حزب الاستقلال ومنظمة ثورة 16 غشت 1953 يخلدان الحدث تحت شعار : ليلة الوفاء تكريما لمقاومي ثورة 16 غشت الخالدة خلد فرع حزب الاستقلال بتنسيق مع منظمة ثورة 16 غشت 1953 الذكرى الثامنة و الخمسين لاندلاع الثورة ضد المستعمر الفرنسي و ذلك برحاب دار السبتي بوجدة ، و قد حضر هذه التظاهرة التي تزامنت مع منتصف شهر رمضان 1432 ه. كل من الأخ توفيق حجيرة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال و الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب و جواد حمدون ممثل الفريق البرلماني الاستقلالي و عبد الحميد السبيع عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين ، كما حضر الدكتور عمر حجيرة كاتب فرع الحزب و رئيس الجماعة الحضرية لوجدة و الدكتور إدريس بوشنتوف الكاتب الجهوي للاتحاد العام للمقاولات و المهن ، و الإخوة محمد زين مفتش الحزب بوجدة و اليماني عبيدي مفتش الحزب بتاوريرت و عبدا لرحمان جباري مفتش الحزب ياقليم بركان و محمد الجاي مفتش الحزب بجرادة ، كما تم تسجيل حضور ممثلي الأحزاب الوطنية بوجدة، و من جانب منظمة ثورة 16 غشت 53 حضر كل من الإخوة الحاج عبدا لله زجلي رئيس المنظمة و محمد العربي و أحمد درفوفي و باقي أعضاء المكتب ، و قد حضر جمهور غفير من أعضاء المقاومة و جيش التحرير و الوطنيين و الأطر الحزبية ، الشبيبة الاستقلالية التي سهرت على تنظيم الحفل الديني بالمناسبة و المرأة الاستقلالية و الشبيبة المدرسية .. و قد اختير لهذه الذكرى شعار “ليلة الوفاء” تكريما لمقاومي ثورة 16 غشت الخالدة، كما تخللتها أمداح نبوية لفرقة السماع المديح..و تلاوة القران الكريم.. و في كلمته الافتتاحية بالمناسبة أكد الدكتور عمر حجيرة كاتب فرع حزب الاستقلال بوجدة أن إحياء هذه الذكرى هو مفخرة لمدينة وجدة مشيرا أنها ستبقى دوما في ذاكرة سكان وجدة و نواحيها مؤكدا على ضرورة إحيائها كل سنة كي تبقى دائما درسا و مفخرة لأبناء و ساكنة وجدة ، و اغتنم حجيرة المناسبة بتوجيه الشكر و الثناء للجميع على حضورهم في هذه الليلة الرمضانية المباركة التي تصادف ذكرى الانتفاضة الوجدية ضد المستعمر إلى جانب الوطنيين و المقاومين الأفداد لما قدموه من تضحيات جسام من أجل هذا البلد الأمين. أما كلمة حزب الاستقلال فألقاها الأخ حميد شباط و الذي بلغ في مستهلها تحيات الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام للحزب و أعضاء اللجنة التنفيذية إلى كافة المجاهدين و المقاومين في المنظمة و مناضلي الحزب بوجدة و النواحي ، و عبر شباط عن سعادته بتواجده بهذه المدينة قلعة النضال و نقطة انطلاق أول شرارة هزمت المستعمر إبان الحماية ، و أكد أن هذا اللقاء الكبير الذي يجمع بين التاريخ و الحاضر هو تعبير على أن المغاربة أوفياء لوطنهم ، و تحدث شباط في سياق أخر عن مدينة وجدة و المنطقة الشرقية ككل و التي أعطت مقاومين و رجالات في الدولة ، كما أنها المدينة التي تصدت منذ قرون للدولة العثمانية ، و ظلت هذه المنطقة حامية لحدود المملكة المغربية بصدها لكل ما كان يهدد أمنها و سلامتها..