مع اقتراب موعد انتخاب رئيس مجلس الجماعة الحضرية لوجدة غدا الجمعة ابتداء من الساعة الخامسة مساء، تعدد القراءات والتأويلات بعد تأجيل الجلسة مرتين، وحدوث تطورات خطيرة منذ الجمعة المنصرم. من المؤكد أن النصاب القانوني سيكتمل غدا، سواء بالنسبة لأعضاء المجلس المنتخبين، أو الأجهزة المكلفة بمتابعة الموضوع، أو الصحافيين أو الأمناء العامون للأحزاب المعنية او انصار كل الحساسيات السياسية، سيكون غدا "يوم الوقوف على الديمقراطية"، إما انتصار لها،أو ذبح لها. ومن المؤكد كذلك أن الصحافيين سيمنعون من حضور الجلسة التي سيراد لها أن تكون مغلقة وكأننا بصدد غسل ميت وليس حفل زفاف لابد من الإشهار به ودق الطبول والدفوف له. طبقا لمقتضيات القانون، فإن الجلسة سيترأسها أكبر الأعضاء سنا، ويحرر محضرها الأصغر سنا، وتحضرها السلطة المحلية، بمعنى ان الأعضاء 65 الفائزون هم الذين ستداولون في شأن النقطة الفريدة المدرجة في جدول أعمال الجلسة وهي انتخاب أجهزة المجلس: الرئيس، نوابهن كاتب المجلس ونائبهن رؤساء اللجان ونوابهم، ومن حق السلطة المحلية أن تتدخل في إطار احترام القانون فقط ولاعلاقة لها بأي شيء يتعلق باختيارات المستشارين. لاشك أن الجلسة ستكون صاخبة، وحبلى بنقط النظام التي تتحول إلى مداخلات طويلة، ولاشك أن موضوع الاختطافات سيطرح وتتبادل التهم. والإشكال الكبير الذي من المتوقع أن يطرح نقاشا ساخنا هو أسلوب الإقتراع الواجب اعتماده لانتخاب أجهزة المجلس، فالميثاق الجماعي ينص على انتخاب الرئيس ونوابه يتم بالاقتراع الأحادي الإسمي بالتصويت السري، يعني أن السرية يجب أن تكون مضمونة، سواء داخل المعزل أو خارجه. وهنا مربط الفرس حيث تروج في الكواليس إمكانية حدوث مفاجآت بتصويت أعضاء من تحالف معين لصالح التحالف الآخر، وخاصة الذين تعرضوا ل "المساومات والضغوطات والارتهان"، وبذلك من المحتمل أن يطلب أحد التحالفين إجراء التصويت بالأوراق الملونة حتى يتم ضبط من صوت لهذه الجهة ومن صوت للجهة الأخرى بإظهار الورقة الموجودة في الجيب، ولنا قصص كثيرة في هذا المجال. نفس النقاش تمت إثارته بحدة عند جلسة انتخاب أجهزة المجلس المنتخب سنة 2003، وطالب الجناح الذي شكل المعارضة فيما بعد بالتصويت بالرموز (الورقة الفريدة)، لكن عند انتخاب أجهزة مجلس العمالة قام نفس الفريق بسهولة بالتصويت بالأوراق الملونة. في هذا الصدد، راسل وكيل لائحة المصباح عبد الله هامل باشا مدينة وجدة في شأن الاقتراع السري غدا يطالبه " طبقا للمادة 6 من الميثاق الجماعي و حفاظا على سرية الاقتراع، العمل على توفير الورقة الفريدة للتصويت التي تحمل خمسة رموز لللوائح المتبارية وهي: المصباح –الجرار-السنبلة-الميزان-الحمامة، وذلك خلال اقتراع يوم الجمعة 03 يوليوز 2009 الخاص بانتخاب المكتب المسير للجماعة الحضرية بوجدة". هذه المراسلة تؤكد تخوف تحالف العدالة والتنمية من تعرض بعض مكوناته للترهيب والاستفزاز والانتقام. وطبعا فإن مدونة الانتخابات تعتمد في الاقتراع العام الورقة الفريدة التي تحمل الرموز، ويصوت بها الناخب بوضع العلامة على رمز الحزب الذي يود التصويت عليه حماية لسرية الأقتراع. وحتى في حالة التصويت بالألوان فإنه من الممكن ان يصوت العضو بغلاف فارغ (صوت ملغى) ويضع ورقة ملونة في جيب والأخري في الجيب الآخر، يظهر إحداها لمن يريد. "رحم الله من قال: " لعب لعوبك، أحضي جيوبك"."الشرقية"