عرفت سوق ترويج الكوكايين نشاطا غير مسبوق في الأعوام الأخيرة،ومما ساهم في انتعاش السوق توفر كمية من المخدر المهرب من إسبانيا في اتجاه المغرب والآخر المجلوب من بلدان افريقية جنوب الصحراء ومن دول أمريكا اللاتينية،وفي نفس الوقت ارتفاع في عدد المستهلكين بعدما تحول الكوكايين من مخدر للنخبة والطبقات الميسورة إلى مخدر شعبي تستطيع كل الطبقات الحصول عليه.هذا الجانب الخاص بتزايد عدد المستهلكين إضافة إلى الموقع الاستراتجي للمغرب الذي جعل العديد من المافيات العالمية تتسابق للاستحواذ على موقع قدم فيه،لكن يقظة واحترافية مختلف الأجهزة الأمنية المغربية حالت دون ذلك. في نفس السياق،حجزت عناصر الأمن الوطني بمدينة الناظور ومفوضية الشرطة بالعروي،يوم الثلاثاء 25 أبريل الجاري،كمية كبيرة من الكوكايين،وذلك بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "الديستي". المخدرات المحجوزة،والمقدرة ب12 كيلوغراما ونصف الكيلو غرام من الكوكايين،جرى العثور عليها بحوزة أربعة أشخاص،يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات. وجرى إيقاف اثنين من المشتبه فيهم بمدينة العروي،وهما هولنديان من أصل مغربي،وبحوزتهما على 11 كيلوغراما ونصف الكيلو غرام من مخدر الكوكايين،فيما جرى إيقاف باقي المشتبه فيهم بمدينة الناظور وبحوزتهم كيلوغرام واحد من المادة المخدرة نفسها. ومكنت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية من حجز أربع سيارات ومبالغ مالية مهمة بالعملة الوطنية قدرها مليونان و340 ألف درهم،بالإضافة إلى 22 ألف أورو يشتبه في كونها من عائدات الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية. وقد جرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة،بينما لا تزال الأبحاث جارية والتحريات متواصلة لتحديد جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الشبكة الإجرامية.