ينتج مرض السحار الرملي، الذي يصيب الجهاز التنفسي، وخاصة الرئة، عن استنشاق غبار يحتوي على جزيئات السليكا الحرة أو غبار تدخل في تكوينه جزيئات السليكا وأغبرة معدنية تليفية خاملة (الفحم، الشست، التلك...) تتواجد السليكا في الطبيعة بصيغتان بلورية (كالكوارتز) وغير متبلورة. كما يوجد عامل شخصي يتعلق بصحة المريض. ولتشخيص هذا المرض، يجب القيام بدراسة التاريخ المهني للمريض عبر: -تحديد طبيعة العمل (الاحتواء، شروط التهوية واستخراج الغبار). -تحديد نوع الصخور (الحجر الرملي، الغرانيت، الرمل، الطين الحراري وحجر السيليكات المختلفة). -تحديد مدة التعرض، ونادرا ما تقل عن 5 سنوات وتتعدى في أغلب الأحيان 10 سنوات، حتى بعد التوقف عن التعرض للعامل المسبب للمرض. ومن الأعمال أو المهن التي تنطوي على خطر التعرض لهذا المرض هناك: عمال الصناعات الاستخراجية. عمال مناجم الفحم (غبار مختلط ، سيليكا + فحم). حفر الأنفاق في الغرانيت أو الحجر الرملي (مشاريع بناء الأنفاق أو توليد الطاقة الكهرمائية). العمل في كسارات الصخور. عمال مناجم الذهب والحديد والمنتجات الغنية بسيليكات. عمال المعادن. عمال التلميع. عمال الفخار، السراميك، الصقل، وشواهد القبور. كسارات الحصى. فنيو الأسنان. وقد أكدت الدراسات السريرية أن السحار الرملي لا يترك أعراضا خاصة وأن الكشف عنه يتم فقط عبر صور الأشعة السينية للرئة (أهمية الفحص الروتيني). وتجدر الإشارة إلى أن من الأمراض المصاحبة للمرض: علامات التهاب الشعب الهوائية المزمن، مع سعال صباحي والبلغم، ضيق التنفس تدريجيا (نفث الدم مع السعال ليس سوى نتيجة لأشكال مركبة أو متقدمة من المرض) وفقدان الوزن التدريجي في المراحل المتقدمة من المرض. ولتحديد مرحلة المرض، لا يجب فقط الاعتماد على صور التشخيص، بل إضافة اختبارات وظيفية لتحديد نسبة العجز الدائم. ونلاحظ تدهور نقل أول أوكسيد الكربون وظهور غازات في الدم، ففي المرحلة المبكرة، يلاحظ ظهور اضطرابات أثناء بذل مجهود عضلي، وفي مرحلة متقدمة، يسجل نقص الأوكسجين. إن تطور المرض متغير وغير متوقع في كثير من الأحيان وقد يكون حادا للغاية وخاطفا يؤدي إلى الوفاة (أقل من 5 سنوات) ويمكن أن تحفزه بعض المهن (ملمعات الرمل الجاف) وقد تشكل ضرورة لزرع رئة لمريض دون ال60 من عمره. كما يمكن أن تحدث مضاعفات مختلفة مثل: - السل، - سرطان الرئة، - ورم الرشاشيات، - الالتهاب القصبي الرئوي المزمن. ليس هناك علاج، وقد تم استخدام الملح المذاب في الألمنيوم لدمج جزيئات السيليكا في الهواء وكذا استخدام البوليمرات، وهذه العلاجات صعبة جدا في الممارسة العملية، لذا نحبذ اجتناب التعرض للإصابة عبر: -الوقاية الجماعية: الحد من مخاطر التعرض للغبار (الحفر في المياه، تلميع الرطب). -الوقاية الفردية: المتابعة عند طبيب مختص واستعمال أقنعة الغبار.