حصلت المغربية سميرة العبدي على رخصة "فيفا" التي تخول لها دخول عالم وكلاء اللاعبين،ونالت كذلك تفويضا من الاتحاد الدولي لكرة القدم لتنظيم المباريات الودية الدولية، كأول مغربية وعربية تنال هذه الصفة. وتمكنت سميرة التي شغلت لفترة قصيرة في مجلس إدارة الامعة الملكية لكرة القدم ومديرة لنادي المولودية الوجدية،من نيل هذا الاعتماد الدولي بعد أن نجحت في اختبار شارك فيه ما يزيد على 50 شخصا لهم ارتباطات بكرة القدم المغربية. وتمكنت سميرة من اجتياز الاختبارات بتقدير "جيد جدا"،إلى جانب ثمانية مرشحين آخرين،ونالت رخصة وكيلة أعمال لاعبين ووكيلة تنظيم المباريات،وذلك من خلال قائمة الناجحين التي أعلن عنها الاتحاد المغربي لكرة القدم في امتحان الحصول على رخصة وكيل لاعبين،والذي نظمه "الفيفا" وشهد نجاح ثمانية من أصل 35 مغربيا.د وتمنح رخصة الفيفا من جل تنظيم المباريات لصاحبها حق الانفراد في تنظيم مباريات ودية ما بين منتخبات وطنية أو أندية من كونفدراليات مختلفة، علما أن من حق جامعتين أن تتفقا على إقامة مباراة ودية، كما من حق الأندية أن تتوجه لجامعاتها الوطنية للحصول على ترخيص تنظيم مباراة ودية بين ناديين من جامعتين وطنيتين و في حال عدم الوصول إلى اتفاق تشدد الفيفا على ضرروة المرور عبر وكيل معتمد لتنظيم المباريات. ويمر طلب الحصول على هذه الرخصة التي يتقدم بها شخص طبيعي بطلب مكتوب إلى الكاتب العام للفيفا و تأييد من الاتحاد المحلي و موافقة على القوانين المنظمة مع تأدية ضمان مالي. يذكر أن رخصة وكيل أعمال اللاعبين لم تعد ترخص من طرف الفيفا منذ 2001 و بالنسبة لوكلاء تنظيم المباريات سبق سميرة العبدي وكيلين مغربيين هما كريم العراقي و يونس الناعومي. ودخلت العبدي البالغة من العمر (39) عاما مجال إدارة نوادي كرة القدم سنة 2006،بعد حصولها على ماستر في الاقتصاد والتدبير الرياضي في نفس العام،ثم تلقت عرضا من مجلس إدارة نادي المولودية الوجدية،كي تشرف على مشروع تأهيل النادي طبقا لبنود ومواصفات دفتر التحملات الذي أقرته الامعة الملكية لكرة القدم،وهكذا بدأت في مباشرة عملها برغبة كبيرة في تحديث آليات التدبير المحكم،رغم أن هذا المجال ظل حكرا على الذكور،وفي فترة صعبة كان يمر بها النادي بعد سلسلة هزائمه في مبارياته وفشل إدارته في الصعود للقسم الوطني الثاني الذي لا زال يتخبط فيه،وغضب جمهوره من مسيريه الذين استفادوا منه دون أن يستفيد منهم،لتبقى عجلة النادي تتعثر في حالها ليومنا هذا،لأن معزم القائمين على شؤونه منذ وفاة المرحوم بلهاشمي لا علاقة لهم لا بالتسيير ولا بالتدبير الرياضي. واعترفت العبدي بوجود صعوبات كثيرة في هذا المجال،خاصة حين يتعلق الأمر بامرأة تقتحم مجالا ظل حكرا على الذكور،وقالت إن وجود امرأة في مفاوضات ضم لاعب أو مدرب أو تنظيم حدث كروي يثير استغراب المهتمين بالشأن الكروي في المغرب. وأكدت العبدي التي تحولت مع مرور الأيام إلى مديرة للنادي الوجدي،وتقوم مقام مجلس الإدارة وتحمل هم المولودية بالرغم من المعارضة الشديدة التي واجهتها. ولم تكتف سميرة بعملها داخل النادي بل تم استقطابها من طرف الجامعة الملكية كرة القدم ضمن اللجنة المكلفة بزيارة الأندية المغربية ومراقبة مدى استيفائها لشروط الاحتراف الواردة في دفتر التحملات قبل منحها رخصة المشاركة في الدوري. وتسعى سميرة إلى نيل شهادة الدكتوراه في شعبة العلاقات الدولية،من خلال أطروحة قيد البحث تحت عنوان "المنازعات الرياضية في المغرب"،بموازاة مع ذلك تحرص على تربية ابنيها يسري ومحمد حفظهما الله لوالديهما،وتعشق نظم الشعر والرسم على الثوب،وألف مبروك بهذا التتويج الذي يعد مفخرة لمدينة الألفية وجدة.