الأمن الاستباقي رهان الاستعدادات الأمنية لرأس السنة والترتيبات الأمنية تحتاج إلى تفهم وتجاوب المواطنين لأنها تروم بالأساس ضمان الأمن وحماية ممتلكاتهم تتزامن احتفالات أعياد الميلاد هذه السنة مع انشغال المغاربة بالسياسة ومآل مشاورات تعيين الحكومة الجديدة، منصرفين ذهنيا عن صخب الاحتفال الذي دأب العديد على التحضير له أسابيع قبل حلول هذه المناسبة. لكن هذا الفتور الظاهر في تعاطي المغاربة مع احتفالات أعياد الميلاد، لا ينطبق على مصالح الأمن، التي تظهر المؤشرات على أرض الواقع أنها حشدت كل إمكانياتها البشرية والمادية لتأمين مرور هذه المناسبة في أجواء آمنة، رافعة درجة التأهب إلى حدودها القصوى. التحضيرات الأمنية بمناسبة هذه الاحتفالات، أن الترتيبات المعتمدة لا تخرج عن المقاربة الأمنية المعتادة، مع بعض الاستثناءات التي تراعي الاحتفالات التي تتزامن وأعياد رأس السنة، التي تعرف تجمعات أكثر للمواطنين، وتوافدا على المؤسسات السياحية والفندقية، وحضورا وازنا لشخصيات سياسية ورياضية وفنية من مختلف العالم، وهو ما يتطلب تعزيزا للمنظومة الأمنية بهدف توفير الأجواء الآمنة للاحتفال. وتمت معاينة أواخر الشهر الجاري، إرهاصات أولية لهذه المقاربة الأمنية، إذ لوحظ انتشار مكثف لدوريات الأمن في جنبات المحطات الطرقية ومحطات القطارات، ووجود سيارات أمنية ثابتة في محيط المؤسسات الفندقية والسياحية، فضلا عن تعزيز نقط المراقبة في مداخل ومخارج المدن، وانتشار دوريات الأمن في المدارات والمحاور الطرقية الكبيرة وأيضا مراقبة مدى سلامة الكاميرات المثبتة في الشوارع والمعابد وغيرها من المناطق الحساسة. لكن من المعطيات الجديدة المسجلة هذه السنة نشر دوريات للكلاب البوليسية في عدد من النقط الحساسة، خاصة في مدن مراكش وأكادير وفاس وطنجة، ودوريات لشرطة الخيالة بشكل يوحي أن هناك حرصا للمصالح الأمنية على ضمان حضورها المكثف في الشارع. في سياق متصل، علم أن الاستعدادات الأمنية المعتمدة هذه السنة تراهن على الجانب الاستباقي، إذ تم التركيز على التدخلات القبلية لمصالح الشرطة القضائية بهدف توقيف الأشخاص المبحوث عنهم، وضبط مروجي الخمور بدون ترخيص وكذا المخدرات، آخذا بعين الاعتبار أن هذا النوع من الجرائم يكون مصدرا لعدد من الحوادث الإجرامية، ويزداد خطورة خلال احتفالات أعياد السنة الميلادية. وبعض الترتيبات الأمنية التي يتم اعتمادها بهذه المناسبة، تحتاج إلى تفهم وتجاوب من قبل المواطنين، لأنها تروم بالأساس ضمان الأمن وحماية ممتلكاتهم، وتم التأكيد على المنع المؤقت لتوقيف السيارات والمركبات في بعض الشوارع والأزقة تحسبا لأي طارئ، فضلا عن منع الشاحنات الكبرى والمحملة بمواد قابلة للاحتراق من السير داخل المدن وفي محيط الأماكن التي تعرف تجمعات بشرية، علاوة على إعمال بعض إجراءات التفتيش في مداخل المحلات المأهولة بالمواطنين الذي يحضرون للاحتفال، وهي إجراءات وقتية تنتهي بانتهاء الاحتفالات. ونفت المصادر أن تكون هذه التحضيرات استثنائية أو خارجة عن المعتاد، موضحة أن مصالح الأمن تعمد إلى تشديد المراقبة ورفع درجة التأهب كل سنة، من منطلق أن الاحتفالات تعرف توافد عدد أكبر من مواطنين، وارتيادهم للمحلات السياحية والفندقية، وحركية سير دؤوبة، وحلول أفواج كبيرة من السياح الأجانب، الأمر الذي يفرض ملاءمة الإستراتيجية الأمنية مع هذه المستجدات. وفي هذا الصدد، علم أن مصالح الأمن عززت نقط المراقبة في مداخل المدن والمناطق الحضرية ،وفعلّت غالبية مراكز القرب الموجودة بالأحياء السكنية وفي محيط المؤسسات الفندقية بجميع المناطق الامنية التابعة لولاية أمن وجدة.