في هذا العدد من الجريدة تمت الإشارة إلى حالة الرعب التي عاشها سكان حي موريطانيا بوجدة بسبب صاحب السكين الطويلة، وفي الأعداد السابقة تم الإخبار عن مئات الجرائم التي وقعت بمدينة الألفية تلك الجرائم المتعددة والمتنوعة والموزعة على جميع أنحاء المدينة وسطها وأحياءها وهي تتمثل سواء في القتل أو الخطف أو اعتراض السبيل من أجل الاغتصاب أو السرقة تحت التهديد بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء (سيوف خناجر مديات…) وهذه الجرائم تصب فقط عامة النائ بل طالت عدة رجال أمن تذكر على سبيل المثال بتلك الطعنة الشبه قاتلة التي جانبت قلب هب الريح التيجاني أحد العناصر النشيطة بالدائرة الثالثة للأمن الوطني والذي كان يؤدي واجبه الوظيفي في إلقاء القبض على أحد المجرمين الذي اقتحم منزلا بالقرب من مركب الكولف ولقد تطرقت الجريدة لحيثيات الوقائع في حينه، كما لا يفوتنا بالتذكير بالطعنات التي تعرض لها عميد الأمن طلحة المسؤول السابق عن الدائرة الأمنية الخامسة حيث هاجمه شخص مجهول في الشارع العام وسدد له عدة طعنات مميتة في واضحة النهار. فاستحضار هاتين الواقعتين ليس إلا من باب التأكيد على أنه كل من هو موجود فوق بسيطة هذه الأرض فهو معرضا في كل لحظة وحين لتلقي طعنة غادرة بسكين أو ضربة طائشة بسيف سواء من أجل سرقة هاتفه أو نقوذه أو الاستيلاء على دراجته النارية أو سيارته، ولما لا يكون من أجل اختطاف زوجته أو رفيقته من أجل الاغتصاب، فليس هذا من باب التهويل ولكنه هذا هو الواقع الذي نعيشه حاليا تحت تهديد الأسلحة البيضاء، وهذا هو حديث جميع المحافل والحمامات والمقاهي والأسواق وتشير إليه جميع المنابر الإعلامية بمختلف أنواعه، إضافة إلى توثيقه في محاضر الدوائر الأمنية وفرق الشرطة القضائية وتشخصه الجلسات التي تتداول في المحاكم، فإن كنا لا نقلل من المجهودات التي تقوم بها العناصر الأمنية للحد من الجريمة بتعدد أنواعها معرضين حياتهم إلى الخطر من أجل سلامة الآخرين في إطار الواجب، إلا أن بعض التدخلات تكون فاشلة ومدمية في حالة النجاح يصاب فيها رجل الأمن المتدخل وذلك راجع لشراسة المجرم ونوع السلاح الذي يحمله بينما يكون سلاح رجل الأمن الوحيد هو لياقته البدنية وناذرا ما يستعمل سلاحه الناري تبعا للمساطر التي تقيد استعماله، لهذا أصبح من الضروري إحداث فرق تدخل خاصة مجهزة بجميع الوسائل الواقية من الطعنات للتدخل في مثل هذه الحالات إلى جانب باقي الفئات الأمنية لمحاصرة وإلقاء القبض على مثل هؤلاء المجرمين المسلحين بمختلف الأسلحة البيضاء، ولما لا يتم التفكير في نصب رادارات لرصد حاملي الأسلحة البيضاء والذين يتجولون بكل حرية في الأسواق والشوارع والأحياء للتدخل لإلقاء القبض عليهم قبل التفكير في استعمالها، وتجدر الإشارة بأنه أصبح لا تخلو عربة مجرورة من سيف أو سكين طويل مدسوس تحت الخضر والبضائع. "الحدث الشرقي"