حسب ليا تيرهون المحررة في موقع آي آي بي ديجيتال ،عندما توفي فنان الغناء الفولكلوري ألن لوماكس في العام 2002 عن عمر ناهز 87 سنة، ترك وراءه إرثًا ثقافياً هائلاً، وأرشيفًا موسيقيًا كان قد بدأ في جمعه مع والده فنان الموسيقي الفولكلورية جون إيه. لوماكس. ويجري الآن تسجيل الموسيقى، والصور، والأفلام، والمخطوطات رقميًا أو إلكترونيًا، ويجري نشر مئات العينات منها على الموقع الإلكتروني لجمعية كالتشرال إكويتي (المساواة الثقافية)، المخصص لأعمال لوماكس. تتولى قيادة جهود الحفاظ على إرثه ابنته، أنّا لوماكس وود، رئيسة جمعية كالتشرال إكويتي (ACE). أجابت وود في مقابلة عبر البريد الالكتروني قائلة، "والدي كان يؤمن بترك نسخ عن تسجيلاته في البلدان أو المناطق التي كان قد تَّم تسجيلها فيها. كان يرغب في خلق حيّز إبداعي وجعل الموسيقى الشعبية أكثر جذبًا للناس من جميع الخلفيات. وكان يسمي ذلك اسم "المساواة الثقافية". وعلى الرغم من أنها تقول إن المهمة لا زالت تستلزم إضافة الآلاف من الساعات ، إلا أنها أكدت "إنني أساسًا سعيدة جدًا ومندهشة من أن ذلك القدر الكبير يأتي من اهتمام مؤسسة صغيرة كمؤسستنا." وأضافت "لقد كانت الاستجابة لأرشيفنا على شبكة الإنترنت جميلة جدًا." كان جون إيه. لوماكس القَّيم على أرشيف الأغاني الفلكلورية في مكتبة الكونغرس عندما أصبح ابنه ألن، الذي شبّ بالقرب من هذه المهمة التي بدأها والده حينما كان هو صبيًا يساعد والده، وأصبح مساعد مدير الأرشيف في العام 1937. وبحلول ذلك الوقت كان الأب والابن قد سجلا أكثر من 3000 أغنية. وعلى مدى عقود كان لوماكس يزور مناطق نائية في الولاياتالمتحدة ودول غيرها لتسجيل التقاليد الشعبية المهددة بالزوال. وقد تعرّض للمضايقات في الولايات الجنوبية بسبب علاقته الودية مع المزارعين المستأجرين السود الفقراء لتسجيل موسيقاهم. فقد كان مثل هذا السلوك غير مقبول بالنسبة لشخص أبيض في الجنوب الذي اتسم بالفصل العنصري في الستينات من القرن الماضي، كما يروي ذلك في كتابه "الأرض حيث بدأت موسيقى البلوز(الشجن)". أصبح أرشيف جمعية إيه سي إي متوفرًا على الإنترنت في أوائل العام 2012، بعد وقت قصير من إصدار مكتبة الكونغرس "مجموعة ألن لوماكس من مركز الحياة الفولكلورية الأميركية"، وهي مجموعة رقمية أو إلكترونية يمكن استنساخها وتضم 16 تسجيلا من تسجيلاته الميدانية. بدأ لوماكس مشروع صندوق الموسيقي العالمي في الثمانينات من القرن العشرين. وكانت رؤيته تتمثل في تمكين جميع الناس من الوصول بكل حرية مجانًا إلى الموسيقى، والرقص، والتاريخ الشفوي الشعبي التقليدي. نموذج الأفكار الأولية حول المشروع موجودة بين أوراقه التي تحتفظ بها مكتبة الكونغرس، والتي تستحوذ على معظم أرشيف لوماكس. قال لوماكس في العام 1960، كما نُقل عنه في الأرشيف الجغرافي للوماكس على موقع منظمة إيه سي إي على الإنترنت، "لا يزال علينا أن نتعلم كيف يمكننا أن نضع تكنولوجيا الاتصالات الجماهيرية الرائعة التي لدينا في خدمة كل فرع من فروع الأسرة الإنسانية". وقد جعلت التكنولوجيا الحديثة في التسجيل والتخزين هدف لوماكس ممكنًا في أن يُتاح للجميع فرصة الاطلاع والحصول على الموسيقى الشعبية التقليدية. يقدم الأرشيف الجغرافي عينات من الموسيقى الشعبية من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى مثل: