"والله ما لقيت باش نصرف...، بعت رزقي كلشي اللي كان عندي...والله ما لقيتش باش نصرف، وراني معمّر كريدي...وما غاديش نمشي من هنا حتى تبان لنا الحقوق نتاعنا..."يشتكي بمرارة بن الطايع الطيب البالغ من العمر55 سنة ورب أسرة من عشرة أفراد وهو العامل الذي قضى 35 سنة في خدمة شركة الآجور. دخل 24 عاملا من عمال معمل الآجور والقراميد لشمال إفريقيا "عين السراق" بوجدة في اعتصام مفتوح ابتداء من صباح يوم الخميس 4 يونيو الجاري احتجاجا على عدم توصلهم بأجورهم منذ تسعة أشهر وعدم تسوية وضعية الصناديق الاجتماعية منذ أكثر من 27 شهرا مع عدم استئناف العمل بعد توقف المعمل منذ يوم 15 يناير 2009، الأمر الذي أغرقهم في وضعية مزرية ورمى بهم في أحضان الفقر والعوز والحاجة بمعية أفراد أسرهم، ووضعهم على حافة التشرد والضياع ... لم يتوصل هؤلاء العمال البالغ عددهم 24 عاملا بأجورهم منذ شهر شتنبر 2008 مع العلم أن عددهم كان في البداية يفوق ال70 عاملا، رسميين ومؤقتين، منهم من اشتغل أكثر من ثلاثين سنة بل منهم من قضى 34 سنة في المعمل وما زال يشتغل. كان العمال ينتظرون تجديد آلات الإشتغال كما وعدوهم المسؤولون بذلك والذين فضلوا التماطل والتسويف إلى أن تم إغلاق المعمل وتوقيف العمل إلى أجل غير مسمى، كما تم توقيف جلب المواد الأساسية كالفحم "الشلام" والوقود لتشغيل المعمل وأفرنته لعملية تحضير الآجور والقرمود منذ شهر يناير الماضي... يقع المعمل تحت مسؤولية مكتب الأبحاث المعدنية ومديرته العامة أمينة بنخضرة وزيرة الطاقة والمعادن،"كان المعمل في السابق تحت مسؤولية مفاحم جرادة ولم نواجه أي مشكل خلال سنوات، لكن بعد إغلاق المفاحم تم إلحاقه بوزارة الطاقة والمعادن...وها هي وضعيتنا المزرية الآن كما ترى..." يوضح محمد مومن مندوب عمال معمل الآجور والقراميد لشمال إفريقيا "عين السراق" بوجدة، ثم يستطرد "مسكين مبارك" أحد العمال الذي قضى 31 سنة في خدمة المعمل قائلا "لقد تم تشريد هؤلاء العمال وعائلاتهم، مع العلم أنهم غرقوا في الديون والقروض ولم يعد أحد قادر حتى على علاج أطفاله إذا هم مرضوا...ما بقى للناس فين يزيدو...". يطالب هؤلاء العمال بصرف أجورهم واستئناف العمل فورا مع تسوية أوضاعهم لدى الصناديق الإجتماعة، صندوق الضمان الإجتماعي وصندوق التقاعد ، ويتساءل هؤلاء العمال الذين بلغوا سنّ التقاعد عن المبالغ التي سيتوصلون بها في هذع الوضعية بعد إحالتهم على التقاعد... لقد تم الاتصال بمندوب وزارة الشغل بمدينة وجدة وتم عقد أربعة لقاءات وطلب من المسؤولين بالوزارة الانكباب على وضعية هؤلاء العمال وحلّ مشاكلهم، وتلقى وعدا من المسؤولين بمكتب الأبحاث المعدنية، حسب العمال، بإيفاد لجنة يوم 28 ماي الماضي لبحث وضعية المعمل والعمال الذين انتظروا، يومها، من الصباح إلى غاية الزوال دون أن يظهر أحد. كما بعث العمال المتضرون عدة رسائل إلى كل من وزيرة الطاقة والمعادن ووالي الجهة الشرقية ومندوب وزارة الشغل..."نحن لا نطالب إلا بأجورنا وتأمين عيشنا وقوت أولادنا...ونحن مستعدون لاستئناف العمل وإذا قرروا توقيف المعمل فعليهم منحنا حقوقنا كاملة وإلا توجهنا إلى المحكمة لإنصافنا..." يصرخ العمال. ذ.عبدالقادر كترة