دعت مجموعة من أرباب المحلات التجارية بسوق «مليلية» بوجدة، الذي يعرف أشغال إعادة التشييد بعد الحريق الذي شب فيه في غشت الماضي، إلى تشكيل لجنة تقنية مختلطة، (دعوا)، إلى مراقبة هذه الأشغال، بعد حادث انهيار جزء من سقف السوق يوم الجمعة الماضي، دون أن يخلف ضحايا. وسيطرت حالة من الخوف والهلع، بعد الحادث، على التجار الذين بدؤوا يطرحون تساؤلات حول مدى سلامة هذه الأشغال، وإن كانت «العشوائية» و»الارتجالية» لا تشوب العملية برمتها. وأكدت مجموعة من تجار السوق في حديثهم ل»الصباح»، أن عملية إعادة التشييد يكتنفها اللبس والغموض، أمام «غياب أي مراقبة من طرف المصالح التقنية التابعة للجماعة الحضرية لوجدة، حسب ما هو منصوص عليه في اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجماعة الحضرية وجمعية تجار سوق مليلية وباقي الأطراف المتدخلة في الموضوع». وعلمت «الصباح»، أن رئيس الجماعة الحضرية لوجدة، قام بوقف أشغال البناء بالسوق لمدة ثلاثة أيام، إلى حين تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع، في حين تهرب المجلس الجماعي من مسؤوليته على عملية إعادة التشييد، من خلال تأكيد المهندس البلدي، على أن المقاول المكلف بالبناء هو الذي يتحمل المسؤولية، مبررا ذلك بأن لا دخل للجماعة الحضرية في عملية اختيار المقاول، وأن دورها ينحصر في التتبع والمراقبة. وجاءت عملية إعادة تشييد السوق المذكور، في إطار المجهودات التي بذلتها مصالح الولاية والمجلس بشراكة مع جمعية التجار من أجل احتواء الوضع وتفادي انفجار أي قنبلة اجتماعية بمدينة الألف سنة، وتم تسويغ هذا التحرك في إطار المبادرات الهادفة إلى تجاوز كارثة الحريق والعواقب الوخيمة التي خلفها، بعد أن رفض التجار العروض المقدمة لهم في البداية بخصوص هدم وإعادة بناء السوق من جديد وفق مواصفات حديثة، ليرسو الاتفاق الأخير على إعادة بناء تجار سوق مليلية لمحلاتهم بأنفسهم على أن تقوم الجماعة بمواكبتهم عن طريق الأشغال العامة التكميلية لإعادة بناء السوق. واشترط على جمعية تجار سوق «مليلية» بضمان قيام تجار السوق بهدم وإعادة بناء محلاتهم على نفقتهم الخاصة، مع التعهد بوضع التجهيزات الداخلية (داخل المحلات) من طرف التجار الخاصة بالكهرباء والتطهير، وكذا الالتزام بإتمام أشغال الهدم وإعادة البناء في أجل أقصاه ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على الاتفاقية، وهي المدة التي قد مرت ولم يتم الانتهاء من عملية التشييد الكامل للسوق. من جهتها التزمت الجماعة الحضرية، بالتكلف بمصاريف الدراسات التقنية والهندسة الخاصة بإعداد التصميم الديمغرافي والتصميم الهندسي، وانجاز الأشغال التي تهم المرافق الجماعية العامة للسوق، بالإضافة إلى مساهمة الجماعة في إنجاز الأشغال الباطنية المتعلقة بشبكة الماء الشروب وشبكة التطهير بتنسيق مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة. وتجدر الإشارة إلى أن الحريق الذي شب في سوق «مليلية» بوجدة، الذي كان يضم تجار الملابس والأحذية والتجهيزات المنزلية والالكترونية، سجلت معه خسائر مادية جسيمة على اعتبار أن السوق كان يضم أزيد من 1200 محلا تجاريا، ويعرف إقبالا يوميا كثيفا لسكان المدينة وزائريها لاقتناء السلع المعروضة به.