نظمت الفدرالية الجزائرية لكرة القدم كأس الجزائر في طبعتها 48، والتي فاز فيها بالكأس وفاق سطيف على فريق شباب بلوزداد، هذه المباراة حضرها كعادته الرئيس بوتفليقة والذي كان مصحوبا هذه المرة بجوزيف بلاتر رئيس الفيفا ، وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم. أما معلق القناة الجزائرية الرسمية فقد اجتهد كل الاجتهاد للتنويه بالحضور المكثف للجمهور الجزائري، كما أشاد بالانضباط والروح الرياضية ( …) التي تحلى بها مشجعي الفريقين. صحيح أن كل جنبات الملعب كانت غاصة بالمتفرجين والمشجعين، لكن الملاحظ هو ذالك الإنزال العسكري الضخم التي قامت به الطغمة العسكرية الجزائرية ، والتي حشدت الآلاف من العساكر برتبة جنود وعرفاء ( كابورالات ) وهم يلوحون بالأعلام الجزائرية والذين احتلوا أكثر من نصف مدرجات الملعب. طبعا أراد المنظمون وجنرالات الجزائر إعطاء انطباع مزيف على أن الشعب الجزائري أصبح أكثر اقتناعا بالسياسات المتبعة من طرف العسكر والأحزاب الموالية له، والدليل ها هوا لشعب يحضر هذه المباراة الوطنية ليبيض وجه بوتفليقة وشلته خاصة وأن شخصيات كروية دولية من العيار الثقيل تحضر هذا اللقاء الرياضي. لكن ما لم يعلمه جل المتتبعين هو أن المنظومة العسكرية المكونة للجيش الجزائري من الرتب الصغيرة ( جنود – كابورالات – سرجانات ) منبعها سطيف و باتنةوتبسة وبصف عامة من الجهة الشرقية للجزائر. وإذا كان بوتفليقة قد فرح لمرور هذا الحفل الكروي في ظروف سلمية حسب ما كان يصفه للمتفرجين معلق المباراة ، في وقت ابتلت جل ملاعب الجزائر، والملاعب العربية بلوثة الانفلات الأمني وتفشي الشغب … فإن استعانة المنظمين بمتفرجين جنود لم تنطلي على أحد، كما أن هؤلاء الجنود ذوي الرتب الصغيرة سوف يكافأون بترقيتهم إلى كبورالات وسرجانات، وهنا تتأكد النكتة التي يتداولها الشارع الجزائري عندما يولد مولود ذكر لشخص ما من سطيف أو تبسة … فيقولون له ” مبرُوكْ عليكْ السرجانْ ” وفي الأخير لابد من التذكير بالانقلاب الذي قاده هواري بومدين بصحبة بوتفليقة ضد الرئيس الراحل بنبلة سنة 1965 الذي كان يحضر لقاء كرويا مثل الذي حضره بوتفليقة يوم فاتح 1ماي من هذا الشهر. "المسار الصحفي"