درجات الحرارة ارتفاعات قياسية مع نهاية شهر رمضان، حيث تجاوزت في مجموعة من المدن الداخلية ال48 درجة بالرغم من كون الجهات الرسمية حصرت درجاتها في 40 درجة مئوية وهي نسبة تكذبها آلات قياس الحرارة المنتشرة على امتداد المدن أمام الوكالات البنكية. ارتفاع درجات الحرارة زاد من معاناة الآلاف المصلين الذين وجدوا أنفسهم تحت لهيب شمس حارقة وهم ينتظرون إقامة صلاة العيد بعد أن اختلط الأمر على مجموعة من الأئمة حول توقيت صلاة العيد، خاصة بعد أن تمت إضافة ساعة إلى التوقيت الرسمي للمغرب صباح الإثنين الماضي والذي صادف عيد الفطر، حيث قضى مجموعة من المواطنين أزيد من ساعة تحت أشعة الشمس ينتظرون «حضور الصلاة،» وهو ما خلق حالة من الفوضى بين صفوف المصلين لدرجة أنه في بعض المساجد اضطروا إلى إقامة الصلاة من دون خطبة «لتسريح» المصلين بعد أن علت أصوات المحتجين من المصلين. معاناة المواطنين مع حرارة الصيف عشية العيد وصبيحته لم تقتصر على ساحات المساجد و«المصليات» بل شملت أيضا وسائل التنقل حيث وجد مجموعة من المسافرين أنفسهم محشورين في «صناديق حديدية متحركة!» في رحلة العودة إلى الديار لقضاء عيد الفطر مع أفراد العائلة. فبحسب شهادات مجموعة من المواطنين، فإن مجموعة من حافلات النقل عبر الطرق تفتقد إلى مكيفات الهواء، الأمر الذي حول السفر إلى قطعة من جحيم يعسر معه التنفس وجعلهم يتصببون عرقا طوال الرحلة. والمثير أن هناك مجموعة من حافلات نقل لشركات لها باع طويل في القطاع، عانى ركابها من غياب المكيفات. المسافرون الذين اختاروا القطار كوسيلة بديلة لم يكونوا أحسن حالا في كثير من المقطورات على امتداد خطوط القطارات. فأغلب المقطورات تعطلت مكيفاتها فتحولت القطارات إلى كتل لهب متحركة جعلت مجموعة من المسافرين يحتجون ويدخلون في مشاداة كلامية مع الجباة والذين فضلوا الإنزواء داخل المقصورة المخصصة لهم، تفاديا للإحراج تاركين المسافرين في مواجهة حرارة قيظ حارقة. ارتفاع درجات الحرارة خلق نوعا جديدا من التجارة، حيث عمد المواطنون إلى اقتناء «بخاخات» مملوءة بالماء إذ يعمدون إلى رش وجوههم بالماء في الشوارع. الظاهرة عرفتها مدينة وجدة بشكل لافت حيث نادرا ماتجد مارا عبر الشارع العام لايحمل البخاخ ويقوم برش وجهه بالماء. درجات الحرارة بحسب الأرصاد الجوية ستبقى مرتفعة خلال هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة المواطنين.