ترددت كثيرا قبل إن انشر خلاصات بحثي المتواضع حول الشذوذ الجنسي بالسجن المحلي بوجدة ، لكن في الأخير عقدت العزم على النشر و النبش في هدا الموضوع بغض النظر عن كل العواقب الممكنة. لكن ما أثلج صدري هو إن خلاصات البحث عرفت انتشارا ورواجا واسعا ، فقد تم نشرها في أزيد من 20 جريدة ورقية والكترونية ، كما تم فتح نقاش ا واسع بين مرجعيات مختلفة ، فهناك من حبذ النشر ورأى فيه خلخلة للطابوهات ، وهناك من ثمن كل المقترحات التي قدمتها لعلاج الظاهرة ، بل اعترها مساهمة في العلاج ، وهناك من اقترح العلاج النفسي ، وهناك من اقترح اللجوء إلى الدين وهناك وهناك ... الآن وبعد أن أصبحت هناك مسافة بيننا وبين تاريخ النشر ، فانه يحق لي فعلا أن اجزم بان تلك الخلاصات لم تكن صيحة في واد ، فقد تلقفها السياسي والحقوقي ورجل الدين والمصلح الاجتماعي ورجل الدولة ....الخ فقد نظمت الزيارات إلى السجون من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، والمرصد الوطني لحقوق الإنسان ، ومجموعة من البرلمانيين والبرلمانيات بعد أن كانت السجون قلاعا محصنة . والاهم من ذلك وحتى قبل صدور تقارير هده الزيارات والاطلاع عليها من لدن الرأي العام الوطني والدولي ، فقد صرحت النائبة البرلمانية فوزية الأبيض عن حزب الاتحاد الدستوري بتزايد الشذوذ الجنسي بالسجون المغربية فور خروجها من سجن عكاشة ، اعتمادا على شهادات صادمة استقتها من سجينات. إضافة إلى دلك فقد علمت من مصادر مؤكدة أن السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج قد قام بزيارة للسجن المحلي بوجدة يوم 28 ماي 2012 ، لعقد لقاءات مع المسؤولين المحليين والجهويين ، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ، ومما لا شك أن من القضايا التي حملها معه إلى الجهة واقع السجون المغربية خصوصا سجن وجدة . إنني في هدا المقال أؤكد ما قدمته من مقترحات لعلاج ظاهرة الشذوذ الجنسي في السجون المغربية ، كما أدعو الجهات المعنية إلى تنظيم مناظرة وطنية حول واقع السجون المغربية تشارك فيها الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والمؤسسات الرسمية بما فيها مؤسسة محمد السادس والفعاليات الفكرية والاجتماعية والطبية وممثلين عن السجناء الجدد والقدامى . ملحوظة لها علاقة بما سبق : أجزت الصحفيتان حكيمة احاجو وسناء بوخليص تحقيقا متكاملا بعنوان في سجوننا شدود : الإرث الثقيل لبناشم في مجلة مغرب اليوم العدد 19 من 1 إلى 7 يونيو 2012 وقد تضمن عدة شهادات صادمة حول واقع الشدود بالسجون المغربية ، كما أحال على خلاصات بحثي الميداني .