الكونفيدرالية الإقليمية لرابطات وجمعيات أباء وأولياء تلاميدة نيابة وجدة انجاد، بمناسبة اليوم الوطني لجمعيات أباء ، أمهات و أولياء التلميذات و التلاميذ. بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله و سلم على سيد المرسلين و بعد : أيها الحضور الكرام ، إن تخصيص يوم وطني لجمعيات أ.أ التلميذات و التلاميذ بالمغرب الذي يصادف 30 من شهر شتنبر كل عام يأتي استجابة لأحد مطالب الجمعيات مند منتصف التسعينات و هو في الوقت نفسه تقدير للموقع المركزي الذي تحتله الجمعيات في المنظومة التربوية كشريك استراتيجي للقطاع اعتبارا لما تقوم به من ادوار مركزية في مد جسور التواصل و التعاون بين الأسر من جهة و الهيئات الإدارية و التربوية العاملة بالمؤسسة التربوية من جهة أخرى . و التزاما بالغلاف الزمني المتفق عليه في الاجتماع التنسيقي بين المصالح الأكاديمية المختصة و الأنسجة الجمعوية ذات الصلة سأقوم بقراءة في : جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ : الواقع و الأفاق. أولا : رسالة جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ تحمل ج-أ-أ-أ رسالة تاريخية تتمثل في: حماية حقوق الأطفال و الشباب المتمدرسين أو الدين هم في سن التمدرس ، و على رأسها حقهم في تربية و تكوين ديمقراطيين و جيدين و تعمل على ترسيخ مبادئ : - الحق في البقاء - الحق في النمو - الحق في الحماية ضد التمييز و المعاملة السيئة و الاستغلال و العنف - الحق في المشاركة - الحق في الترفيه....الخ ثانيا : التطور التاريخي لأدوار ج-أ-أ-ت
- حين نستقرئ تاريخ ج-أ-أ-أ التلاميذ نجدها حاضرة مند بدايات الاستقلال و يمكن أن نميز لها 5 مراحل و بالتالي خمسة ادوار : 1965/1960: المساهمة في التعبئة الوطنية من أجل تعميم التمدرس (بناء الدولة الوطنية) 1983/1965 : دور رجال المطافئ (الحركات الاحتجاجية التلاميدية و نضالات نساء و رجال التعليم) 1990/1983: دور "المقاولة" 2000/1991: دور الشريك بصفة استشارية من 2000 إلى الآن : دور الشريك بصفة تقريرية النتيجة : صور نمطية سلبية لج- أ-أ-ت الراسخة في متخيلنا الجمعي. ثالثا: سياقات أعمال مبدأ مشاركة ج-أ-أ-ت أمام تداعيات نتائج برنامج التقويم الهيكلي ، عمدت المؤسسات المالية الدولية (البنك العالم و صندوق النقد الدولي) بتنسيق مع منظمة اليونسكو إلى عقد قمة عالمية حول التربية بجومتيان بالطايلاند سنة 1990. حيث تم و لأول مرة إقرار "مبدأ مشاركة المجتمع المدني في تدبير الشأن التربوي" و بعد مرور عشر سنوات، عقدت قمة عالمية ثانية حول التربية بدكار خلال شهر أبريل 2000. حيث أكدت وثيقة إطار عمل دكار على ضرورة "توسيع الحوار حول السياسات التربوية بين الحكومات و المجتمع المدني نقل شركاء التربية" و أوصت قمت دكار بالعمل على " الانخراط النشيط للمجتمع المدني في صياغة و تفعيل و تتبع استراتيجيات تنمية التربية" كما اعتبرت هده القمة أن مؤسسات المجتمع المدني تلعب دور أساسيا و تقوم بثلاث وظائف كبرى: الوظيفة الخدماتية : حيث تقوم بخدمات بديلة في المجالات التي يسجل فيها غياب أو ضعف أداء الدولة الوظيفة الاقتراحية : أي المساهمة في إنتاج الأفكار و المقترحات و البدائل. الوظيفة النقدية و التعبوية : حول العديد من قضايا التنمية البشرية المستدامة و على رأسها قضايا التربية و التكوي - السياق الوطني : أ- التوجيه الحكومي في قطاع التربية و التكوين - مند 1998 و تنفيذا للالتزامات الدولية اعتمد المغرب" المقاربة التشاركية" في مجال التنمية البشرية. - كما جسدت وثيقة" التوجه الحكومي في قطاع التربية و التكوين" الصادرة في يونيو 1998: إرادة جماعية في التغيير، معتبرة أن " المجتمع بكافة مكوناته- من جماعات محلية و جماعات مهنية و ثقافية ، و منظمات غير حكومية و جماعات أولياء التلاميذ و غيرها- مدعو للمشاركة بشكل فعال في دعم البرنامج الحكومي في مختلف مجالات التربية الوطنية و التكوين" و لقد وجد هدا التوجيه ترجمته العملية في الميثاق الوطني للتربية و التكوين ب- ج.أ.أ.