محمد اليازغي في تجمع جماهيري بمدينة وجدة .. "لا تعتقدوا بأن الم لكية البرلمانية ستقوم لوحدها كيفما كان النواب وكيفما كانت المشاركة الشعبية، المشاركة الشعبية الواسعة هي التي ستعطي مدلولا للدستور الجديد» اعتبر محمد اليازغي أن المشاركة المكثفة في انتخابات يوم غد الجمعة شيء مهم، لأنها ستترك بصمات مهمة على المؤسسات التي ستنتخب، وقال في هذا الصدد «إذا كانت المشاركة مشرفة ، فمن المحقق أن البرلمان الذي سينبثق عنها ستكون لديه مصداقية، وإذا كانت المشاركة ضعيفة سيظل الطريق طويلا أمام هذا الشعب لينهض ويبني مؤسسات حقيقية في مستوى طموحاته، وفي مستوى حل المشاكل الكبرى المطروحة على بلدنا»، مبرزا أن مسؤولية الاتحاديين هي مسؤولية كبرى في توعية المغاربة وتوضيح الأمور بصراحة معهم، لأنه «إذا لم يشاركوا مشاركة كبرى فذلك معناه أزمات مقبلة ستأتي ولا يمكن للإنسان أن يتنبأ بأننا سنستطيع حل هذه الأزمات»، لذلك يقول «على الاتحاديات والاتحاديين أن يكونوا شعلة وينبهوا المواطنات والمواطنين بأن المرحلة التي سندخلها هي مرحلة أساسية ستكيف مستقبل المغرب ومستقبل المجتمع ومستقبل المؤسسات». وأضاف اليازغي، في تجمع جماهيري نظم بمدينة وجدة مساء الثلاثاء لمساندة مرشحي لائحة حزب الوردة بدائرة وجدة أنجاد، بأن الشعب المغربي مقبل على خطوة جبارة في اتجاه دمقرطة المغرب ودمقرطة المؤسسات، لكن ذلك يقول «يقتضي مشاركة حقيقية للشعب المغربي ويقتضي وعيا بأن الدستور ما هو إلا ورقة وكلمات لا يعطيها معنى أو فحوى إلا الشعوب عبر المشاركة والنضال ضد الفساد والانتهازية، حتى تكون المؤسسات في مستوى ما تطمح إليه الشعوب» واستطرد قائلا: «نحن اليوم لنا دستور محقق ومتطور ومتقدم، وناضلنا سنين لنصل إلى هذا المبتغى بقيادة ملكية برلمانية، لكن لا تعتقدوا بأن الملكية البرلمانية ستقوم لوحدها كيفما كان النواب وكيفما كانت المشاركة الشعبية. المشاركة الشعبية الواسعة هي التي ستعطي مدلولا للدستور الجديد». وأبرز عضو المجلس الوطني للحزب بأن هذه الانتخابات تحمل أبعادا كثيرة لأنها تأتي «في مرحلة دقيقة داخليا بسبب الإصلاح، ويجب أن يشعر المغاربة بأنهم قاموا بإصلاح كبير، وهو إصلاح الدستور، وهو شيء متطور ومتقدم ويفتح آفاقا جديدة أمام شبابنا»، مضيفا أن على الشعب المغربي «أن يشعر بهذه المسؤولية ويعرف بأن هذه الانتخابات متميزة عن سابقاتها ، لأنها تدخل في إطار إعطاء مدلول للملكية الدستورية وجعلها قادرة على مواجهة المشاكل الاقتصادية، سواء التي هي عندنا أو التي ستأتي بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعرفها جيراننا في أوربا». وفي نفس الإطار أشار محمد اليازغي إلى أن المغرب بحاجة إلى مؤسسات قوية لمواجهة ما يمكن أن يحدث من نتائج سلبية للوضع الاقتصادي، و«تحصين وطننا عبر مؤسسات حقيقية يكون فيها الناس مهتمين بالمصلحة العامة وليس بمصالحهم الشخصية، ، من هنا أهمية اختياراتكم، ومن هنا أهمية محاربة الفساد ومن هنا مهمة إبعاد المفسدين، لأن هذا الأمر أساسي بالنسبة للسكان. المفسدون لا يهمهم تسيير البلاد ولا يهمهم بناء مؤسسات حقيقية ولا يهمهم أن تكون في المغرب مؤسسات قوية حريصة على المصلحة العامة في جميع الميادين»، مضيفا «نحن أمام 4000 ملاحظ سيراقبون الانتخابات المغربية ليروا كيف سيتصرف الشعب المغربي، والشعب المغربي أمام امتحان أكثر ما يهدده هو الغفلة وعدم الوضوح في الفكر ووجدان المواطن، لأن هناك من ليس له وعي بأن المرحلة التي يعيشها هي التي ستعطي للمؤسسات غدا مدلولا حقيقيا لصالح الشعب ويجعل المؤسسات ديمقراطية كالديمقراطيات العريقة التي نراها في كثير من البلدان الأخرى»، مؤكدا بأن المغرب محتاج إلى مؤسسات قوية «وهذه الانتخابات هي مناسبة للشعب المغربي ليختار حقيقة من أبنائه الأنظف ومن أبنائه المخلصين ومن أبنائه الواعين بالمشاكل، ولذلك الاتحاد الاشتراكي ستكون مهمته أساسية إذا كان له عدد من النواب في حجم نضاله وفي حجم تاريخه وفي حجم ما يطمح إليه في المستقبل» . وتطرق اليازغي إلى الدستور الجديد وذكر بأنه «انبثق عن شيء من الإجماع للأحزاب الوطنية التي شاركت في صياغة الوثيقة وفي مناقشتها مع اللجنة التي كلفها جلالة الملك بصياغة مشروع ومسودة الدستور، الذي عرض على الاستفتاء وعرف مشاركة مهمة بنسبة 72% أعطت المصداقية لا في الداخل ولا في الخارج»، مضيفا بأن هذا الإصلاح من سيعطيه مدلول هم المنتخبون غدا، «حيث أنه داخل الدستور هناك تغييرات ضرورية فالحكومة الجديدة التي ستقوم غدا سيترأسها شخص من الحزب الذي سيكون الحزب الأول في الانتخابات، ونظرا للتركيبة في مجلس النواب ، وهي تركيبة كما ترون بسبب نمط الاقتراع وبسبب تعدد الأحزاب، ستكون خريطة فسيفساء، على رئيس الحكومة أن يبني تحالفا صحيحا» يقول اليازغي . وأضاف أيضا بأن الاتحاد الاشتراكي نفسه هو في مرحلة دقيقة، «صحيح أننا تحملنا مسؤوليات منذ حكومة التناوب وبرأس عال، نعتبر على أننا أدينا خدمة كبيرة لوطننا لأننا جعلنا، لا بالنسبة للقوانين التي صدرت لحد الآن ولا بالنسبة للاختيارات التي يسير فيها المغرب، اختيارات كلها فيها جانب إيجابي، صحيح أننا لم نستطع حل المشاكل كلها، لكن المهم هو أن تكون لدينا مؤسسات لدراستها وحلها». وفي الأخير نبه محمد اليازغي إلى أنه «إذا فشل الشعب المغربي في بناء مؤسسات حقيقية، فذلك سيخلق في المستقبل مشاكل جديدة وأزمات كبرى لا يمكن أن تحل إلا باختيار المناضلين والممثلين الحقيقيين»، مشيرا إلى أن «الاتحاد ليس الوحيد الذي لديه مرشحون نزهاء ولكن تجربة الاتحاد ، منذ 40 سنة ، تعطيه ميزة خاصة، وهي الإخلاص للوطن وللمبادئ وللعدالة الاجتماعية والإخلاص لتكافؤ الفرص والإخلاص لنبذ التمييز ما بين المناطق والجهات، والإخلاص كذلك للتضامن، لأن التضامن غدا هو الذي سيجعلنا نستطيع مواجهة هذه المشاكل، و الاتحاديون أوعى بها من عدد من المرشحين الآخرين»، مؤكدا على أن المغرب بحاجة إلى نساء ورجال في المؤسسات يحملون من العلم والذكاء والمعرفة والارتباط بالشعب المغربي ما يمكنهم من مواجهة المشاكل وإيجاد الحلول لها. هذا وقد وجهت الأخت سناء بكار، أصغر مرشحة في لائحة الاتحاد الاشتراكي بدائرة وجدة أنجاد، نداء إلى الشباب المغربي خلال نفس اللقاء، وذلك لإنجاح محطة استحقاقات 25 نونبر بالمشاركة الواسعة والتعبئة الشاملة من أجل إعطاء نفس جديد لمعركة الديمقراطية التي يخوضها الشعب المغربي وفي طليعته الشباب الطموح للتغيير وبناء مغرب المواطنة في إطار الدستور الجديد، مؤكدة بأن المرحلة تستدعي القطع مع جميع أشكال التمييع والتحكم في الحقل السياسي ومحاربة المفسدين، وذلك تقول سناء «لن يتأتى إلا ببناء الدولة الديمقراطية القائمة على المواطنة والتشارك والعدالة الاجتماعية»، مضيفة بأن الاتحاد الاشتراكي يراهن على الشباب من أجل بناء اقتصاد صلب خال من منطق الامتيازات وآليات الريع ووضعية الاحتكار والفساد، وكذا وضع سياسة جديدة لمحاربة البطالة وسن تدابير جديدة لإنعاش تشغيل الشباب بإشراك كافة أجهزة الدولة في هذا الشأن، كما يراهن على إنعاش الاستثمار في الاقتصاد الأخضر وتطبيق نطاق المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة من أجل خلق فرص للشغل... كما لم يفت سناء بكار الإشادة بالدور الذي تلعبه المرأة المغربية في بناء المغرب الديمقراطي من خلال المؤسسات الدستورية ومشاركتها الفعالة في إشراك كافة مكونات المجتمع المدني في التنمية الشاملة. وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي محمد عبيد وجه تحية من خلال كلمة مقتضبة إلى مواطنات ومواطني بعض الأحياء الشعبية الذين أبانوا عن مساندتهم لحزب الوردة، وأشار أيضا إلى أن الحملة الانتخابية بمدينة وجدة أفرزت نخبة من الشباب «لم نكن نتوقع أن نجد مثلها في مختلف الأحياء، والتي تقوم بعمل جبار جدا في هذه الحملة وإليهم جميعا تحية تقدير واعتزاز»، ودعا وكيل اللائحة كافة المناضلات والمناضلين إلى التعبئة لاستكمال المعركة مشيرا إلى أن «المنافسة بيننا وبين غيرنا هي منافسة غير متساوية في الإمكانيات، لكنها منافسة جعلتنا نتميز وسط هذا الخليط الذي تعج به الساحة الآن، ونحن نجد صدى طيبا في كل الأوساط الشعبية وأينما اتجهنا والحمد لله لا يشار إلينا إلا بالخير وبالمصداقية، وهذا دليل ملموس في حملتنا الانتخابية، لذا لا يهمنا أن ننجح أو لم ننجح، الذي يهمنا هو أن نواجه وأن نؤسس لثقافة المواطنة الصالحة».