و تأسف شباط من جهة أخرى على التهميش الذي طال مقاومينا ، داعيا إلى ضرورة توفير العناية لهم و لعائلاتهم ، حيث قال : “إذا كانت هناك مصالحة مع التاريخ فيجب أن تكون تامة و ذلك بإعادة كتابة و توثيق تاريخ المقاومة “..و تمنى شباط في الأخير أن نعود إلى الوطنية الصادقة لأن تاريخ المغرب قوي برجالاته و هو تاريخ ل12 قرنا ..ثم سرد عددا من الأحداث التاريخية و خاصة منذ 1836 ،و التي يجب الاقتداء بها حيث لابد أن نعود إلى ما كنا عليه منذ قرون و خاصة القرن 16 الذي عرف ثورة ثقافية و اقتصادية .. وألقى الحاج محمد العربي كلمة منظمة ثورة 16 غشت بمناسبة ذكراها الثامنة و الخمسين : كلمة منظمة ثورة 16 غشت 1953 بوجدة بمناسبة الذكرى الثامنة و الخمسين باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و اله إخواني المقاومين، سيداتي، سادتي بكل سرور أشكركم على تلبيتكم دعوتنا، و حضوركم معنا في هاته الأمسية، التي نخلد فيه الذكرى الثامنة و الخمسين لانتفاضة وجدة الخالدة يوم 16 غشت من سنة 1953. و كلما حضر يوم الذكرى حضر معه شريط الأحداث الذي نسجت خيوطه في ذلك اليوم و في الأيام التي سبقته،استعدادا لرد الفعل الذي كان يتوقعه الوطنيون المنضوون في خلايا حزب الاستقلال بعد أن رفع الاستعمار الفرنسي من وتيرة التصعيد، منذ خطاب صاحب الجلالة محمد الخامس طيب الله ثراه بطنجة سنة 1947، وجند كل قواه لربح معركته ضد الحركة الوطنية وضد العرش و الجالس عليه. إن غلاة الاستعمار قاموا يرون في القضاء على العرش و في الحركة الوطنية التي كان بمثلها حزب الاستقلال آنذاك طمسا لكلمة الاستقلال، و إسكانا لكل من يرفع صوته للجهر بها. إن كلمة الاستقلال التي انطلقت أول ما انطلقت في سنة 1944 عندما جسدتها وثيقة المطالبة بالاستقلال لم يعد بعدها للمحتلين لوطننا استقرار و راحة، و لم يكونوا مطمئنين على وجهدهم و هم الذين لم يستقر بهم المقام بعد من يوم ذلك الحدث النحس الذي أبرمت فيه معاهدة الحماية سنة 1912 . لا أريد في هاته المناسبة أن أسرد كل الأحداث التي توالت طيلة مرحلة الكفاح ضد المستعمر ، و لا أستعرض كل ما قاساه المغرب و المغاربة و الوطنيون المناضلون الذين كانوا في قلب المعركة ، بقدر ما أريد أن أستحضر العبر و استشف الدروس التي ما أحوجنا إليها اليوم في هذا الزمن ، و نحن نترب من طي نصف قرن على انتصارنا على قوى الاستعمار الغاشم ، و دخول وطننا عهدا جديدا ألغى معه معاهدة الحماية المشئومة ، و أصبح يتمتع بنعمة الاستقلال . و لنعد إلى انتفاضة 16 غشت الخالدة التي نحيي اليوم ذكراها الثامنة و الخمسين. إننا مهما حاولنا إعطاء صورة عنها ، و عما رافقها و سبها من تحركات و استعدادات لا نستطيع أن نوفي الصورة حقها ، لأنه كان فيها ما فيها من المشاعر المتأججة ، و الروح الوطنية العالية ، و التفاني المطلق في حب الوطن ، و نكران للذات دونما أطماع أو سعي وراء مصالح ذاتية ، و صد لا محدود في اعتناق المواطنة الفاعلة كما هو التعبير بلغة العصر ، لم يكن المناضلون يعطون أهمية بشيء أكثر عن اهتمامهم بقضية الوطن الكبرى ، ألا و هي استقلال البلاد و تحريرها من ربقة الاستعمار و جبروته . لذا و منذ الإعلان عن تسمية محمد بن عرفة سلطانا على المغرب استعدادا لغلع الملك الشرعي محمد الخامس تغمده الله بواسع رحمته أصبح المغرب كالقدر يغلي في انتظار ردود فعل في مستوى الأحداث الخطيرة و المتسارعة . و هكذا جاءت انتفاضة وجدة المجيدة استباقا للعمل الإجرامي الخطير الذي نفذه الغلاة ضد الأسرة المالكة ، بنفي بطل الأمة المغفور له محمد الخامس . و حتى لو كانت لبعض الإخوان طموحات في احتلال وجدة لبعض الوقت ، فإن مرد ذلك يرجع إلى الحماس القوي ، و إلحاحات الرغبة الجامحة دونما مراعاة لانعدام تكافؤ قوى الطرفين على أرض الساحة . بقدر ما كانت قوى البطش تتوفر على آليات الحرب الحديثة و على كل معدات المواجهة ، بقدر ما استعمل المقاومون في انتفاضتهم السكاكين و المدى و المقدات و الهراوات و ما إلى ذلك من آليات تقليدية بسيطة ، و لكنها الإرادة القوية الصادقة التي تحملنا على أخذ الدروس من العبر . و يكفي أن تكون انتقاضة وجدة المباركة أوصلت رسالتها إلى الرأي العام الدولي ، و لفتت الأنظار إلى ما يجري في المغرب حينذاك ، و إلى ما كان يمارسه ” الحماة ” بين قوسين من اضطهاد في حق المغاربة ، و ما كانوا يحيكونه و اعتزموا على فعله ضد رمز الوطن و سيادته جلالة الملك محمد بن يوسف ، حيث إن كثيرا من بن يوسف ، حيث إن كثيرا من إذاعات العالم في تلك الليلة أعلنت عن أحداث الانتفاضة و فضحت ما يجري في المغرب . و يكفي أيضا هاته المدينة المجاهدة أنها بانتفاضتها في مثل هذا اليوم من سنة 1953 أشعلت فتيل نار الكفاح ببلادنا ، و أعطت انطلاقة الشرارة الأولى للمقاومة المسلحة في ربوع الوطن ، التي لم تهدأ و لم تتراجع رغم شراسة المستعمر إلى أن أدركته الهزيمة و استسلم في النهاية لإرادة شعبنا الصامد ، و أمام العزيمة القوية للمناضلين الأبطال . و عندما نذكر انتفاضة وجدة لا يحق أن ننسى ما تعرضت له في تلك الحقبة جهة بني يزناسن في كل من بركان و تافوغالت من محن و أهوال ، و تعذيب و تنكيل بالذين كانوا يحملون بين جوانحهم فكرة الاستقلال و يناضلون من أجلها ، و ما زلت أتذكر و نحن بمعتقل وجدة تلك الأفواج التي كان يدفع بها إلى السجن في صبيحة كل يوم و على مدى مدة ليست بالقصيرة ، بعد إصدار مختلف الأحكام القاسية عليهم ، و كانوا مع ذلك في منتهى الصمود و الثبات . إنها معركة نعتبرها لم تنته بعد ، مصداقا للقول المأثور ز رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ” فإذا كانت معركتنا ضد الاستعمار وجها لوجه ، و لم تتعدد فيها الخنادق لفك الوطن من قيوده و تحريره من عبوديته ، فإن معركة بناء الاستقلال و تقوية دعائمه أشد و أقوى ، لأن لها أكثر من واجهة و مواجهة ، أبرز مظاهرها التخلف بكل سلبياته ، و انحسار القيم ، و تدني الأخلاق ، و كثرة ما أصاب بلادنا من إجرام و انحرافات خطيرة لا عهد لنا بها ، مما يفزع كل من يتعاطى مع قضايا الوطن بصدق ، و تحدوه الغيرة أن يراه شامخا يسير بخطى حثيثة نحو التقدم و الازدهار . و لعل من يصدم