حقيقة ما يحدث بالحدود المغربية الجزائرية؟ حالة استنفار أمني، طائرات استكشافية ومحاولات لتسويق صواعق نارية ومتفجرات تحقيق عبد الرحيم باريج حالة الاستنفار الأمني التي عرفتها مدينة وجدة"من خلال تموقع العناصر الأمنية، أمام جل النقط الحساسة و مقرات المؤسسات الرسمية والمنشآت العمومية والأجنبية بالمدينة والجهة الشرقية والمناطق المتاخمة للشريط الحدودي مع الجزائر، ظهرت جلية عبر الإجراءات والاحتياطات الأمنية وتكثيف المراقبة وتشديدها والتحقق من هويات الأشخاص والمسافرين والمشتبه فيهم في الحواجز الأمنية بمداخل المدن وخارجها وحواجز الدرك الملكي القارة والمتحركة، وتعزيز الأمن الولائي بفرق أمنية للعمل على بلوغ الأهداف المسطرة لها من طرف المصالح المركزية بأقصى سرعة وبأكثر دقة، وذلك على إثر رفع حالة التأهب إلى الدرجة الحمراء. مطاردة "هوليودية" إثر توصل الأجهزة الأمنية بمعلومات سرية تفيد بتسرب عناصر إرهابية من جنسيات مجهولة إلى مدينة وجدة عبر الحدود البرية الشرقية، خاصة بعد توصل الأجهزة الأمنية المغربية بمعلومات تشير إلى تحركات عناصر إرهابية على الشريط الحدودي واحتمال تسرب بعضهم داخل التراب الوطني المغربي، خاصة أمام محاصرة الجزائر لعناصر من تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" على مستوى منافذ السلسلة الجبلية بالحدود الثلاثية لولايات بسكرة، تبسة وخنشلة، وهي العملية التي استهدفت مطاردة عدد كبير من الإرهابيين، قدرتهم بأكثر من 40 عنصرا، لجأوا إلى منطقة وادي الميزاب بجبل أنوال بتبسة، وذلك بناء على معلومات قدمها عنصر من قاعدة المغرب الإسلامي (ليبي الجنسية)، زيادة على القصف المدفعي وطلعات مستمرة للطائرات الاستكشافية بمنطقة وادي الميزاب، بغية مراقبة وتتبع عناصر تنشط في شبكات دولية لإدخال وتسويق أكثر من 3200 قنبلة مصنوعة من ألغام مضادة للأشخاص، وهي ألغام انتزعها مغاربة وجزائريون من خط شال الاستعماري لفائدة الجماعات الإرهابية انطلاقا من الحدود بين المغرب والجزائر. كما تمكنت نفس المصالح، خلال نفس الفترة، من توقيف جزائريين حاولوا بالتعاون مع بعض المغاربة إدخال مواد متفجرة تكفي لصناعة أكثر من 1200 قنبلة، إلى جانب مواد أخرى لصناعة المتفجرات لقنابل مكتملة الصنع، تهرّب موادها الأولية من فرنسا وإسبانيا من أجل تسويقها لفائدة الجماعات المسلحة الجزائرية، وكانت حسب بعض المصادر أول وأكبر عملية، قامت بها مصالح الدرك الجزائري بتلمسان في مارس الماضي، إذ تمكنت من تفكيك شبكة دولية مختصة في المتاجرة بالمتفجرات، يقودها مغربي، حسب اعترافات الموقوفين الخمسة. وكانت القنابل تصنع، حسب هؤلاء، في ورشات بعمالة وجدة وبعض القرى الحدودية، وأن اللغم الواحد كان يباع ب 300 (دينار جزائيري / د.