مع حلول كل موسم دراسي، تتجدد معناة التلاميذ للحصول على نسخة من عقد الازدياد بغرض التسجيل أو إعادة التسجيل في مؤسساتهم. عقود الازدياد تعقد الحياة و توتر الأعصاب وتعكر أجواء فرحة الدخول المدرسي. فبعد أن اطلع أسامة على سبورة لوازم التسجيل بثانوية عمر بن عبد العزيز بمدينة وجدة صباح يوم الخميس 8 شتنبر، أسرع إلى المقاطعة الخامسة قصد الحصول على عقد الازدياد وهو يتساءل: ألم يقولوا إن البطاقة الوطنية الجديدة تغني عن هذه الوثائق؟ ما ذا تفعل الإدارة بشهادة الازدياد كل سنة؟ وبعد وصوله إلى المقاطعة، فوجئ التلميذ بطابور طويل جدا أمام الشباك الخلفي لأحد المكاتب، ثم أخبر أن الوثيقة ستكون جاهزة يوم الثلاثاء 14 شتنبر أي يوم عيد المدرسة كما قال السيد الوزير على دوزيم ! و رغم احتجاج بعض الطلبة الذين يرغبون في اجتياز بعض المباريات وعليهم دفع الملف قبل الآجال المحددة، فإن الموظف بالمقاطعة لم يكترث لذلك مشيرا أنه من المستحيل عليه إنجاز كل هذا الركام من الشواهد في ظرف قياسي. فتساءل بعض المحتجين: إن هذا المشكل يتكرر كل سنة مع الدخول المدرسي، وأنتم تعرفون إكراهات التلاميذ والطلبة، فلماذا لا تعززون طاقم الإدارة وتفتحون مكاتب جديدة خاصة بعقود الازدياد؟ ثم أردف محتج آخر: نحن في بني درار نحصل على عقد الازدياد في أقل من دقيقة بفضل الحاسوب وأنتم في المركز لا زلتم تشتغلون بالطريقة التقليدية ويتطلب ذلك ستة أيام !! بعد ساعة من الانتظار، سلم التلميذ أسامة دفتر الحالة المدنية إلى الموظف ورجع إلى البيت متذمرا وهو يشكو: ماذا سأفعل الآن: الحارس العام يقول إن آخر أجل للتسجيل هو 10 شتنبر. وسوف يعتقد أنني متهاون و كسول وأنني تعمدت التأخر في التسجيل. ثم إن هناك طوابير أخرى تنتظرني لأداء واجب جمعية الآباء وواجب التسجيل و الكثير من المفاجآت الأخرى… حاولت الأم أن تهدئ من روع التلميذ مؤكدة أن أباه يشتغل في الإدارة ولا يسمح له بمغادرة العمل من أجل الحصول على عقد الازدياد ، وأوصته بألا يكترث بالآجال التي تحددها الإدارة أو الوزارة، قائلة: “إنهم يعلمون أن الدراسة لا يمكن أن تنطلق فعلا في 15 شتنبر”.