يؤمن الأمريكي النموذجي بالله (92 بالمائة)، وبمعايير مطلقة تحدد الصواب والخطأ (78 بالمائة) ويصلي مرة في الأسبوع على الأقل (75 بالمائة)، ويؤمن بالحياة الآخرة (64 بالمائة)، ويؤمن بأن الكتب المقدسة موحى بها من الله (63 بالمائة). ولكن ذلك الأمريكي النموذجي الذي يمثل الأمريكيين الآخرين متسامح أيضا إزاء ما يؤمن به الآخرون وهو، بشكل ملفت للنظر، غير متصلب في مذهبه من حيث أنه لا يعتبر دينه السبيل الوحيد الى الخلاص ولا يعتبره الدين الوحيد المنطوي على الحقيقة. وقد ظهرت هذه النتائج في دراسة جديدة أجراها منتدى بيو "بيو فورم" لشؤون الدين والحياة العامة. وكان منتدى بيو قد تعهد، لدى إصداره دراسته المسحية "مشهد الساحة الدينية في الولاياتالمتحدة" في شهر فبراير الماضي حول تركيبة المجتمع الأمريكي الدينية والتي اعتبرت حدثا مهما جدا، بإصدار تحليل ثان، بناء على نفس الدراسة الاستطلاعية، يتناول المعتقدات والممارسات الدينية الأمريكية بالاضافة الى مواقف كل من المؤمنين وغير المؤمنين الاجتماعية والسياسية. وقد اعتبر أكثر من ثلاثة أرباع الذين تم استطلاع آرائهم أنفسهم مسيحيين، في حين صنف 5 في المائة أنفسهم كأتباع ديانات أخرى. وهناك عدد متزايد من الأمريكيين الراشدين 1 (في المائة) الذين لا ينتمون الى أي جماعة دينية محددة. ويهجر أكثر من 28 بالمائة من الأمريكيين الراشدين الدين الذي كانوا ينتمون اليه في طفولتهم لاعتناق دين آخر، أو لعدم الانتماء الى أي دين. وقال 70 بالمائة من الأمريكيين الذين اعتبروا أنفسهم منتمين الى مذهب ديني محدد، بمن فيهم أغلبية كبيرة من البروتستانت والكاثوليك والأرثوذوكس والمسلمين والبوذيين والهندوكيين واليهود، إن الكثير من الأديان يمكن أن تؤدي الى الحياة الأبدية. ولم يكن المؤمنون بهذا الاعتقاد أقلية إلا بين المورمون (39 المائة) وشهود يهوه (16 بالمائة). وأشارت مؤسسة بيو، وهي مؤسسة أبحاث غير حزبية الى أن أتباع هذين المذهبين يشكلون 2.4 بالمائة فقط من مجمل عدد سكان الولاياتالمتحدة. وقالت أغلبية ساحقة من الأمريكيين (68 بالمائة) الذين استطلعت آراؤهم ممن ينتمون الى دين معين إن هناك أكثر من طريقة واحدة صحيحة لتفسير تعاليم دينهم، وقد قالت ذلك أغلبية كبيرة من البروتستانت والكاثوليك والأرثوذوكس والمسلمين والبوذيين والهندوكيين واليهود. وكان المذهبان الوحيدان اللذان لم توافق أغلبية من أتباعهما على أن هناك أكثر من تفسير واحد للتعاليم الدينية المورمون (43 بالمائة) وشهود يهوه (18 بالمائة)، وتوصلت الدراسة الى أن القسم الأكبر (41 بالمائة) من الأمريكيين غير المنتمين الى أي جماعة دينية محددة يقول رغم ذلك إن للدين أهمية الى حد ما على الأقل في حياته والى أن حوالي 70 بالمائة منهم تؤمن بالله. كما خلصت الدراسة الى أن الأمريكيين غير المنتمين الى مجموعة دينية محددة هم على الأرجح علمانيون في نظرتهم الى الأمور ولديهم آراء سياسية ليبرالية، في حين أن أولئك الذين يمارسون الصلاة الجماعية في أماكن عبادتهم بشكل منتظم ولديهم آراء دينية تقليدية هم على الأرجح محافظون في آرائهم السياسية. ووجدت الدراسة أيضا أن أقل من أغلبية المنتمين الى جماعة دينية محددة (44 بالمائة) تعتقد أنه ينبغي على دينهم المحافظة على المعتقدات والممارسات والشعائر التقليدية، في حين يعتقد ثلثهم (35 بالمائة) بأنه ينبغي على دينهم التكيف مع الظروف الجديدة، ويعتقد ثمنهم (12 بالمائة) بأنه ينبغي على دينهم تبني المعتقدات والممارسات الحديثة ولكن الدراسة وجدت أن أغلبية البروتستانت من أتباع الطوائف الرئيسية والكاثوليك واليهود والمسلمين والهندوسيين والبوذيين تعتقد بأن على ديانتها التكيف مع الظروف الجديدة أو تبني المعتقدات والممارسات الحديثة. ومما توصلت اليه الدراسة أن الأمريكيين لا يؤمنون فقط بالحياة بعد الموت؛ وإنما يؤمنون أيضا بالجنة (74 بالمائة) وبالجحيم أو جهنم (59 بالمائة) وبالقوى والظواهر فوق الطبيعية (79 بالمائة). واعتبرت أقلية كبيرة لا يستهان بها (42 بالمائة)، خاصة من المورمون وشهود يهوه والبروتستانت الإنجيليين الثقافة الشعبية تهديدا لقيمها. ولعل أفضل وصف للانتماء الديني عند سكان الولاياتالمتحدة هو أنه "متنوع وشديد التميع" "أي غير مستقر" وذلك طبقا لنفس استطلاع "منتدى بيو" حول الدين والحياة العامة. واستفتت دراسة المجتمع الديني في الولاياتالمتحدة أكثر من 35.500 شخص من الراشدين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق، ويعيشون في الولاياتالمتحدة. وقد أجري الاستطلاع هاتفيا في سنة 2007 وتم توجيه الأسئلة باللغتين الإنجليزية والاسبانية. وكان الهدف من الاستطلاع هو معرفة التكوين والتركيبة الدينية للمجتمع الأمريكي، لا من حيث حجم الجماعات والطوائف الدينية المختلفة، بما فيها أصغرها حجما وحسب، وإنما لمعرفة الخصائص الديموغرافية السكانية والاجتماعية والقيم السياسية والممارسات الدينية وتغير الانتماءات الدينية. يتبع إعداد: عبد الرحيم باريج (بيان اليوم:17 09 2009) .............................................. الصورة لاحدى الكنائس الامريكية