ج) و280 (دج) للصاعق الناري الواحد و280 (دج) للمتر الواحد من الفتيل بطيء الاشتعال، وكانت هذه المتفجرات تأتي من مدينة بني درار، إقليم عمالة وجدة، كما أكدت نفس المصادر أن المهربين المغاربة يتمكنون دائما من الفرار من قبضة رجال الحرس الحدودي الجزائري، والغريب أن الكثير من المهربين المغاربة للسلع العادية (المواد الغذائية والوقود) غالبا ما يتم رميهم برصاص الحرس الحدودي وكذا الجيش والدرك الوطني الجزائري عند مطاردتهم، لكن دوي الرصاص لم يسمع أبدا أثناء المطاردات المزعومة لمهربي وتجار تلك المتفجرات. صيد ثمين هذا وقد نشرت وسائل الإعلام الوطنية خبر اعتقال ثلاثة أشخاص بمدينة وجدة، اشتبه في انتمائهم إلى خلية إرهابية تابعة للسلفية الجهادية، أحدهم مبحوث عنه وله علاقة بالأحداث الأخيرة التي عرفتها تفجيرات مدينة الدارالبيضاء. ومنها من ذكرت بأنهم كانوا قادمين من الجزائر عبر الشريط الحدودي، بينما ذكرت أخرى أنهم كانوا يعتزمون التسلل إلى الجزائر للالتحاق بالجماعات الإرهابية الجزائرية، وذلك ليلة السبت 27 أكتوبر2007 بواحة سيدي يحيى في اتجاه المناطق الحدودية، كانوا مدججين بأسلحة بيضاء وسيوف طويلة وجرعات من الأكل على الطريقة التي يستعملها رجال حرب العصابات. وقد تمت إحالتهم على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء يوم الاثنين 29/10/2007 لتعميق البحث معهم. واستنادا إلى المصدر الوحيد الذي تم الاعتماد عليه، وهو مصدر أمني رفيع بوجدة سرب خبر الاعتقال صباح الأحد 28/10/2007، حيث تم القبض على اثنين منهما مساء يوم السبت 27/10/2007، فيما تمكن الثالث من الفرار، إلا أن عناصر الشرطة تمكنت من اعتقاله صباح الأحد 28 أكتوبر إثر حملة تمشيطية همت المنطقة كلها. ليتم بعد ذلك التعرف على الحقيقة التي أخفاها مصدر الأمن الرفيع بوجدة حول هذه الواقعة، التي تبين أن رجال الشرطة القضائية بمعية رجال الاستعلامات العامة للأمن الوطني، هم من اكتشفوا صدفة، وفي إطار إحدى دورياتهم على متن سيارة رباعية الدفع المتهمين الثلاثة، حوالي الساعة 11 ليلا بحي تجزئة أكدال بواحة سيدي يحيى، وهو ما أفزع المتهمين وجعلهم يطلقون سيقانهم للريح، ولولا يقظة رجال الأمن لتمكنوا من الهرب والاختفاء في حلكة الليل، حيث لم يتم القبض سوى على اثنين منهم، ليتمكن الثالث المدرب جيدا على حرب العصابات من الفرار، وهو الذي كان مبحوثا عنه من طرف الأمن المغربي لارتباطه بأحداث الدارالبيضاء الإرهابية الأخيرة، وكان قد التحق بأفغانستان سنة 2000 حيث تلقى تدريبات بعد مغادرته سلك الجيش الدركي قضى به ما يناهز 10 سنوات. وهي المعطيات التي أجبرت السلطات الأمنية بمختلف أجهزتها على تكثيف البحث عن الإرهابي الفار في محيط واحة سيدي يحيى، حيث تم تمشيط المنطقة ليلا دون العثور عليه. القائد يتدخل وفي نفس الوقت اتصل شيخ يعمل بإحدى المقاطعات الحضرية التابعة للقيادة الحضرية لسيدي يحيى بقائده، لإخباره بأن رجال الأمن اعتقلوا إرهابيين داخل نفوذه الترابي وفرار أحدهم، وهو ما جعل القائد وعلى متن سيارته الخاصة (الكثير من سيارات الدولة ومنها سيارة القائد الرسمية كانت تستعمل من طرف رجال الأمن لتكثيف الدوريات بعد رفع حالة الاستنفار إلى أقصاها) يقوم بمعية رجال القوات المساعدة العاملين بنفس القيادة وأحد الشيوخ بحملة تمشيطية مكثفة بالواحة وخارجها للقبض على الإرهابي الهارب، وفعلا تمكن القائد ومجموعته من إلقاء القبض عليه حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الأحد 28/10/2007، وبالضبط في المجال الترابي لدائرة أحواز وجدة وليس بواحة سيدي