اختُتم مؤتمر "فكر 10" الذي انعقد في دبي تحت عنوان "ماذا بعد الربيع؟"، أخيرا، بتوزيع جوائز الإبداع العربي في دورتها الخامسة، بحضور صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، الذي وجّه التهنئة للفائزين بالجائزة، ووجّه الشكر لكلّ من أسهم في المؤتمر ولكلّ من حضر. وقد تسلّم الفائزون جوائزهم التي تبلغ قيمة كلّ منها 50 ألف دولار أمريكي، فضلاً عن درع تكريمي وبراءة الجائزة. وتسلّم كلّ من أستاذ المياه والتربة وفيزيولوجيا النبات في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور أنور منير البطيخي من الأردن، وأستاذ الطاقة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور يوسف سلامة النجار من الأردن، جائزتهما مناصفةً نظراً لمساهماتهما المتميّزة في النشر العلمي ومشاريع التنمية المحلية في محوريّ المياه والطاقة التي وصلت إلى حدود 100 مقال علمي في دوريات إقليمية وعالمية محكّمة تتمتع بالمصداقية العلمية. وتسلّم جائزة الإبداع التقني أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات العربية المتّحدة في العين الدكتور يوسف سعد الحايك من الأردن، وذلك لمساهمته المبنيّة بشكل واضح على خبرات علمية بحثية نظرية وعملية في التكنولوجيا الحيوية وتطبيقاتها في الصحة العامة والطبّ، وقد تكرّس ذلك بثماني براءات اختراع عالمية. وتسلّمت الكاتبة جورية طلعت فواز من لبنان جائزة الإبداع المجتمعي عن دراستها الميدانية التي أعدّتها في موضوع “صدمة الحرب.. آثارها النفسية والتربوية في الأطفال”، وهي الدراسة التي اعتبرت بحثاً علمياً جديداً في موضوعه، اعتمد على دراسة ميدانية تتعامل مع الأطفال، وعكس جهداً متميزاً في معالجة هذا الموضوع من خلال دراسة الحرب في لبنان العام 2006 وبحث وتحليل الآثار والانعكاسات النفسية والتربوية لصدمة الحرب على الأطفال. وتسلّم الأديب والشاعر حسن عبدالله من لبنان جائزة الإبداع الأدبي (في حقل أدب الطفل) لتجربته الطويلة التي تمتد لأكثر من ثلاثين سنة، ولتكريسه معظم إنتاجه الأدبي للأطفال والفتيان، من القصة الطفلية القصيرة، والقصائد الرقيقة، والأناشيد ذات الأداء الشعري المتنوّع: “تعليمي، ومعرفي مهني، وإبداعي عام”، كما استلهم التراث العربي، مرسّخاً قيماً وشخصيات ومواقف في ذهن الناشئة وسلوكهم على أرضية تربوية إنسانية. وتسلّم جواد الأسدي من العراق جائزة الإبداع الفنّي (في حقل المسرح)، وهو مخرج مسرحي ذو تجربة وإنجاز فني متنوّع في المسرح التجريبي العربي خصوصاً، يُمسرح العنف والمعاناة وتعقيدات الواقع وقضاياه ويضعها في مسار التطور المثمر المتطلّع إلى مسرح عربي جاد وجدّي متميّز، كما يسعى إلى تقديم تجربة ذات مذاق خاص به، تلمس فيها ثقافته الفنّية وتجربته الشخصية ومعاناة شعبه بإبداع يستحق التقدير. هذا وقد تمّ حجب جائزتي الإبداع الاقتصادي والإعلامي لهذا العام، فضلاً عن جائزة أهم كتاب عربي نظراً لقلة عدد الكتب التي رُشحت للجائزة والتي لم يحظ أيّ منها بتوافق آراء الهيأة الاستشارية للمؤسّسة ولجان تحكيم الجوائز.