وقعت في نهاية شهر غشت 2009 بمدينة بوعرفة -كما أشرت في مراسلة سابقة- جريمة قتل بشعة راح ضحيتها المدعو قيد حياته الطيب الطويل البالغ 74 سنة من العمر ، وكل المعطيات التي أمدتنا بها أسرة الضحية تؤكد انه تعرض للضرب بأداة حادة قبل شنقه بحزام جلدي لكتم أنفاسه والى الأبد . لقد حضرت الشرطة القضائية آنذاك إلى بمنزله الكائن بحي الطوبة ، وعاينت الضحية الذي بذات جثته تتعفن ، كما قامت بجمع عينات من الأشياء التي وجدت بمسرح الجريمة، و أخذت البصمات لعرضها على الشرطة العلمية بالرباط ، كما أجريت تحقيقات مع المحيط العائلي للقتيل ومعارفه والمتعاملين معه ..... بيد انه لحد كتابة هده الأسطر لازالت الجريمة لغزا محيرا ، ولازال الجهاز الأمني لم يتمكن من الإيقاع بالجاني أو الجناة ، وهذا ما يثير قلق أسرته التي تخشى أن تذهب روحه هذرا . كما أن هذه الجريمة أصبحت هي الشغل الشاغل لسكان مدينة بوعرفة في كل المنتديات ، لأسباب عديدة : أولا : لان المدينة تتميز بالأمن والهدوء ولا تقع فيها الجرائم بما فيها جريمة القتل إلا ناذرا . ثانيا : لأنه في حال عدم توقيف المجرم أو المجرمين فان ذلك سيزيد من انتشار الخوف وعدم الاطمئنان . شخصيا اعتقد وبشكل جازم لا يدع أي مجال للشك ، أن القتل تم بدوافع السرقة ، بدليل ان أموالا كثيرة نهبت من القتيل كان قد راكمها بعد عمليات بيع متعددة للأغنام بهدف شراء منزل جديد . فمن القاتل إذن ؟ هل هو من الأقرباء المقربين ؟ هل هو من الشركاء الذين كان يتعامل معهم تجاريا ؟ هل هو من المدينين للقتيل خاصة وان هذا الأخير معروف بقرضه الأموال لكل من يقصده من المعارف و الأصدقاء ؟ هل القاتل من خارج المدينة نفذ الجريمة بنجاح فغادر دون أن يترك أدلة لإيقافه ؟ هل القاتل واحد أم له شركاء ؟ لماذا لم تتوصل الشرطة ببوعرفة إلى القاتل ؟ هل لكونها لم تتعود على مثل هذه الجريمة وبالتالي تنقصها الخبرة والكفاءة ؟ هل جهاز الأمن ببوعرفة تنقصه الموارد البشرية المؤهلة والمدربة في علم الإجرام ؟ هل حضرت فرقة من الشرطة العلمية لبوعرفة للمساعدة في فك لغز الجريمة ؟ هل الشرطة العلمية بالفعل قادرة على المطابقة بين البصمات ومعرفة القاتل أم أن اخذ البصمات ما هي إلى عملية شكلية للإيهام ؟ هذه هي الأسئلة التي باتت تؤرق سكان بوعرفة , وهي أسئلة مشروعة سنستمر في طرحها كل مرة بصيغ متنوعة ، إلى أن يظهر المجرم أو المجرمون الذين جردوا الطيب الطويل من حقه في الحياة بعد سلب ممتلكاته ( لان الروح عزيزة عند الله ) وتكرمها كل الشرائع سواء السماوية والوضعية ومواثيق حقوق الإنسان .