يشكل إغلاق الحدود الجزائرية مع المغرب عنوانا كبيرا للخلاف المتواصل بين البلدين الجارين.وكانت الجزائر قد قررت إغلاق حدودها البرية مع المغرب في غشت 1994 بعد قرار المغرب فرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف فندق أطلس أسني بمراكش،ومنذ ذلك الوقت فشلت كل الجهود لإعادة فتح الحدود بين البلدين، ورفضت الجزائر مرارا كل المبادرات المغربية في هذا الاتجاه. وفي فبراير سنة 2008 تجددت الآمال بإمكانية العدول عن هذا القرا بعد أن فتحت الحدود بين البلدين 2008 للسماح بعبور قافلة تضامنية مع سكان غزة قادمة من المغرب ترأسها البرلماني البريطاني جورج غالاوي ، غير أن هذه الآمال سرعان ما تبخرت ويرى عدد من المتتبعين للشأن المغاربي أن التطورات التي عرفتها المنطقة مؤخرا قد تشكل عاملا مساعدا أمام إذابة الجليد بين البلدين أكبر بلدين في المغرب العربي وهو ما من شأنه أن يعطي ديناميكية جديدة لاتحاد الدول الخمس المعطل منذ سنوات عديدة. وقد تعددت الإشارات والرسائل المتبادلة بين الطرفين في الآونة الأخيرة، مما خلق أجواء متفائلة، ينتظر الرأي العام في البلدين، وعموم دول المغرب العربي أن تسهم في إعادة أحياء اتحاد المغرب العربي الذي شدد المغرب على أعلى من مستوى أن خيار استراتيجي بالنسبة إلى الرباط وكان جلالة الملك قد أكد في خطاب المسيرة نونبر الماضي استعداد الرباط سواء على الصعيد الثنائي وخاصة مع الجزائر التي وصفها ب «الشقيقة» أو على المستوى الإقليمي إلى انبثاق نظام مغاربي جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة. من جهته أوضح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريحات في الاونة الاخيرة بدت صدى لخطاب جلالة الملك، ان اغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب «لم يكن ابدا قرارا لا رجعة فيه» وان «المصالحة مع المغرب ستتعزز»، مؤكدا على أن وزراء خارجية بلدان الاتحاد المغاربي سيجتمعون، الشهر المقبل، بالمغرب، مبرزا أن «التغييرات التي شهدتها تونس وليبيا وبلدان عربية أخرى، لا يمكن إلا أن تشجعنا على تسريع بناء اتحاد المغرب العربي». ولم يفت المراقبين الإشارة إلى، رسالة التهنئة التي وجهتها الجزائر إلى المغرب على النجاح الذي حققه في انتخابات 25 نونبر، واصفة هذه الانتخابات ب «المرحلة المهمة لتعزيز الديمقراطية» إشارة أخرى مشجعة، تمثلت في توقيع البلدين، بالجزائر العاصمة يوم الأربعاء 23 نونبر، العديد من اتفاقيات التعاون في المجال الفلاحي. وبرأى أستاذ العلوم السياسية في الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي فإن مشكلة الحدود البرية المغلقة، قد بدأت تجد طريقها للحل، وتوقع أن يتم التوصل إلى قرار بإنهاء هذه المشكلة بعد الانتخابات التشريعية المرتقبة في الجزائر في ماي القادم. وإذا كانت هذه إشارات مشجعة وتبعث على التفاؤل، مع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية إلى الجزائر، إلا أن إشارات أخرى تعيد هذا الملف إلى نقطة الصفر.. فقد كان متوقعا أن يتم فتح الحدود أمام المشاركين في الدورة ال23 لسباق الدراجات المزمع تنظيمها مابين 23 مارس و1 أبريل المقبلين والتى تتضمن محطة توجد بالجزائر بمنطقة «مغنية» الحدودية، في خطوة أولى لفتحها بصفة نهائية، لكن، وقبل 24 ساعة من زيارة العثماني، أعلنت الجزائر رفضها لهذه المبادرة. ونقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية أمس الأحد، عن مصادر مسؤولة بوزارة الشباب والرياضة الجزائرية قولها: إن الوزير الأول أحمد أويحيى خاطب وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار يخطره برفض الجزائر فتح الحدود الغربية المغلقة منذ العام 1994 في وجه التظاهرة الرياضية التي أدرجت فيها المملكة المغربية ولاية «مغنية» الجزائرية ضمن محطاتها.