يحيى، كما تم نشره مؤخرا، وعندما تم العثور على الهارب، ظهرت عليه علامات الخوف حتى طمأنه القائد طالبا منه الاستسلام، مع وعده بعدم الاعتداء عليه أو ضربه، ليتم بعدها اعتقاله وتقييده. ومباشرة بعد ذلك سمع الجميع عبر أجهزة اللاسلكي خبر اعتقاله من طرف مجموعة قائد قيادة سيدي يحيى، ليهرع الجميع إلى مقر القيادة في محاولة لاستلامه من طرف الجهة المعنية، غير أن القائد رفض تسليمه إلى حين القيام بالإجراءات الإدارية المعمول بها في مثل هذه الحالات، وهو ما وقع بالفعل حين تم تسليم الهارب للسلطات الأمنية المختصة، وذلك بحضور كبار المسؤولين بالجهة والمدينة. علما أن طريقة التعاطي إعلاميا مع قضايا الإرهاب، ربما قد تساعد الإرهابيين في تكتيكاتهم من حيث لا تدري ، والمقصود هو أن بعض المعطيات الخاصة المرتبطة بنشاط الجماعات المسلحة، تتحفظ مصالح الأمن على نشرها لعدم الكشف عن الخطط الأمنية، على أساس أنها تفسد مجرى التحريات الموجهة للقبض على عناصرها. دون أن ننسى التذكير بالدور الذي وجب على جميع المواطنين لعبه بكل وطنية، في مد يد المساعدة والعون لجميع المصالح و الأجهزة الأمنية بغاية قطع دابر الفساد الإرهابي الدخيل على بلدنا، والتبليغ عن كل مشتبه فيه بالتعاون أو الانتماء للمنظمات الإرهابية، لأن الحفاظ على الأمن العام وسكينة وطمأنينة بلدنا رهين، بتجاوب الجميع وانخراطهم في محاربة كل ما له علاقة بالإرهاب. اعتقالات بالناطور وفي نفس السياق، اعتقل الأمن الإقليميبالناظور بداية الأسبوع الجاري حوالي ستة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى جماعة إسلامية متطرفة، كانوا ينشطون بمناطق مختلفة بإقليمالناظور، وقد حجزت لديهم مجموعة من الكتب الدينية التي تدعو للجهاد، كما أن من بين الموقوفين، من كان قد تم إحالتهم في وقت سابق على العدالة نظرا لارتباطهم بجماعات إسلامية متطرفة. وتمكنت الشرطة القضائية بمنطقة الزغنغان بإقليمالناظور، من تفكيك شبكة متخصصة في الهجرة السرية نحو إسبانيا عن طريق التزوير في جوازات السفر، وعلى إثرها تم ضبط تسعة جزائريين مرشحين للهجرة السرية يحملون جنسيات مغربية وهمية. كما اعتقلت الشرطة الإسبانية لمدينة سبتةالمحتلة أربعة مهاجرين جزائريين عند محاولتهم عبور الحدود الوهمية بأوراق هوية مزيفة، عند معبر (تاراخال) الحدودي حين تقديمهم جوازات سفر مزورة لمغاربة من تطوان. وأكدت الوكالة الإسبانية نقلا عن الشرطة، أن الجزائريين قاموا بتزوير الجوازات ليتمكنوا من دخول إسبانيا بطريقة غير شرعية، وقد تم رفض أوراقهم ودخولهم إلى البلاد، ثم تسليمهم إلى السلطات المغربية لانتهاكهم قانون الأجانب، ومحاولتهم دخول البلاد بشكل غير شرعي. من جهة أخرى، أفادتنا مصادر أمنية بولاية أمن وجدة، أن مواطنا مغربيا من ساكنة الشريط الحدودي يعمل في " نقل السلع المهربة "، يكون قد توصل برسالة مجهولة تهدده بالانتقام منه – حسب الرسالة – لفتحه فمه (. . . ) وتم التأكيد في نفس الرسالة على أن باعثيها هم "عصابة لا يقدر عليها أحد"، ومباشرة بعد تقديمه لشكاية في الموضوع لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوجدة، حررت الإدارة العامة للأمن الوطني بالدائرة