كلما حلق المغرب عاليا، ومضى مرفوع الهامة نحو أسمى مدارج الرقي والتقدم، مدعوما بإجماع وطني قوي لا يلين، حول قضاياه الكبرى التي تأتي الديمقراطية ودولة القانون والكرامة الإنسانية، في صدارة أولوياتها، إلا وخرجت الغربان من دهاليزها وجحورها، تنعق، تنفث، كما عودتنا دائما، سموما حول مسيرة المغرب المظفرة نحو المستقبل، لكن هيهات، خاب الساعي والمسعى. خرجت غربان وكالة الأنباء الجزائرية، مساء اليوم الأحد، من عمق ظلامها الدامس، لتأتي فرية ما أنزل الله بها من سلطان.تزعم هذه الوكالة المهنية جدا في فنون التزييف والتلفيق والحقد ضد المغرب، بالحرف أن " عشرات الآلاف من المغاربة خرجوا اليوم الأحد في الرباط، في مظاهرة لقول لا للدستور". وزادت كذبا أن " مسيرات جرت في مدن أخرى حيث خرج عشرات الآلاف من الأشخاص ..".وللملاحظ أن يرى بكل وضوح أن هذه الوكالة، العالية الكعب، أيضا، في فنون الجبر و الحساب، حينما تتحدث عن المغرب، على الأقل في المثالين السابقين، تقيس دائما المسيرات والمظاهرات بمكيال ال(عشرات الآلاف)، هكذا كاملة غير منقوصة،، حتى و لو كان عدد المشاركين فيها لا يتعدى مائة أو مائتين، وحتى و إن لم تكن هناك، أصلا، لا مسيرات و لا مظاهرات.وهذا ليس بغريب على وكالة تتوفر على سجل حافل في اختلاق "الأخبار" و صنع " الوقائع" ونسج الروايات المتخيلة، كلما تحدثت عن المغرب. ولكي نعيد الأمور إلى نصابها، و هذا أمر لا تعرفه وكالة نشأت في أحضان الحزب الوحيد الذي أكل عليه الدهر و شرب، أن المغرب بلد ديمقراطي، بلد الحوار والجدل السياسي، الرزين والإيجابي، بين كافة مكوناته السياسية بمختلف أطيافها وتياراتها، ولا يضير المغرب والمغاربة،أن يعبر أي كان، عن رأي ، أو أن يبدي موقفا أو أن يخرج في مظاهرة، فحرية التعبير و التفكير و الرأي مكفولة في المغرب، وهذا أمر يعتز به كل المواطنات والمواطنون المغاربة.أما أن تجنح الوكالة الجزائرية، بأسلوب بالي عفا عنه الزمان، إلى اختلاق الوقائع وتزيف الحقائق والكذب، فذلك أمر غير مقبول، مهنيا وأخلاقيا وسياسيا.ولكن ماذا تريد وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فعلا، من خلال نشر مثل هذه الترهات? إن أهدافها مكشوفة ولعبتها مفضوحة. وعليها، وهي الخبيرة في الجبر والحساب، أن تقرأ الأرقام قراءة صحيحة،، لقد صوت الشعب المغربي، حسب النتائج غير النهائية، على مشروع الدستور يوم الجمعة فاتح يوليوز 2011 ، بنسبة 50ر98 . وهذا هو الرقم الوحيد الذي ينبغى أن تتذكره وكالة الأنباء الجزائية الرسمية التي فاتها ( أو ربما غرست عنقها في الرمال)، أن تقول، أمس الجمعة، أن الملايين من المواطنات و المواطنين المغاربة، توجهوا في مسيرات ملحمية، داخل المغرب و خارجه، إلى صناديق الاقتراع للتوصت بنعم على الدستور.لقد قال المغاربة كلمتهم، نعم للمستقبل، لمغربة الكرامة والديمقراطية، وعلى الغربان أن تقر بذلك أو أن تخرس إلى الأبد.