مستاؤون من إضرابات التعليم المتكررة “ أعباد الله أش من تعليم هذا، وفين غادي نديو وليداتنا، واه إضراب كلا صيمانة إيوا بزاف هاذ الشي”… ماإن أنهت«الباتول» احتجاجها وهي تجر ابنها عائدة أدراجها بعدما وجدت أبواب المدرسة مغلقة بسبب الإضراب الوطني في قطاع التعليم أول أمس الخميس حتى قاطعتها أخرى رافعة عقيرتها بالصراخ: «ألالة قبح الله الفقر، وما كون دينا وليداتنا حتى حنا للتعليم ديال الفلوس وهنينا روسنا كاع من هاذ التعليم العوج. سؤال المعاناة والاستياء والمصير المجهول للتلاميذ الذي أبداه العديد من آباء وأولياء التلاميذ أمس الخميس، جاء نتيجة اضطرار الآلاف من التلاميذ إلى العودة أدراجهم نتيجة خوض إضراب وطني لمدة 24 ساعة، والذي أعلنت عنه المنظمة الديمقراطية للتعليم المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، احتجاجا على ما أسمته حسب بلاغ لها الوضع المتردي الذي آلت إليه المنظومة التربوية وتفاقم الاختلالات البنوية وتراجع المؤشرات الكمية والنوعية في ظل البرنامج الاستعجالي. الإضرابات المتتالية التي أصبح يعرفها قطاع التعليم وفي أحيان كثيرة من قبل نقابات صغيرة لاتمثيلية لها، ما انفك ذلك يثير حفيظة وتذمر الآباء والأسر، وهو الاحتجاج الذي وقفت عليه الجريدة أمس الخميس في العديد من المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء، بعد ما عرفت العديد من المدارس تجمعات للآباء والأمهات احتجاجا على الإضرابات التي تجاوزت حدودها المعقولة. ففي مدرسة أحد الأحياء الشعبية بالمدينة لم تتررد سعيدة الأم لطفلة في السنة الثانية ابتدائي، من الاحتجاج بالقول إن الإضرابات المتكررة تشجع أبناءهم على الإهمال والتمرد وتخلق حالة من عدم الاستقرار التربوي. من جانبها قالت حليمة والدة طفل في السنة السادسة ابتدائي، إن الإضراب يؤثر في التلميذ بطريقة سلبية، نظرا للتسيب الحاصل جراء الإضراب، خصوصا وأن بعض التلاميذ في المراحل الابتدائية لاعلاقة لهم بطلبات المعلمين ولايعون أساسا هذه المطالب، مما يؤثر سلبا على مسار تنشئتهم وينعكس على الإطارين التربوي والتعليمي بشكل عام. ومن وجهة نظرها، فإن مصلحة التلميذ أولى من أي مطالب زيادة في الأجور أوغيرها وأن هذا الأمر يؤثر في البنية التعليمية ويؤدي إلى خلل في المناهج الدراسية. عبد القادر أب لتلميذ في القسم الخامس هو الآخر أدلى بدلوه بالقول، إن الإضراب يدفع بشكل كبير تلاميذ الابتدائي ومرحلةالإعدادي، خاصة من الذكور إلى التمرد والغياب عن المدرسة والإهمال في الانتظام في الدوام المدرسي، الأمر الذي سيشكل خللا إضافيا على كاهل الوزارة والتي هي في غنى عنه الآن، إضافة إلى الخلل الذي سيقع على كاهل الأسرة جراء هذه الإضرابات التي ستسبب كثيرا من المشاكل،خصوصا لدى الأمهات العاملات . سؤال المعاناة والمصير المجهول لأبنائها الذي عبرت عنه عينة من آباء وأولياء التلاميذ في العديد من المؤسسات التعليمية نقلته الجريدة إلى فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ ، التي عبرت على لسان أحد مسؤوليها عن الأسف العميق الذي آلت إليه المدرسة العمومية من هدر حقيقي للزمن الدراسي للمتعلمين والمتعلمات، بفعل الاحتقان الذي تشهده الساحة التعليمية، وأضاف المسؤول «أن الفيدرالية وبالرغم من تفهمها للمطالب المشروعة والمعقولة لرجال ونساء التعليم، فإنها بالموازاة مع ذلك تعلن عن رفضها لاتخاذ المتعلمين والمتعلمات رهائن في النزاعات الاجتماعية. وأنهى المسؤول كلامه بالرجاء من الدولة والفرقاء الاجتماعيين وضع مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار.