إعلان ينظم حزب النهضة والفضيلة ندوة بعنوان: "لا سياسة بدون فكر"، مع توقيع الكتاب الجديد للكاتب والمفكر نور الدين زاوش بعنوان :"إنك لن تستطيع معي صبرا". وذلك يوم السبت 05 نونبر2011،على الساعة الثالثة والنصف، بالمركب الثقافي (باستور سابقا)". ملحوظة : كل من يحضر الندوة يقدم له الكتاب بثمن جد رمزي تقديم الكتاب قال الله جل جلاله: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله". ما من عمل يقوم به المؤمن إلا وجب أن يكون له عليه شاهد من كتاب الله تعالى، أو سنة نبيه ، أو أثر عن الصحابة، أو عن علماء الأمة، مصداقا لقوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ، فبالأحرى كتابات قد تكون حاسمة في تغيير أفكار الناس، وتغيير توجهاتهم وآراءهم. حينما جاءت الرسالة المحمدية إلى العالمين، أول ما اعتنت به تغيير مفاهيم الناس، وتصحيح تعريفاتهم، فجاءت بالمفهوم الجديد للغنى، حتى أفرد له البخاري بابا سماه: "باب الغنى غنى النفس"، بعدما كان مفهوم الغنى مرتبط بكثرة العرض والمال، وجاء بمفهوم للكيس، ليصبح تعريفه الجديد من يدين نفسه ويعمل لما بعد الموت، وجاء بمفهوم المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة، لكنه يُكب في نار جهنم، من أكْله مال هذا، وشتْمه لهذا و... بعدما كان مفهوم المفلس هو من لا درهم له ولا دينار. إن تغيير المفاهيم في حياة الناس له بالغ الأثر على سلوكياتهم، ونفسياتهم، وقبل ذلك على نظرتهم للحياة، فيا سعادة من نظر إلى الدنيا بمنظار الدين القويم، وأخذ مواقفه من وحي السنة النبوية العطرة، ويا تعاسة من عاش بدون حكمة بالغة تنير طريقه، أو رادع بصير يمنعه من الوقوع في الخطيئة، وفي التيه والضلال، وليس من حكمة أفضل من روح الدين، أو بصيرة أنفذ من الشرع الحنيف. على المؤمن أن يعلم، أنه في كل موقف حرج يطرأ عليه من مواقف الحياة، وعند كل محطة من محطاتها الحاسمة التي تستوقفه، وتستوجب منه إفراز إحساس، أو نظرة، أو رأي، أو سلوك، يوجد أكثر من لغم وجب عليه تخطيه، وأكثر من فخ وجب أخذ الحذر منه؛ فالأمور لا تبدو عادة كما هي عليه حقيقة، وعليه، فإن من نوّر الله تعالى بصيرته بنور الإيمان، وطهر قلبه من الشك المريب، والحسد القاتل، وسوء الظن، والثقة العمياء، وحب النفس حتى الفناء، يعلم يقينا أن التسرع في الحكم على الأشياء قلة دين وعقل، وأن الحكمة والتريث والأناة خصال يحبها الله تعالى ورسوله الكريم. لم يكن عبثا أن كان سدس القرآن الكريم قصصا، ليعتبر المعتبرون، ويتنور المبصرون، فتكون لهم هذه القصص نبراسا شامخا، يستلهمون منها نظرة ثاقبة للحياة والدين والأخلاق، ويتصرفون من وحيها، وهم يعلمون علم اليقين، أن من كان كتاب الله تعالى دليله، فلن يبلغ به إلا إلى الخير والرشد والسعادة في الدنيا والآخرة. ليس للدعوة إلى الله تعالى طريق واحد، أو مظهر معين، بل تتنوع وسائلها، وتتعدد طرقها، فأحيانا تكون عبر موعظة حسنة، أو عبر معاملة طيبة، أو عن طريق الكتابة في علوم الشرع، وأحيانا أخرى قد تتجلى في قصيدة شعرية، أو أنشودة إسلامية، أو مسرحية هادفة، أو فيلم سينمائي رائد، أو فن راق، ولا تستثنى من هذا الهدف النبيل قصص مثيرة تستفز العقل المسلم، فتصحح ثغرات منطقه، وتجبر كسور نفسه الواهية، وتجعله أكثر نضجا وحكمة وبصيرة. لقد اخترتُ لهذه المجموعة القصصية عنوان: "إنك لن تستطيع معي صبرا" لأنني رأيت جوهرها أقرب ما يكون من مضمون قصة موسى والخضر عليهما السلام، المذكورة في سورة الكهف، حيث إن وقائع القصة تبين أن المواقف التي كانت تبدوا لموسى عليه السلام وكأنها أعمال شر وقبح ونكران للجميل، اتضح فيما بعد أنها أعمال خير. كذلك، المجموعة القصصية: "إنك لن تستطيع معي صبرا" تنتهي إلى غاية واحدة، هي أن الأمور لها ظاهر وباطن، ونادرا ما يغوص الإنسان لإدراك حقائق الأشياء، من عجزه أو كسله أو قلة دينه وعقله. لقد عمدتُ إلى أسلوب يفهمه الصغير والكبير، ويستوعبه التلميذ والأستاذ الجماعي والباحث الأكاديمي، حتى لا يكون دولة بين المثقفين فقط، رغم أن القدرة على الاستفادة من هذه التحفة الفكرية والفلسفية سوف تختلف من شخص لآخر. لقد أبْدَعتُ في هذا المؤلف 69 قصة مثيرة، كشفتُ في بعضها النقاب عن أدواء النفوس والعقول، وفي بعضها تناولتُ مواضيع ثغرات الفكر والمنطق، وعالجتُ في بعضها الآخر آفات ضعف الشخصية، وسوء الظن، أو الثقة غير المبنية على النضج والوعي والفهم، كما لم يفتني أن أتطرق إلى مواضيع الأخلاق والتقاليد والحب الأعمى، ومواضيع اجتماعية وسياسية مثيرة، من بينها آفات بعض الحركات والأحزاب الإسلامية، لأصل في نهاية المطاف إلى محاولة جريئة، تصبو إلى تغيير رؤية الناس للأشياء والأمور والأحداث. أقترح عليك أخي الكريم هذه المجموعة القصصية، وكلي أمل في أن تسهم في تنمية مداركك، وتغيير مفاهيمك، وتجعلك تتريث قبل أن تحكم على الأشياء، وقبل أن تصدر الآراء والأحكام والمواقف. أقترح عليك 69 قصة، وفي هذا العدد ميزة أنه يُقرأ من جهتين، مثل الفعل الواحد، قد يعني حدث خير وبركة، وقد يعني حدث شر وشؤم.