رسالة من صاحب الجلالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يستقبل سعد الدين العثماني العثماني: الأولوية لتجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات الجزائر مستعدة لدفع عجلة التعاون "إلى أقصى الحدود" أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، أنه أبلغ الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، رسالة من جلالة الملك محمد السادس، تتعلق بالعلاقات بين البلدين . وقال العثماني، في تصريح للصحافة المغربية في أعقاب الاستقبال، الذي خصه به الرئيس الجزائري، "أبلغت الرئيس الجزائري رسالة من جلالة الملك محمد السادس تتعلق بالعلاقات بين البلدين، كما أبلغته تحيات خاصة من جلالته، ومن جانبه كلفني الرئيس بوتفليقة بنقل تحية خاصة وتقدير لجلالة الملك". وكان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، استقبل، صباح الثلاثاء المنصرم، بإقامة جنان المفتي بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، سعد الدين العثماني الذي كان مرفوقا، خلال هذا الاستقبال، بسفير المغرب في الجزائر، عبد الله بلقزيز. وجرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية الجزائري، مراد مدلسي. وتندرج هذه الزيارة، الأولى من نوعها للعثماني، على رأس وفد مهم من الوزارة، للجزائر، في إطار "توطيد مسلسل اللقاءات والمشاورات التي بدأها البلدان من أجل الدفع بعلاقاتهما إلى مستوى طموحات الشعبين الشقيقين". وكان العثماني، الذي حل الاثنين، بالجزائر، في زيارة تستغرق يومين، أجرى مباحثات مع نظيره الجزائري، أكدا خلالها عزم البلدين على إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغربية الجزائرية، وتفعيل مؤسسات وهياكل الاتحاد المغاربي. وسبق وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني الاثنين الماضي، بالجزائر العاصمة، أن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات المغربية الجزائرية في مختلف المجالات يمثل أولوية قصوى بالنسبة للمغرب.وقال في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الجزائري، مراد مدلسي، في أعقاب مباحثات بين الجانبين، "إن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، وفي جميع المجالات، بين المغرب والجزائر، يمثل أولوية الأولويات بالنسبة لنا". وبعد أن سجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن العلاقات بين الشعبين والبلدين "أكثر من استثنائية"، خاصة على المستويات التاريخية والحضارية والثقافية، اعتبر أنه من الواجب التاريخي بالنسبة للبلدين العمل على تطوير علاقاتهما في مختلف المجالات، وتجسيد تطلعات الشعبين لتحقيق التقدم والازدهار وبناء مستقبل أفضل.وأضاف أن المغرب والجزائر "يمكنهما، من خلال تطوير علاقاتهما، الاضطلاع بدور أساسي، كفاعلين رئيسيين، على المستوى المغاربي والعربي والإسلامي والإفريقي والدولي"، منوها، بالمناسبة، ب"الاهتمام الكبير" الذي أولته السلطات الجزائرية لهذه الزيارة الرسمية إلى الجزائر.من جهة أخرى، أشار العثماني إلى أن مباحثاته مع مدلسي تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون المغاربي.وبعد أن أكد الإرادة، التي تحذو الجانبين لإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتهما الثنائية، قال إنه سيجري، في هذا الصدد، وضع برنامج عمل مدقق يلتزم به الطرفان. وبحث الوزيران عدة مقترحات منها تنويع أوجه التعاون وتقييمها على مستوى القطاعات، التي كانت موضوع لقاءات بين البلدين، على غرار الفلاحة والطاقة والشباب.أما بخصوص القطاعات التي لم تكن بعد موضع لقاءات، مثل التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والإعلام، فأكد الوزير ضرورة الانكباب عليها. واقترح الطرفان، أيضا، تشجيع لقاءات بين رجال الأعمال والمقاولات، والبرلمانيين، وجمعيات المجتمع المدني، بهدف ربط جسور ثابتة للتعاون وتبادل التجارب والخبرات. وبالنسبة إلى آليات التعاون، قال العثماني إن الطرفين اقترحا عقد اجتماع كل ستة أشهر لوزيري خارجية البلدين، لتقييم ما جرى إنجازه في إطار ما اتفق عليه، فضلا عن وضع برامج جديدة. وعلى المستوى المغاربي، اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتعاون لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته. وكان قد أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، بدوره في الاثنين الماضي بالجزائر العاصمة، استعداد بلاده لدفع عجلة التعاون مع المغرب "إلى أقصى الحدود" في مختلف المجالات.وقال مدلسي، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، في أعقاب مباحثات بين الجانبين، "نحن على استعداد في الجزائر لدفع عجلة هذا التعاون (مع المغرب) إلى أقصى الحدود".وأضاف أن سنة 2011 شهدت "مبادرات وزيارات واتفاقيات مفيدة في عدد من القطاعات، التي ينبغي تجسيد البعض منها ميدانيا"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى قطاعات الطاقة والمياه والفلاحة والصيد البحري والشباب والرياضة. وقال إن الطرفين اتفقا بالمناسبة على توسيع حلقة التعاون لتشمل قطاعات أخرى، لاسيما التعليم والتكوين والبحث العلمي. من جهة أخرى، أعرب الوزير عن "ارتياحه الكبير" لزيارة نظيره المغربي للجزائر، التي قال إنها "تأتي في إطار التعاون الثنائي".وبخصوص المغرب العربي، أكد مدلسي أن التغيرات والتحولات التي شهدتها المنطقة تحث على العمل سويا لتفعيل مؤسسات الاتحاد. وقال مدلسي، مخاطبا نظيره المغربي، "إن زيارتكم تأتي في سياق التحولات والتطورات التي شهدتها منطقة المغرب العربي، ما يحثنا على العمل سويا لتفعيل مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي، وتكريس الاندماج الاقتصادي بين بلدانه".وأبرز وزير الخارجية الجزائري أهمية العمل على جعل الاتحاد المغاربي "شريكا إقليميا فاعلا ومحاورا لباقي التكتلات الجهوية، خصوصا الاتحاد الأوروبي".