ت من خلال الميثاق اعتبر الميثاق في بنده 16 بأن "على الآباء و الأولياء الوعي بأن التربية ليست وقفا على المدرسة وحدها ، و بأن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي تؤثر إلى حد بعيد في تنشئة الأطفال و إعدادهم للتمدرس الناجح ، كما تؤثر في سيرورتهم الدراسية و المهنية بعد دلك . و عليهم كذلك تجاه المؤسسة المدرسية واجب العناية و المشاركة في التدبير و التقويم وفق ما تنص عليه مقتضيات الميثاق . و على جمعيات الآباء و الأولياء ، بصفة خاصة ، واجب نهج الشفافية و الديمقراطية و الجدية في التنظيم و الانتخابات و التسيير، و واجب توسيع قاعدتها التمثيلية لتكوين بحق محاورا و شريكا ذا مصداقية و مردودية في تدبير المؤسسات التربوية و تقويمها و العناية بها. و الآباء و الأولياء على الدولة و الجماعات المحلية و المدرسين و المسيرين حقوق تقابل ما لهده الأطراف من واجبات" إذن الميثاق منح ج-أ-أ-ت صفات :3 (ثلاث) - الشريك العضوي المندمج - المحاور الأساسية - المعني المباشر بمصير التلاميذ و خول لها عدة حقوق أهمها : المشاركة في تدبير و تقويم مردودية المدرسة و المنظومة التربوية بصفة عامة من خلال : - العضوية الكاملة في المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية. و انتهت هده العقوبة باهتة - العضوية الكاملة في مجالس التدبير و المجالس التربوية و مجالس الأقسام و التوجيه و الانضباط إضافة إلى العضوية في المجلس الأعلى للتعليم كمؤسسة دستورية ، (الأب الافتراضي). رابعا : مجالات تدخل جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ (الأولوية) 1- تأهيل المؤسسات التربوية :- تعزيز قدراتها و نتاجها – تحسين جودة الفضاءات و الخدمات التربوية 2- النهوض بالتعليم الأولي : - تعميم التعليم الأولي – تأمين تكافؤ الفرص 3- محاربة الهدر المدرسي : - محاربة الانقطاع عن الدراسة – تقليص نسب التكرار 4- استكمال تعميم التعليم الابتدائي بالوسط القروي: - تعميم الابتدائي – ضمان تكافؤ الفرص 5- دعم توسيع التعليم الثانوي الإعدادي بالوسط القروي : تعميم التعليم الثانوي الإعدادي ( التربية للجميع) – ضمان تكافؤ الفرص بين الفئات الاجتماعية و بين الجنسين 6- الدعم التربوي : مساعدة التلاميذ المتعثرين على تحسين مكتسباتهم التعليمية- تحسين المردودية الداخلية – تعزيز تكافؤ الفرص- محاربة الساعات الخصوصية الابتزازية. خلاصات عامة حول أداء و أثر فعل ج.أ-أ –ت : بالرغم من التطور الحاصل على المستويين الكمي و الكيفي في العمل الجمعوي للأمهات و الآباء ، و بالرغم من المكتسبات المحققة في المجالين التشريعي و التنظيمي ، فان أداء ج-أ-أ-ت لم يرق بعد عموما للمستوى المطلوب و لازال يتسم ب : - الموسمية – التركيز على الصلاحيات التقليدية : إصلاح و صيانة و ترميم المؤسسات - ضعف مؤشرات الحكامة الجيدة – ضعف الفكر الاستراتيجي - ضعف التواصل مع مكونات المجتمع المدرسي ( خاصة التلاميذ و أسرهم) - ضعف التواصل مع مكونات المحيط المباشر للمؤسسة- عدم أو ضعف إشراك المرأة في مكاتب الجمعيات - ضعف التكوين و التأهيل........الخ - ضعف المساهمة في جميع المحطات التربوية الأساسية ( الميثاق- المخطط الاستعجالي- مدرسة النجاح...) مما يجعل أثر فعل جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ محدودا و لا يرقى إلى مستوى طموحاتنا و طموحات التلاميذ و أسرهم. متطلبات تأهيل جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ: نظرا للصلاحيات القوية التي خص بها المشرع جمعيات أباء و أمهات و أولياء التلاميذ، يتعين عليها تأهيل نفسها للمشاركة الفعلية و الفاعلة في النهوض بالمدرسة و بالمنظومة التربوية بصفة عامة و دلك من خلال : - التكوين و تنمية القدرات في عدة مجالات أهمها : - التشريع المدرسي و قانون الجمعيات- التواصل الداخلي و الخارجي- التدبير المالي و المحاسبي - التسيير الإداري- التخطيط الاستراتيجي – تقنيات و منهجيات بلورة المشاريع - تقنيات و منهجيات عقد الشراكات – تقنيات تقييم النظم – تقنيات و أدوات المرافعة - البرمجة المتمحورة حول حقوق الطفل....الخ - العمل على خلق شبكات( على شكل فيدراليات محلية/ إقليمية أو جهوية ) (كفضاءات للتضامن و العمل المشترك و تبادل الرأي و التجارب و الخبرات). خاتمة : نتمنى أن يتدارك الإخوة و الأخوات هده النقائص ، لان الامر يتعلق بمصير المدرسة العمومية التي تمر بأصعب مرحلة في تاريخها، لقد علمنا أن تكلفة المخطط الاستعجالي أكثر من 46 مليار درهم ، و لا نرى لها أثرا في الواقع التعليمي المعيش. رئيس الكونفديرالية الإقليمية لرابطات و جمعيات آباء و أولياء تلاميدة نيابة وجدة انجاد