يلتجئ الناس الى الصحفي والصحافة ليكتب عن مشاكلهم .. عن أفراحهم .. عن انجازاتهم .. لايتهرب .. لايعتذر .. قد يعتذر عن مشاكله الخاصة والشخصية .. لايتخلف عما يسمى " الضمير المهني " .. ورقة .. قلم .. حاسوب شخصي .. هاتف شخصي .. كاميرا شخصية .. على -حسابه في الغالب الاغلب -.. تراه يجري على قدميه وكعبيه وكعتيه بعد اداء ركعتي الصباح والمساء .. تحت ابطه محفظة مملوءة بالاوراق الى مواقع المشاكل ( احياء ، دواوير ، ادارات ، دورات ، حروب ، زقاق محاصر ومداشر ، اسواق وسويقات ، مؤتمرات ، دورات تكوينية ، وقفات وجلسات مسيرات ، اودية ومقالع ، غابات ، محاكم وسجون ، اعراس وماثم ، ملاعب كرة ، ) بصفة عامة الى مكان يسمونه في لغة الصحافة ( موقع الحدث) او ( عين المكان ) للتقصي .. للتحري .. للتدقيق .. بهدف حصد المعطيات .. يشغل بصره بنظارات وبغير نظارات .. يشغل سمعه .. يشغل يديه .. يجب ان يكون رياضيا ذو لياقة بدنية لاباس بها ..يسال .. يتساءل .. يشكك .. يفحص .. يقارن .. يبحث عن الدليل .. أي (يبحث عن الحقيقة) .. يتلطف لهذا .. يتشدد مع ذلك .. .. يتحايل .. يتمسكن .. يتفرعن .. يجامل .. يعتذر – نادرا ما يعتذر – و(لا يجب ان يُساق الى السجن كما يفعل ببعض الصحفيين بالمغرب او كما فعلوا بهم في السابق او كما يفعلون بهم الان) . عندما يمتلأ قفاه حتى لا اقول راسه بالمعطيات .. ارقام .. اقوال .. مشاهدات .. يجلس في زاوية من مكتبه او بمكتبه داخل مسكنه امامه ( قهوة مهرسة ) ، غالبا ما يكون مكتب الكاتب العمومي على الرصيف أجود منه .. يستحضر ذاكرته .. يحتكم الى عقله او ضميره او هما معا .. يقضي نصف وقته في اختيار الكلمات المناسبة او اللاذعة او غير اللائقة ( هدي زوينة ، هدي قاسحة .. هدي واعرة ... الى اخر كلمات القاموس عربي / فرنسي / انجليزي /عربي / فرنسي عربي ) تارة يسمع ملاحظات ترفع من معنوياته وتارة يسمع ما ينزل الماء الى الركبتين ، وتارة يزجون به في السجن . له بطاقتان : - الاولى ، للتباهي امام من ؟ - الثانية للنوم في الازقة او السجون بسبب احد "غضبان" من شخصيات "فرسان" عندما تصدر "بيان " يتعرض " بابا " الصحفي للاعتقال وتعود صحافته وبطاقته من نصيب " اوكازيون " يحتفظ بها عند الحاجة امام المحاكم مثلا وإحداها يضعها في الارشيف ليوم الحساب الدقيق ...