لتعزيز مختلف الأوراش والمبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس،(المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية ونظام المساعدة الطبية)،والتي تروم دمقرطة العلاجات الطبية وتمكين المواطنين من ظروف عيش كريمة.شرع في الثالث من الشهر الجاري مركز الأمراض التنفسية والسحار الرملي بجرادة في تقديم خدماته للمرضى المصابين بهذا الداء.ويعد هذا المركز المتخصص في الأمراض التنفسية والسحار الرملي،الوحيد والأول من نوعه على الصعيد الوطني.إذ شيد على مساحة إجمالية قدرها 3208 متر مربع،بطاقة استيعابية تصل إلى 55 سريرا.وساهم في بنائه وتجهيزه إلى جانب وزارة الصحة،المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبعض المحسنين بغلاف مالي إجمالي قدره 51 مليون ومائتا ألف درهم.ويتكون هذا المركز المتخصص من مصحة النهار وتتضمن 15 قاعة للفحص،كما أن بناية هذا المركز شيدت بتقنيات جد متطورة وقادرة على مقاومة الحرارة والبرودة.وقد حرصت وزارة الصحة على تجهيز هذا المركز بمعدات حديثة ومتخصصة منها جهاز السكانير وقاعتان للأشعة وجهاز كامل للفحص الرئوي،وجهاز آخر كامل لفحص القلب إلى جانب جهاز منتج للأوكسجين.وسيتمكن من فحص وعلاج الأشخاص المصابين بالسحار الرملي،وهو مرض تنفسي ينتشر في هذه المنطقة ويصيب عمال مناجم الفحم الحجري في جهازهم التنفسي،وخاصة الرئة،عن استنشاق غبار يحتوي على جزيئات السليكا الحرة أو غبار تدخل في تكوينه جزيئات السليكا وأغبرة معدنية تليفية خاملة (الفحم، الشست، التلك…). ويعتبر مركز الأمراض التنفسية والسحار الرملي بجرادة تجسيدا للعناية الموصولة التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس،الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة،وإرادة جلالته في ضمان ولوج متكافئ للعلاجات الطبية،من خلال إعطاء جلالته انطلاقة أشغال إنجازه.وبفضل هذه البادرة الملكية السامية ستعزز بنيات التكفل بالأشخاص المصابين بالسحار الرملي،ما يعكس بجلاء العناية المتجددة بسكان هذه المدينة الواقعة في الشمال الشرقي للمملكة. ونظرا للحالة الصحية للمرضى المصابين بهذا الداء،وبسبب عدم قدرة البعض منهم على المشي،فقد وفرت الوزارة سيارة إسعاف مجهزة تتكفل بنقلهم.وخصص لهذا المركز طاقم طبي وتمريضي عام ومتخصص في الأمراض التنفسية وأمراض القلب والشرايين يتكون من 5 أطباء و22 ممرضا و02 تقنيا الأشعة و02 مروضان طبيان فضلا عن مجموعة من الأطر الإدارية والتقنية.ويتوقع أن يستفيد من خدمات هذا المركز،أزيد من ثلاثة آلاف مريض بداء السحال الرملي من ساكنة إقليمجرادة والمناطق المجاورة إلى جانب المرضى المتواجدين في مدن وجهات أخرى من المملكة. وتجدر الإشارة إلى أنه بمجرد انطلاق خدمات هذا المركز المتخصص،توافد عليه عدد كبير من المرضى الذين كانوا يتكبدون عناء التنقل إلى مدينة وجدة وغيرها قصد العلاج وما يترتب عن ذلك من متاعب صحية ومصاريف مادية.وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا كبيرا لدى ساكنة المنطقة وخاصة منهم المرضى المصابين بهذا الداء وأفراد أسرهم،كما استحسنها المنتخبون وممثلو الفعاليات الحقوقية والمدنية وممثلو الإدارة الترابية نظرا للحالة الصحية لهؤلاء المرضى وظروفهم الاجتماعية والأسرية.