يوميا بهاته النكسة التي مستنا في قيمنا ، و اندحرت لها أخلاقنا هم المقاومون الذين كانوا في الواجهة يتطلعون بلهفة و شوق إلى بناء الوطن ، و بناء إنسانه الذي لا محيد عنه في ربح المعركة و القضاء على مظاهر الفساد و التخلف . و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا هكذا يقول الشاعر. و صدق رسولنا الأعظم صلوات الله عليه في قوله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. المحافظة على فيم الأمة و التمسك بالأخلاق الكريمة هو أساس بنائها و صيانتها من المهازل و الانتكاسات، و ما يحدث اليوم في مجتمعات عربية تعيش حالات من الفوضى و الاضطرابات سببه التخلي عن القيم و انتشار الفساد. و لم يعد أي واحد منا يحتاج إلى من يدل على ما أصاب وطنا من تفاقم للإجرام، و تزايد الانحرافات على المستوى الاجتماعي و الإداري و في أكثر من مجال، كظاهرة الرشوة و نهب المال العام، و كحوادث الاعتداءات و القتل التي نصبح عليها و نمسي، حيث وصل بنا الأمر الى أن يقتل الابن أباه و أمه دفعة واحدة أو يعتدي الرجل جنسيا على بناته ليصبح أبا لوليد إحداهن ، و ما الى ذلك مما تقشعر له الأبدان. لا ننكر كمغاربة و كمقاومين أن بلادنا قطعت أشواطا هامة في شتى الميادين منذ فجر الاستقلال و حققت منجزات و أعمال ذات أهمية تذكر لا ينكرها إلا مغفل أو جاحد. ولكن حتى نحافظ على مكتسبات القيمة التي حققنا و نستمر في تحقيق ما يهفو إليه مواطنون ز يتطلعون إليه، لابد من ايلاء الجانب الأخلاقي ما يستحق، و ذلك اعتمادا على بناء الفرد و تخليقه، و إشراكه في كل اللبنات التي نضعها لإعلاء شأن الوطن و التقدم به نحو الأفضل. لقد ابتهج المقاومون أيما ابتهاج للخطوة الجبارة التي خطاها المغرب في عهده الجديد بمراجعة الدستور و ادخل تعديلات هامة عليه، و هي بلا شك ستعود بالفائدة على شعبنا و على مواطنينا إن وجدت من يترجمها الترجمة الصحيحة ، و يبلورها في الاتجاه الصائب المبتغى حسب الرغبة التي عبر عنها صاحب الجلالة حفظه الله. و أملنا أن تواكب كل الجهات المعنية، و كل الفعاليات بجدية و صدق ما استجد في الساحة من تغيير، أملته التطورات على المستوى الوطني و العربي و العالمي، كما نأمل أيضا أن ترقى أحزابنا السياسية و كل فعاليات المجتمع المدني إلى مستوى المسؤوليات المنوطة بها في تخليق الفرض و تأطيره و إعداده لتحمل مسؤولياته، حتى لا يبقى فقط مطية نركبها ساعة الاستحقاقات الانتخابية. ان منظمة ثورة 16 غشت تعتبر نفسها مجندة في كل وقت و حين كلما اقتضت مصلحة الوطن ذلك، و هي للجميع و مع الجميع في خدمة الأهداف النبيلة التي تتوافق و ما يعمل له كل الغيورين على المصلحة العليا للوطن ، و اذا كان المجتمع يعج اليوم بما أصبح يعرف بجمعيات المجتمع المدني و فيها ما تقدم خدمات معتبرة في مجالات متعددة، فان منضمة ثورة 16 غشت زيادة على ما يجب أن تسهم به اليوم غي بناء الاستقلال فإنها تتميز بكونها تضم إلى صفوفها مجموعة من الأبطال الذين ضحوا بالنفس و النفيس في ساعة العسر يوم دعاهم الواجب الوطني الى تحرير الوطن و فكه من القيود