيد من الحوار مع مختلف المتدخلين لإنجاح هذه التجربة وتوفير جميع الشروط لإنجاحها بدء بتوفير النقل المدرسي في أفق تعميم التجربة في الإقليم ، كما يدعو إلى التعجيل ببناء المؤسسات التعليمية في الوسط الحضري لمعالجة الاختلال الواقع بين مناطق وأحياء المدينة. قطاع الصحة : وقف المؤتمرون عند حالة النقص المزمن للأطر الصحية بالإقليم ودعوا إلى التعجيل بتعيين كفاءات صحية جديدة سواء بالمستشفى الإقليمي أو بالمراكز والمستوصفات الصحية كما نددوا بالمحاولات البئيسة لبعض رموز الفساد داخل المستشفى الاقليمي من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية الضيقة ضدا على القانون ومبادئ الشفافية ويدعو المؤتمر إلى مزيد من التعبئة المجتمعية واليقظة لحماية المكتسبات الصحية بالإقليم وتعزيزها ومساندة الأطر الخيرة العاملة بالمستشفى الإقليمي. قطاع الأمن : يقدر المؤتمر المجهودات الأمنية التي تقوم بها مختلف الأجهزة بالإقليم داعيا إلى تحقيق مزيد من التواصل مع المواطنين و الرأي العام . وفي المقابل وجب التخلي عن المقاربة الأمنية وعسكرة المدينة وقمع التظاهرات والاحتجاجات السلمية. قطاعات الفلاحة والمياه والغابات : طالب المؤتمر بتوسيع قاعدة المناطق المستفيدة من برامج المغرب الأخضر ودعم الفلاحين بمختلف جماعات الإقليم والعمل بشكل جدي على تقييم البرامج المنجزة في إطار مخطط المغرب الأخضر والبحث عن سبل إقامة قطاع سقوي بالإقليم ، كما طالب المؤتمرون بالانكباب الجدي على معالجة مشكلة الخنزير البري والتحديد الغابوي . قطاع النقل والتجهيز : ركز المؤتمرون على مشكلة التنقل بين جماعات الإقليم ودعوا إلى التعجيل بإطلاق رخص النقل العمومي وفق دفاتر التحملات تكرس مبادئ الشفافية والتنافسية ومحاربة اقتصاد الريع و التسريع باستكمال الطريق الرابط بين بوعرفة والراشيدية وبرمجة مزيد من الطرق في إطار برنامج الطرق القروية. وفي الأخير جدد المؤتمرون ثقتهم في القيادة الحزبية المنتخبة على مستوى الإقليم مؤكدين على الانخراط الدائم في النضال من اجل تنزيل ديمقراطي للدستور بمشاركة كافة القوى الحية والتواقة إلى الإصلاح والتغيير. حرر ببوعرفة يوم 18 نونبر 2012