بريطانيا، وفرنسا، وأيرلندا، والبرتغال، وإسبانيا، وروسيا، وتركمانستان، وكازاخستان وغيرها من دول آسيا الوسطى؛ وكذلك من المغرب، ومن جزر البهاما وصولا إلى ترينيداد وتوباغو في منطقة البحر الكاريبي. وقد أصبح بالإمكان مقارنة الأغنيات المثيرة للذكريات العميقة من مختلف الثقافات المتنوعة. وبفضل إعادة التسجيل الرقمي لها، فإن نوعية الموسيقى قد أصبحت ممتازة. تشكل المقابلات مع الفنانين مصادر غنية لجميع المهتمين بالتقاليد الشعبية. وهناك آلاف الصور التي توثق المواضيع العديدة للوماكس. أثرت تسجيلات لوماكس بموسيقى فناني البلوز السود إلى أقصى حد في مؤلفي الموسيقى الشعبية وموسيقى الروك في القرن العشرين. وكان المغني والموسيقي ليد بيلي من بين الموسيقيين الذين سجل لهم كل من جون وألن لوماكس في سجون الجنوب خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. كما سجل ألن لوماكس أغاني فريد ماكدويل (الشهير باسم مسيسيبي) وأغاني مادي ووترز قبل وقت طويل من اتخاذ أعضاء فرقة الرولينغ ستوتز اسمهم من أغنية لمادي واترز ودمجوا عناصر من موسيقاه في الموسيقى الخاصة بهم. وأغنية "هاوس أوف ذي رايزينغ صن" (بيت الشمس المشرقة) هي من بين العديد من النغمات الشعبية التقليدية التي حققت نجاحا تجاريا في نسخة الروك المأخوذة منها، والتي سجلها لأول مرة لوماكس في أكواخ متواضعة خلال فترة الكساد الكبير. سجل لوماكس على نطاق واسع أغاني عبقري الموسيقى الشعبية وودي غوثري، التي اشتهرت أغنيته "ذيس لاند إيز يور لاند" (هذه الأرض أرضك) في جميع أنحاء العالم. وكان ألن لوماكس يخشى من أن التسويق وتوحيد المعايير الموسيقية قد يمحي ذاكرة التناغمات المعقدة للتقاليد الشعبية الأفريقية، التي كانت تُنقل شفويًا. ولهذه الغاية، وضع برنامجا لنشر تلك الموسيقى واستعادتها وهو ما تواصل عمله جمعية إيه سي إي "من أجل ربط التقاليد الأقدم وحاملي لواء هذه التقاليد مع الأجيال الشابة"، كما تقول وود. وقد تّم إنشاء أرشيفات للتسجيلات في الولاياتالمتحدة وفي مواقع للأرشيفات في الجزر البريطانية، وأيرلندا، وغوادلوب، وإيطاليا، وسانت كيتس ونيفيس، وإسبانيا، وترينيداد وتوباغو، ومن المخطط إنشاء مواقع في هيتي وجزر البهاما، كي يتمكن الناس من اكتشاف جذور موسيقاهم. تشير وود إلى أن جمعية إيه سي إي تتلقى ردود فعل تعرب عن بالغ الامتنان من جميع أنحاء العالم. كما تسجل أفلام وأشرطة فيديو لوماكس التي تتضمن الأغاني، والرقصات، والأحداث المتنوعة مثل جنازة في نيو أورلينز، واستعراضات الموسيقى الجاز، ورواة للقصص من ولاية فرجينيا، وعروض لرقص الهنود من قبيلة ياكوي من ولاية أريزونا وتحول إلى نسخ رقمية وتنشر على موقع جمعية إيه سي إي. أعربت أنّا لوماكس وود عن اعتقادها بأن والدها " سوف يكون سعيدًا للغاية بما أنجزناه، ولكنه قد يرغب في الوصول إلى شيء أبعد من هذا، كما كان يفعل دائمًا، وهذا ما جعله مثيراً لغضب البعض وعظيمًا في الوقت نفسه." انظر موقع جمعية المساواة الثقافية ( http://culturalequity.org/index.php ) (إيه سي إي) للحصول على مزيد من المعلومات. التسجيلات الموسيقية الصوتية للفلكلور المغربي التي سجلها فنان الغناء الفولكلوري الامريكي ألن لوماكس في الستينات من القرن الماضي http://research.culturalequity.org/get-audio-ix.do?ix=session&id=6&idType=collectionId&sortBy=abc