الأمنية الرابعة يوم الجمعة 19/10/2007 محضرا بالواقعة التي سبقتها محاولتان للهجوم عليه من طرف ثلاثة أشخاص مجهولين بمنزله الكائن بإحدى التجزئات السكنية ب "لازاري"، القريبة من واحة سيدي يحيى. مخابرات "تنظيم القاعدة" نشير إلى أن من أخطر وثائق تنظيم ابن لادن السرية، التي بثتها مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تقرير يحدد عمل اللجنة الأمنية ل «القاعدة»، ويركز على أمن أعضاء التنظيم وحمايتهم من السرقة الفكرية، أي غسل أدمغتهم حتى لا يخضعوا لأي مؤثرات أخرى معادية، ويكون التنفيذ بحسب التقرير السري،، من خلال «بن لادن» والموجهين الفكريين، من خلال الدورات الشرعية والأمنية. وأكد التقرير على أهمية إنشاء جهاز مخابرات ل«القاعدة» والقيام بأعمال مكافحة التجسس الداخلي ومنع الاختراقات، عن طريق جمع المعلومات الكافية عن كل فرد يتم تجنيده، ورفع الحس الأمني للأعضاء، من خلال التربية الأمنية وتوعيتهم بكل المستجدات من خلال المحاضرات والنشرات والمذكرات الأمنية. وطالب التقرير "السري" بأهمية توفير الأجهزة التي تراقب الشخصيات المهمة في تنظيم بن لادن. كما تحدث التقرير عن أهداف اللجنة الأمنية وواجباتها والتي ركزت على توفير الأمن لقيادات التنظيم، وإعطاء أهمية كبيرة لعمليات تجنيد الأفراد، بوضع ضوابط عملية ودقيقة تكفل مرور الفرد، عبر قناة لا يمكن تجاوزها، مهما كانت أهمية الفرد وموقعه وجنسيته. وطالب التقرير الأمني بسعي «القاعدة» للحصول على المبتكرات، من أفكار ومخترعات، تسهل القيام بالعمل الأمني. وركز على أهمية قيام أعضاء اللجنة بمهام القبض والتفتيش والتحقيق وأرشفة المعلومات المستخلصة، وتنسيق التعاون وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية الإسلامية (تنظيمات ودول). وطالب التقرير بممارسة أعمال المخابرات الإسلامية «السرية» بشكل فعال، وإنشاء أجهزة لقسم المعلومات وقسم الأبحاث وقسم العمليات السرية، وقسم لمكافحة التجسس. وأكد التقرير السري على ضرورة أن تنضبط أعمال مخابرات «القاعدة» واللجان الأمنية "بالشرع الحنيف"، وذلك بالتزام أقصى درجات التوثيق عند اختيار أفراد المكتب، وعند الأمور الخطيرة التي تختلط فيها المصالح بالمفاسد، حيث طالب التقرير برفعها إلى القيادة لاتخاذ القرار المناسب. وتحدث التقرير عن كوادر الأجهزة الأمنية التابعين للقاعدة ومواصفات كل إطار، والوعد بحفظ الأسرار الذي يؤخذ على كافة العاملين، حيث يشترط عليهم المحافظة على العهد خاصة إذا انتهت علاقاتهم التنظيمية. وضمن المراسلات السرية التي بثتها المواقع المرتبطة "بالبنتاغون"، أيضا رسالة سرية من بن لادن إلى «أبو خالد»، الذي يعتقد أنه محمد شوقي الإستانبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري أنور السادات، يتحدث فيها زعيم التنظيم عن تلقيه رسالة من "أبو خالد"، وشكره لما «فيها من أفكار وتوجهات وإدراك للأخطار التي تهدد العمل الإسلامي، والعقبات التي تعترض طريقه، وما يتوجب على العاملين في المجال الإسلامي من توحيد الصفوف ولم الشمل الذي تمليه وحدة الهدف والمصير المشترك». http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=115620