الحكم النوني، المباراة الرجاء/الدفاع الحسني الجديدي، ما يناهز 40 ألف متفرج، طابق كروي يغري بالمشاهدة. لكن ، طريقة تحكيم النوني أفسدت اللقاء، و حولته إلى سلسلة لا متناهية من الأوراق الصفراء (8) و الحمراء (3)، مع أن المباراة عادية للغاية و الفريقان يحترمان بعضهما البعض و ليس هناك أي حسابات بينهما بل تاريخيا كانت دائما مبارتهما نموذجا للفن و الروح الرياضية. ما الذي وقع إذن؟ التفسير هو فلسفة التحكيم لدى النوني التي تقوم على التشنج و الرد على أدنى احتجاج بالورقة الصفراء و المبالغة إن لم نقل التعسف في تطبيق القانون، و بالتالي قتل المباراة في المهد حتى أنه أدنى خطأ يعاقب بورقة، حتى أن لاعبا كلاطير المعروف بهدوئه فقد صوابه، و كرسي احتياط الرجاء المعروف هو أيضا برزانته فقد صوابه أمام قطع الامتياز في عدة حالات أمام استغراب الجميع، و لم يكتف الحكم بمعاقبة الأفعال بل زاد عنها بمعاقبة الأقوال و سارع في إخراج الورقة الحمراء للاعب الرجاء مسلوب و النتيجة هي أن لقاء كان واعدا و عاديا وتحول إلى مباراة استثنائية، مخيبة للآمال، وزعت فيها من الأوراق ما يفوق بكثير ما عرفته مباراة الرجاء و فاق سطيف الجزائري رغم حساسيتها و أهميتها الجهوية و الدولية. فإلى متى ستستمر حالة التحكيم لدينا على هذه الصورة الباهتة و الفجة التي تنفر الجمهور من الملاعب و تقتل الحماس و الإبداع لدى اللاعبين!.