و الأغلال التي كانت تكبله. و هي لذا تتطلع دوما إلى من يمد لها يد العون، لمساعدتها على الإسهام في أعمال النماء التي انخرط فيها الوطن . و من هنا لا يفوتني أن أشكر باسم المنظمة فرع حزب الاستقلال الذي أسهم معنا في إقامة هاته الأمسية التي نعتز بإقامتها معه لتخليد الذكرى الثامنة و الخمسين لانتفاضة وجدة الخالدة، كما نشكر المجلس البلدي و على رأسه السيد= الرئيس عمر حجيرة أحد أبناء رجالات هاته المنظمة البارزين أخينا عبد الرحمان حجيرة تغمده الله بواسع رحمته، و ذلك لما قدمه لنا من مساعدة و نحن نجدد هيكلة المنظمة و نعيد إليها بناءها. و ان أحسن ما قدم للمنظمة في هذا الظرف هو المقر الذي كنا نفتقر اليه، و هو ما يساعدنا دون شك على المضي قدما لتحقيق الأهداف التي رسمناها. و بالمناسبة يؤسفني أن أذكر ما تعرضت له المنظمة في مثل هذا اليوم من السنة الجارية من اهانة ما بعدها اهانة، حيث دعانا المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير ككل سنة إلى الحفل الرسمي لإلقاء كلمة المنظمة التي أدرجت في البرنامج الى جانب الفقرات الأخرى، غير أنه أقصانا من إلقاء الكلمة، و تركنا بالقاعة ننتظر حتى من غير أن يخبرنا من عدم حاجته الى كلمتنا. و سبب الإقصاء أننا لم نرد أن نطلعه على مضمون الكلمة عندما طلب منا ذلك، و هي السابقة التي ابتدعها المندوب السامي في وقت قطع فيه المغرب أشواطا في مجال حق الإنسان و حرية التعبير، الأمر الذي جعلنا لا نشارك هاته السنة بكلمة المنظمة في الحفل الرسمي الذي أقامته المندوبية صبيحة هذا اليوم. و نحن جد متأسفين لهذا الموقف الذي دفعنا إليه المندوب، خاصة و أن اليوم هو يوم ذكرى عزيزة كان أبطالنا و رجالات المنظمة هم من صنع أحداثه، و نسجوا خيوطه و أسمعوا صوت المغرب عاليا من خلاله. ومع ذالك يبقى أن نقول أن عددا من المقاومين و أعضاء جيش التحرير يسكنهم اليأس و الإحباط و الشعور بعدم الاعتبار الذي يجب أن يعطى لهم شأنهم في ذلك كشأن المقاومين الذين تعرضت بلادهم للاحتلال أو الاستعمار. ان استشعارهم بهذا التهميش لا كأفراد فقط و لكن حتى كمجموعة في مؤسسات نظمها القانون و أطرتها اللوائح التشريعية. فعلى سبيل المثال المجلس الوطني للمقاومة الذي وقع انتخابه مرتين متتاليتين دون أن يفعل و يطلق سراحه للعمل عدد من السلبيات التي جاء بها القانون المنظم. و كنا ننتظر أن يفرد الدستور المعدل في حلته الجديدة ما يعيد الثقة و يعطي الاطمئنان لهاته الشريحة. لكن الأمل خاب نتيجة إهمال الأحزاب السياسية لهذا الشأن. أشكركم مرة أخرى سادتي سيداتي على تفضلكم بالحضور معنا في هاته الأمسية و أستسمحكم أن أطل، أدعو ختامات لكل الشهداء الذين سقطوا في ميدان التحرير من أجل أن يحيا الوطن، و لكل المقاومين الذين التحقوا بالرفيق الأعلى و أخلصوا لهذا الوطن بالمغفرة و الرحمة و جزيل الثواب. و أردد بالمناسبة قول الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم ما قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. صدق الله العظيم و السلام عليكم و رحمة الله.