حملات لتحرير الملك العمومي بالناظور تشن السلطات المحلية بالناظور، منذ بداية الأسبوع الماضي، حملات لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين و"الفراشة" بعد هدنة استمرت طويلا، تحولت خلالها جل الفضاءات العمومية والطرقات الرئيسية إلى أسواق عشوائية مفتوحة. وأبدى ممثلو السلطة المحلية وموظفو الشرطة الإدارية حماسا غير مسبوق في الإشراف على عمليات تمشيطية تنطلق في الساعات الأولى من الصباح، استهدفت بالأساس استرجاع مساحات واسعة من الملك العمومي الخاضعة للاحتلال غير المشروع من قبل مئات من الباعة المتجولين والفراشة وأصحاب الأكشاك العشوائية غير المرخصة، أو المخالفة لشروط التراخيص الممنوحة لهم. وجندت السلطات لتحقيق هذه الغاية عناصر من القوات المساعدة والأمن العمومي المكلفين بالسير والجولان وأعوان السلطة، ولم تخل هذه الحملة من احتكاكات مباشرة مع الباعة المتجولين، كما أثار هذا التحرك غير المعهود ردود أفعال متباينة في أوساط المواطنين، بسبب الصورة التي ترسخت لديهم حول تواطؤ أو تغاضي هذه السلطات عن الظاهرة التي سبق استفحالها بسنوات عدة تداعيات ما يسمى الربيع العربي. وطالب أحد سكان حي ايشوماي، بأن تكون مثل هذه الحملات ممتدة على طول السنة، حتى تخرج عن طابعها المناسباتي، وتعبر بذلك عن إرادة حقيقية من جانب السلطات في محاربة الاحتلالات غير القانونية للشوارع والطرقات العمومية والفضاءات التي يرتادها المواطنون، خصوصا في فترات الصيف. وأكد المتحدث ذاته، أن الحي استنبت به سوق عشوائي يعرقل حركة المرور المؤدية إلى المستشفى الإقليمي، كما انتشرت على أطرافه سيارات النقل السري وعربات ثابتة وخيام تعرض فيها سلع متنوعة، دون اكتراث أصحابها بعرقلتهم للمرور وإزعاجهم للسكان في الجوار، مبررا ذلك، بعدم قيام السلطات بمهامها. ويحمل سكان عدد من الأحياء الأخرى، السلطة المحلية والمجلس البلدي مسؤولية العجز عن التصدي لهذه الظاهرة، وانشغال كل طرف بإلقاء المسؤولية على الآخر، في الوقت الذي توسعت فيه الظاهرة بعدها بعدما دخلت كلا السلطتين في خلافات محتدمة أحدثت ما يشبه القطيعة بينهما. ومن جهتهم يجد بعض الباعة المتجولين أكثر من مبرر للدفاع عن مصدر رزقهم، في ظل انحصار فرص الشغل، وظروفهم الاجتماعية القاهرة، ويلقي اغلبهم باللائمة على غياب مقاربة شمولية لمعالجة مشكلتهم، لكنهم يتفقون على أن صورة سيئة تكونت حولهم بسبب بعض الممارسات، كتعاطي بعض زملائهم للمخدرات أو عرقلتهم للسير في الطرقات العمومية. وبالمقابل، يؤكد استمرار الباعة المتجولين والفراشة في محيط الأسواق، وعلى جنبات الطرقات والفضاءات العمومية المفتوحة – حسب عضو في جمعية للتجار بالسوق المركزي – أن الجهات المعنية يجب أن تتحرك جديا للقضاء على هذه المعضلة التي خلفت آثارا كارثية على النشاط الاقتصادي بالمدينة، وفي الوقت الراهن باتت هذه الظاهرة تصنف الناظور بجانب ممارسات أخرى مدينة تكرس واقع السيبة والخروج عن القانون، على حد وصفه.